الخميس 8 سبتمبر 2022 - 7:16

الرجل في الصورة الذي استقبله وزير الدفاع امس اسمه نيكولاس هايسوم ..جنوب افريقي ، كان يتولى ملف الدعم القانوني المقدّم من دول الترويكا في نيڤاشا ، ومنذ ذاك الوقت ربط مستقبله وطموحاته بالسودان ، قبل انفصال الجنوب وبعده حرص على العمل بكل مشروع دولي او اممي متعلق بالسودان ، اخيراً في 2016 عين مبعوثاً خاصاً للامين العام للامم المتحدة للسودان وجنوب السودان !! ومنعته حكومة السودان من الدخول لاراضيه ..تم تحويل مهمته للصومال اشتكت منه حكومة الصومال عدة مرات ثم قامت بطرده ومنعه من دخول اراضيها بعد اربعة اشهر فقط من عمله ، لانه يتدخل في شئونها الداخلية واعتبرته مهدداً لامنها ومصدراً لاثارة المشاكل ..

بعد التغيير الذي تم في ابريل 2019 ، شعر ان فرصته اتت ، فاقنع الامين العام للامم المتحدة انتوني غوتيريش انه رجله في السودان والاكثر معرفة به و ان لديه علاقات في السودان مع جميع القوى السياسية بما فيها اخطرها وهم الاسلاميين وذلك منذ عمله في اتفاقية السلام السودانية CPA" نيڤاشا" كما أنه صنع علاقات مع كبار موظفي الدولة وكان ضمن من صاغوا دستور 2005 !!

استطاع دخول السودان في اغسطس 2019 بصفته ممثلاً للامين العام في السودان لشهود التوقيع على الوثيقة الدستورية! ولم ينقطع بعدها عن الخرطوم اذ اصبح شبه مقيم !! وبعد تعيين رئيس الوزراء وهو موظف اممي سابق مثله ، تمدد نفوذ الرجل في الخرطوم وما لبث ان تناقلت مجالس الخرطوم قصص تفاخره بسيطرته على الحكومة عبر سيطرته على رئيس الوزراء د. عبدالله حمدوك وقد حكى دبلوماسي سوداني انه سأله عن مدى مقدرته على اقناع رئيس الوزراء بأمر ما ! فرفع يده ولف خاتمه حول اصبعه وقال هكذا !! .

هايسوم هو صاحب فكرة البعثة السياسية الأممية ، التي فصّلها بحيث يكون رئيسها هو الحاكم الفعلي للسودان وليس مجرد مندوب سامي!! ، وصاغ مع السفير البريطاني السابق والسفير الالماني بدرجة اقل مشروع ذلك القرار الذي قدمته الدولتان للسيطرة الكاملة على السودان واعادة تشكيله ، حاضراً بتفكيك الجيش والشرطة وحل جهاز الامن واقصاء القوى السياسية التي لا تتوافق مع مشروعهم عبر تشجيع لجنة ازالة التمكين وغض الطرف عن تسيس مؤسسات العدالة وسياسات الاقصاء والدعوة المتكررة لتطهير الخدمة المدنية !! ومستقبلاً عبر وضع قانون الانتخابات ومراقبتها والصرف عليها ، ووضع السياسات والقوانين ومناهج التعليم ووضع الدستور واعادة تنظيم الخدمة المدنية والمؤسسات العدلية والقضائية والتحكم واعادة ترتيب وتنظيم الاقتصاد السوداني وادارته !! -:round_pushpin: من اراد معرفة المزيد عليه الاطلاع على نص الخطاب الذي ارسله حمدوك للامين العام للأمم المتحدة وعبره لمجلس الأمن ، كما عليه الاطلاع على نص المشروع الذي صاغته بريطانيا والمانيا تبعاً للخطاب :round_pushpin: - أن خطاب حمدوك الذي وصفه دبلوماسيون في اروقة الامم المتحدة انه خطاب طلب للوصاية الاممية على بلاده !! .. كان سابقة أولى وغير مفهومة من دولة في حالة السودان ليست منهارة ولديها جيش وقضاء ومؤسسة دولة تعمل واقتصاد متحرك في ذلك الوقت كان حمدوك وبنص خطابه الاول قد استلم الدولة واقتصادها هو السادس افريقياً !! ثم يطلب هو نفسه وضعها تحت الوصاية!!! بعد أن كانت اول دولة تنال استقلالها بأفريقيا في منتصف القرن الماضي !!! .

لقد كان نيكولاس هايسوم بالدرجة الاولى وراء هذا المشروع فكرةً وصياغة وترتيبات .. لكن هل بسبب طموحه الشخصي ام كان ينفِّذ خطة جهة ما .. لا ادري ؟ وتم اقناع حمدوك ان هذا هو السبيل الوحيد لحمايته وحماية الفترة الانتقالية وللسيطرة على الجيش وضمان عدم تدخله مستقبلاً في الشأن العام وانه السبيل الوحيد الذي يتيح للدول الاروبية خاصة التدخل لعونه وحمايته بفضل قوة عسكرية ومدربين عسكريين ضمن البعثة المقترحة . وقد اعد هايسوم نفسه كي يتولى منصب حاكم الخرطوم الجديد ( رئيس البعثة) !! لكن لاقدار الله حرك الطمع الدول الاروبية المتنافسة في السيطرة على السودان وتم ابعاده!!

ظل الرجل مبعوثاً للامين العام لجنوب السودان وهناك تلزمه الدولة بالتحرك في حدود ..رغم انه يدعي انه احد صانعيها !! هايسوم الذي يصفه السياسيون في بلاده - جنوب افريقيا - بانه صانع فتن ومحرك صراعات .. ولذلك بعد مغادرته لمكتب نيلسون مانديلا عملوا على حصر عمله ومراقبة انشطته ودفعه للعمل بالخارج !!
يعود هايسوم امس وبعد غياب للسودان ..…والخبر الذي رافق صورته ليس مقنعاً فما دخل مبعوث الامين العام لجنوب السودان ..بالسودان ليزوره ويتباحث مع وزير دفاعه!!
البعض يقول انه اتى بعد ان راجت اخبار ان فولكر فشل في مهمته لانه بلا تجربة كافية و لا يعرف البلاد ولا تقاطعاتها !! ولذلك سرعان ما تحرك هايسوم ليظهر في المسرح ليقول انه ما زال الأكثر معرفة بالسودان حتى بالجيش الذي خسره فولكر !! وما زال يطمع ان يعيّن بديلاً عن فولكر رئيساً لهذه البعثة التي صنعها !!
لم يكن تاريخ هايسوم مع السودان الا خبثاً ومكراً وتحريضاً وشراً … فأي شرٍ جاء يسوقه امامه ..واي بلاءٍ أتى يجلبه…