الخميس 15 سبتمبر 2022 - 6:53
:: أضرب أطباء الامتياز عن العمل بالمشافي العامة احتجاجاً على عدم صرف استحقاقاتهم لأكثر من (8 أشهر)، وقد يتواصل الإضراب في حال تواصل فشل السلطات المسماة بالمسؤولة عن دفع حقوقهم، و لو كانت مسؤولة – فعلاً – لما فشلت.. فالإضراب عن الحالات الباردة، و لكن ما لم يستلموا حقوقهم، سيشمل الحالات الطارئة أيضاً..!!
:: تعريف الحالة الباردة يُذكرني بالراحل المقيم عوض دكام، وكان طيب المعشر.. ذات ليلة، وهو يعالج في مريض، اقترب موعد مباراة (هلال/مريخ).. وكان دكام حريصاً على مشاهدتها، فخرج إلى صالة العيادة ثم نظر إلى المنتظرين، وخاطبهم ضاحكاً : (عايزين الجد ولا ود عمو؟، أنا من بقيت طبيب أسنان ما شفت زول مات بوجع ضرس، يلا امشوا وتعالوا بكرة)..!!
:: فالأطباء يعرفون الحالات، إن كانت باردة ويمكن تأجيل علاجها، أو طارئة ويستدعي العلاج عاجلاً.. فالأطباء هم أحرص الناس على حياة المريض، بل هم أحرص – على حياة المريض – من المريض و أسرته.. وعندما يضربوا عن العمل، ليس في بلادنا فحسب، بل في كل العالم، فهذا لا يعني رفضهم لعلاج الحالات، بل هم يعالجون الطارئة ويؤجلون الباردة لموعد آخر..!!
:: وطبيعة مهنة الطب تجعل خبر إضراب الطبيب مثيراً للجدل، وهناك من يستنكر الإضراب متجاوزاً الأسباب التي من شاكلة هضم الحقوق وغيره من (معيقات العمل).. فالفكرة الجوهرية لإضراب الطبيب، ليس في تنفيذها، بل في تأثير الإعلان على الرأي العام وعلى من نلقبهم بالمسؤولين، وهؤلاء لا يتأثرون حتى لو أضرب الأطباء ومات نصف الشعب..!!
:: ويجب الوقوف مع أطباء الامتياز، و كل الأطباء، حين يعبروا عن الظلم بمثل هذه الرسائل الغاضبة.. ويجب دعم قضيتهم ونقد السياسات التي تعكر صفو طرفي المعادلة (الطبيب و المريض).. هذا القطاع مصاب بكل أمراض سوء الإدارة، من أعلى مستويات الدولة وحتى المشافي.. تدني الراتب، تقزم فرص التدريب، تردي بيئة العمل و نقص الأجهزة ..و..و..و..!!
:: و المؤسف أن الثورة التي قادها الأطباء لم تغيّر بؤس الحال.. وهجرة العقول لم تجفف البلاد من الكفاءات فحسب، بل أفقدتها استثماراً ضخماً يتمثل في الصرف على التعليم و التأهيل، إذ كسبت دول المهجر كوادر مُدرّبة ومؤهلة.. فالإحصاء الأخير يُشير إلى أن (60%) من أطباء السودان بالخارج، والمتبقي إن لم يكن طبيب امتياز، فإنه يستخير ليُغادر.. ما الذي يُبقيه في بلاد تحرمه أجره لما يُقارب العام، ربما ليأكل – حين يجوع – جثامين مرضاه..؟؟
:: أضرب أطباء الامتياز عن العمل بالمشافي العامة احتجاجاً على عدم صرف استحقاقاتهم لأكثر من (8 أشهر)، وقد يتواصل الإضراب في حال تواصل فشل السلطات المسماة بالمسؤولة عن دفع حقوقهم، و لو كانت مسؤولة – فعلاً – لما فشلت.. فالإضراب عن الحالات الباردة، و لكن ما لم يستلموا حقوقهم، سيشمل الحالات الطارئة أيضاً..!!
:: تعريف الحالة الباردة يُذكرني بالراحل المقيم عوض دكام، وكان طيب المعشر.. ذات ليلة، وهو يعالج في مريض، اقترب موعد مباراة (هلال/مريخ).. وكان دكام حريصاً على مشاهدتها، فخرج إلى صالة العيادة ثم نظر إلى المنتظرين، وخاطبهم ضاحكاً : (عايزين الجد ولا ود عمو؟، أنا من بقيت طبيب أسنان ما شفت زول مات بوجع ضرس، يلا امشوا وتعالوا بكرة)..!!
:: فالأطباء يعرفون الحالات، إن كانت باردة ويمكن تأجيل علاجها، أو طارئة ويستدعي العلاج عاجلاً.. فالأطباء هم أحرص الناس على حياة المريض، بل هم أحرص – على حياة المريض – من المريض و أسرته.. وعندما يضربوا عن العمل، ليس في بلادنا فحسب، بل في كل العالم، فهذا لا يعني رفضهم لعلاج الحالات، بل هم يعالجون الطارئة ويؤجلون الباردة لموعد آخر..!!
:: وطبيعة مهنة الطب تجعل خبر إضراب الطبيب مثيراً للجدل، وهناك من يستنكر الإضراب متجاوزاً الأسباب التي من شاكلة هضم الحقوق وغيره من (معيقات العمل).. فالفكرة الجوهرية لإضراب الطبيب، ليس في تنفيذها، بل في تأثير الإعلان على الرأي العام وعلى من نلقبهم بالمسؤولين، وهؤلاء لا يتأثرون حتى لو أضرب الأطباء ومات نصف الشعب..!!
:: ويجب الوقوف مع أطباء الامتياز، و كل الأطباء، حين يعبروا عن الظلم بمثل هذه الرسائل الغاضبة.. ويجب دعم قضيتهم ونقد السياسات التي تعكر صفو طرفي المعادلة (الطبيب و المريض).. هذا القطاع مصاب بكل أمراض سوء الإدارة، من أعلى مستويات الدولة وحتى المشافي.. تدني الراتب، تقزم فرص التدريب، تردي بيئة العمل و نقص الأجهزة ..و..و..و..!!
:: و المؤسف أن الثورة التي قادها الأطباء لم تغيّر بؤس الحال.. وهجرة العقول لم تجفف البلاد من الكفاءات فحسب، بل أفقدتها استثماراً ضخماً يتمثل في الصرف على التعليم و التأهيل، إذ كسبت دول المهجر كوادر مُدرّبة ومؤهلة.. فالإحصاء الأخير يُشير إلى أن (60%) من أطباء السودان بالخارج، والمتبقي إن لم يكن طبيب امتياز، فإنه يستخير ليُغادر.. ما الذي يُبقيه في بلاد تحرمه أجره لما يُقارب العام، ربما ليأكل – حين يجوع – جثامين مرضاه..؟؟
