الخميس 15 سبتمبر 2022 - 15:34

قدم الدكتور النور حمد، الباحث والمحاضر والمؤلف، والكاتب الصحفي الذي أثرى الساحة الثقافية والفكرية والمكتبة السودانية بمؤلفاته، مثل: “مهارب المبدعين”، “ولماذا يصحوا مارد الهضبة ويغفو مارد السهل؟!”، و”قضايا سودانية في الدين والسياسة والثقافة”، و”تقاطعات الدين والهوية والإثنية”، إفادات مهمة بمنتدى سوداناب الثقافي بسدني حول مشروعه الفكري.

كانت إفادات نوعية ثرة غنية بالطرح المستنير للقضايا الفكرية والثقافية، وقال حمد إن مشروعه الفكري لم يكتمل، وإنه في حالة تبلور مفتوح حول مستقبل الحراك السياسي والفكري في السودان.
وقف بنا الدكتور النور عند بعض المحطات التاريخية المهمة في السودان التي شكلت -في رأيه- نقلات نوعية، ابتداء من هجرة البدو الأعراب إلى السودان التي عززت العقل الرعوي والمد البدوي. ووقف بنا عند مرحلة سطوة العقلية الخديوية في السودان التي اعتبر أنها مازالت تسعى للتمدد في السودان، ثم انتقل بنا إلى مرحلة الثورة المهدية، وطاف بنا عبر حقب تاريخية مختلفة. انتهى إلى القول بأن الأحوال في السودان مازالت مضطربة، وأنه مهدد بتشظيات مناطقبة نتيجة لغياب الرؤية القومية واستمرار سطوة العقل الرعوي وداء عدم الاتفاق والفتن المجتمعية.
من الصعب الإمساك بتلابيب مشروع النور حمد الفكري الذي لم ينكر تأثره بشهيد الفكر الأستاذ محمود محمد طه، لكنه أكد أنه لا يعبر عن الحزب الجمهوري إنما يقدم رؤاه الخاصة.
ونفى النور ما نسب إليه من هجوم على الحزب الشيوعي، لكنه قال إنه انتقد التجارب الصماء في الفكرة الشيوعية التي تعتمد على الكتب اللينينية. وأضاف أنه اشتراكي ديمقراطي لا يؤمن بدكتاتورية البروليتاريا ولا بأي نمط من أنماط الديكتاتورية، كما أنه ضد التطبيقات الشائهة الارتجالية مثل قرارات المصادرة والتأميم، إنما يرى إمكانية تطبيق الاشتراكية عبر التشريعات والوعي الجماهيري.
وانتقد تجارب الإسلام السياسي والهوس الديني، خاصة تجربة نظام الإنقاذ التي ضيقت على المواطنين بالقوانين القهرية التي طالت ملابس النساء، وكرهت المسلمين في التدين الشكلاني، وجعلت ردة فعلهم عنيفة في الاتجاه المعاكس، وقال إن الإسلام لا يطبق بالقوة إنما بالتربية وتعزيز ثقافة الإيمان والصدق مع الذات.
ودعا الدكتور النور حمد في ختام إفاداته عبر منتدى سوداناب الثقافي بسدني، إلى إعادة فحص التاريخ واستنباط هويتنا، وبناء واقعنا الجديد على هدى وبصيرة. وأكد ضرورة استقلال السودان السياسي والفكري والثقافي بصورة أعمق وأشمل، بعيداً عن الإملاء الخارجي والهوس الديني الوافد الغريب عن طبيعتنا السودانية السمحة.