الجمعة 2 سبتمبر 2022 - 11:52

إذا قُدر لك أن تكون ضمن المشاهدين لقناة الخرطوم الفضائية ولو بالمصادفة لرأيت في الشريط الإخباري أسفل الشاشة أخبار متوالية جميعها توصف انجازات ونشاطات ومتابعات والي الخرطوم أحمد عثمان حمزة ، ولكن بقليل من القياس إذا ادرت النظر يمنة أو يسرى تلاحظ أن المناظر هي ذاتا والصور نفس المشاهد ، فالأوساخ متراكمة ومياه الصرف الصحي تختلط بمياه الخريف والشوارع تجعل من الحفر (عنوان لها) وغيرها من شواهد الفشل الذريع التي لا تحتاج لسبر اغوار لتأكيدها فربما تكفي لسعات الباعوض وانتشار الذباب لتوضح مدى العجز الولائي في توفير الخدمات الأساسية للمواطن.

والوالي مسؤول التنظيم السابق في كرري يحاول أن يطفي على شخصيته تكنوقراطية زائفة ، ولكن لبوس الماضي تطارده فقد استعان بحاشية من الاعلاميين بغرض التلميع وهم معرفون بالانتماء للفلول ، وظن أن توزيع الاخبار على الصحف يعني أن الرأي العام سيغمض جفنه ويتحدث عن انجازاته المتوهمة

ومن المفارقة تجد والي ولاية ابتلعت دولة بأكملها مهتم بافتتاح منتجعات مثل منتجع النيل أو الوقوف على مركز جائزة الطيب صالح أو على قطعة أرضه الممنوحة من قبل الحكومة.. أو زيارة بعض المبدعين برفقة وزير الثقافة والاعلام وحتى لا يتهمنا البعض بأننا اعداء للثقافة دعونا نتساءل إذا كان حمزة والي الخرطوم حامي حمى الثقافة لماذا طرحت المديرة التنفيذية لمحلية كرري؛ سامية محمد عثمان ساتي، ضمن اجتماع بمكتبها بلجنة استثمار المحلية ، عددا من المشاريع للبيع الاستثماري في عطاءات، مثل الحدائق العامة المكتملة بالمحلية – على حد وصفها، وقالت إن من ضمنها مسرح كرري والجزء الشمالي منه الذي سمَّته حديقة المسرح الشمالية ومول المسرح...(ركزوا هنا) مسرح كرري..؟

إذا كان هذا الوالي مهتماً بالثقافة عليه ترتيب أجندة أولوياته والتي يأتي الانسان في مقدمتها، فحمزة هو رئيس اللجنة الأمنية التي تأمر القوات المشتركة بضرب المتظاهرين السلميين في كل انحاء الخرطوم ، وحتى حينما اختارت المقاومة مسارات أخرى غير القصر لاحقت قواته الثوار ودهست بآلياتها أكثر من شهيد ، وفي المقابل تجده يمارس التغبيش والتضليل وكأن عيون الشعب مصابة بالرمد فأي حملات نظافة يقوم بها في اطار (شكلاني) وأي زيارة للمبدعين والثوار الشباب يرتقون شهداء برصاص قواته و(المصابين) منهم يملأون المستشفيات ولم نسمع بهذا الوالي أنه قام بزيارة لمنزل شهيد أو طاف معاوداً (المصابين).
محاولات مسح الجوخ والتطبيل على شاكلة أن هذا والي كساري الليل ونحلة النهار كلها لا تنطلي على المواطنين ، فما تفعله الحكومة تجاه الأوضاع الكارثية المتفاقمة في العاصمة ليس سوى لهاثٍ مستمر لمواجهة مشكلاتٍ لا تفتأ أن تتضخم بمتوالية هندسية زاد من تسارعها الانقلاب الذي نسف كل محاولات التقدم نحو المدنية وبالتالي على هذا الوالي أن يعود مسؤولاً عن التنظيم في كرري كما كان في سابق عهده.
الجريدة