الثلاثاء 13 سبتمبر 2022 - 18:55

(1)

 قرابة العام منذ انقلاب 25 اكتوبر وحتى وقتنا هذا والبلاد تدار بواسطة الجيش الى جانب قوات الدعم السريع والحركات المسلحة – الاعضاء المدنيون الذين تم ضمهم لمجلس السيادة بعد الانقلاب تم التخلص منهم ليبقى مجلس السيادة هو مجلس عسكري بالكامل، مع ذلك فشلت الحكومة في ان تقوم بأهم مخرجات اتفاقية (سلام جوبا) الممثلة في دمج قوات الدعم السريع في الجيش الى جانب حل قوات الحركات المسلحة وضمها هي الاخرى للقوات المسلحة.

 فشلوا في ذلك رغم ان المدنيين بعيدون عن الصورة – تُرك الامر كلياً للعسكر ولم يحدث اندماج حتى وقتنا هذا – ويبدو حدوث الاندماج في ظل هذه الاوضاع صعباً ان لم يكن مستحيلاً.

 الطريف ان العسكريين بعد ذلك يتحدثون عن الاختلافات بين السياسيين وعن التراشق بين المدنيين وهم عاجزون عن دمج قواتهم في جيش واحد.

(2)

 نحن لا نسأل مجلس السيادة حلولاً للازمات الاقتصادية ولا ننتظر منهم تقدماً في الجانب السياسي او حياة رغدة وحكومة ديمقراطية، ولكن نسألهم في مجال اختصاصاتهم المعنية بالشق (الامني) ونطالب بدمج عشرة جيوش في العاصمة في جيش واحد. نسألهم عن صميم مسؤولياتهم تجاه هذا الوطن.

 الفريق محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة ورئيس اللجنة الاقتصادية ان كان هناك (اقتصاد) حتى وقتنا هذا عليه ان يعلم ان اكبر قفزة اقتصادية يمكن ان تحدث في البلاد سوف تكون عن طريق دمج قوات الدعم السريع في الجيش.

 انخفاض سعر الدولار وتوقف هبوط الجنيه السوداني لن يحدث إلّا اذا حدث اندماج لقوات الدعم السريع والحركات المسلحة في الجيش. نخاطب حميدتي هنا ليس باعتباره القائد العسكري الثاني في البلاد ولكن باعتباره رئيس اللجنة الاقتصادية، ان كان هناك (اقتصاد) من الاساس.

 امن البلاد واستقرارها ووحدتها لن تكون إلّا في الدمج التام لقوات الدعم السريع والحركات المسلحة في القوات المسلحة.

 النمو والتطور لن يحدث إلّا عن طريق (الدمج).. اذا كنتم تريدون مصلحة البلاد وتبحثون عن الخير لشعبها افعلوا ذلك.

 نريد لهذا الوطن ان يكون بجيش واحد هذه هي كل طموحاتنا وتطلعاتنا في هذا العهد، لن يهمنا الآن سعر الرغيفة او سعر رطل اللبن بقدر ما تهمنا وحدة الجيش – القوة الحقيقية لا تحدث إلّا في (الدمج) خاصة اذا كنا نتحدث عن (الجيش) القومي.. ان كنا نريد (الوحدة) حقاً فليكن ذلك في (الجيش) لأن البلاد التى لا تتوحد جيوشها يكون التمزق هو المصير الحتمي لها.

 قلناها كثيراً لا يعقل ان ترفض (التعددية) في الحكم والأحزاب وتسخر من الاختلافات الطبيعية بين التيارات السودانية في الوقت الذي ترحب فيه بـ (التعددية) في الجيش وتسكت عن الاختلافات الايدولوجية بين القوات المسلحة.

(3)

 قال رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان الثلاثاء الماضي، إن السودان يمر بـ”ظروف صعبة” تتطلب من الجميع توحيد الصفوف، داعياً السياسيين إلى “الابتعاد عن الجيش و(قوات) الدعم السريع والذهاب إلى توحيد صفوفهم والاستعداد للمرحلة القادمة”. وأضاف البرهان خلال خطاب احتفالات الجيش بذكرى “معركة كرري”: “الذين يسعون إلى تفكيك المؤسسة العسكرية، لن يستطيعون تفكيكها، ومن يحاولون الوقيعة بين الجيش والدعم السريع واهمون”، لافتاً إلى أن السودان “يتعرض لاستهداف كبير”.

 ان يتحدث القائد العام للقوات المسلحة عن الجيش وقوات الدعم السريع هذا في حد ذاته غلط.. يجب ان تكون القوات المسلحة وقوات الدعم السريع شيئاً واحداً.

 نقول لرئيس مجلس السيادة من منطلق (وطني) خالص ان توحيد الصفوف لن يحدث في وجود (10) جيوش في العاصمة – انت تطالب من الجميع توحيد الصفوف ونحن نطالب توحيد القوات المسلحة، فأيهما اولى بالاستجابة ؟ لن تحدث وحدة للصفوف في ظل (تعددية) الجيش.

 البرهان دعا السياسيين إلى “الابتعاد عن الجيش و(قوات) الدعم السريع والذهاب إلى توحيد صفوفهم والاستعداد للمرحلة القادمة”. السياسيون لا يريدون إلّا كل الخير للبلاد وللجيش وقوات الدعم السريع وذلك في (دمجهم) في القوات المسلحة.

 هذا مطلب (وطني) سام.

 السياسيون والمدنيون هم الذين سوف يدفعون الثمن اذا حدث خلاف (عسكري) بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع لا قدر الله. العسكريون سوف يحمون انفسهم بالسلاح من الذي سوف يحمى المدنيين اذا حدثت الخلافات بين العسكر؟

 سوف تظل الفتنة مشتعلة والخطر قائماً طالما كانت العاصمة لوحدها يوجد فيها (10) جيوش.

 السلطة الحاكمة في البلاد الآن سلطة بدون مرجعية سياسية .. حكومة بدون حزب وبدون مجلس تشريعي وبدون محكمة دستورية وبدون رئيس وزراء وبدون سند شعبي .. حكومة بـ (10) جيوش، هذا امر لا يحدث حتى في الدول المحتلة.

 اعطوا السياسيين نموذجاً للوحدة والائتلاف عن طريق دمج الحركات المسلحة بما فيها قوات الدعم السريع في (الجيش).

 تفكيك المؤسسة العسكرية يبقى في وجود (10) جيوش.. هذا امر معني به العسكريون وليس المدنيين وهو السبب الاول في حدوث الخلاف بين العسكريين والمدنيين.

 السياسيون في الجانب الوطني لا يطالبون بأكثر من (جيش واحد) .. هل هذا الامر يمكن ان يعتبر (فتنة) او تفكيكاً للمؤسسة العسكرية؟

 تجنبوا الوقيعة بين الجيش والدعم السريع من خلال دمج الدعم السريع في الجيش.. هذا الطريق الوحيد لتجنيب البلاد شرر ذلك.

(4)

 بغم

 البنحلم بيهو يوماتي :

وطن شامخ وطن عاتى

وطن خيّر ديمقراطى

وطن مالك زمام أمرو

ومتوهج لهب جمرو

وطن غالى

نجومو تلالى فى العالى

إرادة سيادة حريّة

مكان الفرد تتقدم..

قيادتنا الجماعيّة

مكان السجنِ مستشفى

مكان المنفى كليّة

مكان الأسرى ورديّة

مكان الحسرة أغنيّة

 البنحلم بيهو يوماتي ايضاً :

(جيش واحد).. اذا اردتم (شعباً واحداً) اعطونا (جيشاً واحداً).

 وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).