الأربعاء 21 سبتمبر 2022 - 14:08
سفينة بَوْح
الأربعاء 21 سبتمبر 2022
مجموعة لا تُحصى ولا تُعد من مشاريع للحوار تستهدف تبادل وجهات النظر حول الواقع السياسي في العديد من المنابر الإعلامية والسياسية المُستقلة ، قُدمت فيها الدعوة للحزب الشيوعي السوداني للمشاركة والإسهام التنويري على منصاتها ، لكن الحزب وكعادته في الحزم الأقرب للتطرُّف والشطط كان يرفض عبر هيئته المركزية الجلوس في أيي منبر يكون أحد المشاركين فيه مُنتمياً لقوى الحرية والتغيير الأصل ، وقد أفاد الأستاذ مجاهد بشرى في تعميم تم نشرهُ على وسائل التواصل الإجتماعي أنه دعا الدكتور صدقي كبلو عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي لندوة إسفيرية ، وبعد موافقته المبدئية تراجع وطلب من المًنظمين (تعديل) صفة الأستاذ خالد يوسف الذي كان مُشاركاً في الندوة بإعتباره متحدثاً عن قوى الحرية والتغيير ، والمُبرِّر كان أن اللجنة المركزية للحزب ترفض التواجد في منابر يشارك فيها منسوبي الحرية والتغيير الأصل ، أما آخر فصول هذه (الملهاة) التي يمارسها الحزب العتيق فكانت بالأمس على لسان الأستاذة هنادي فضل عضو اللجنة المركزية والمكتب السياسي للحزب الشيوعي والمُستضافة في برنامج للحوار السياسي بقناة سودانية 24 ، حيث أفادت أثناء الحوار (بأنها جاءت للأستديو وهي تعلم أن أحد المُستضافين هو مبارك أردول ، و لو كانت تعلم أن هناك مُستضافاً آخر ينتمي للحرية والتغيير لما حضرت) ، أليس هذا أيها العُقلاء أنسب ما يُمكن أن نُطلق عليه (العجب العُجاب).
أولاً نقول : أين الحزب الشيوعي من مبدأ مساهمة الأحزاب السياسية في إرساء ثقافة ومبدأ الحوار والقبول بالآخر كركيزتين يقوم عليهما المنهج الديموقراطي ؟ ، وأين أدبيات الفكر الماركسي في مناهج التكتيك السياسي وتحديد (الأولويات) في قائمة إحصاء المخاطر التي تُحيط بالمسار الديموقراطي في السودان ، وبصورةٍ مباشرة نتساءل (من الأولى والأحق بهذا الحزم المُتطرِّف في عدم التحاور والتعاضد والإئتلاف ، مبارك أردول وشُلة إعتصام الموز أم منسوبي قوى الحرية والتغيير الأصل ؟) ، لا أملك في هذا المقام سوى أن أُردِّد مقولة المُندهشين (مالكم كيف تحكمون !) .
على الهيئة المركزية للحزب الشيوعي ومكتبها السياسي أن تعلم بأن ما تسير عليه توجُهات الحزب وفق تلك الرؤى المُتطرِّفة والإقصائية لن تفوت على الشعب السوداني من ناحية تأثيرها على إستقرارهِ وتأخير خروجه من دائرة المُعاناة ، كما أن التاريخ لن يغفل تسجيلها بمدادٍ أسود ، نستخسر أن يطغى ويعمل على تشويه صفحات ناصعة وثَّقت لنضالات هذا الحزب الرائد في مقاومة الطُغاة.
على الحزب الشيوعي أن يعلم أيضاً بأن الكثيرون يعتقدون إعتقاداً جازماً أن قرارات الحزب وتوجُّهاته إبان الفترة الإنتقالية التي بدأت عقب الثورة كانت (معوَّلاً) أساسياً لا يقل فعاليةً عن معاوِّل الفلول وداعمي البرهان وإنقلابه ، في هدم آمال الشارع الثوري وتطلُّعاته للإنتقال من دولة التطرُّف والإرهاب والحزب الواحد إلى دولة المؤسسات والعدالة و(التعدُّدية) ، قوى الحرية والتغيير وإن (تعاظمت) أخطاءها ، لا يمكن لعاقل أن يناصبها عداءاً أكثر من عدائه للفلول والإنقلابيين كما يفعل الحزب الشيوعي الآن ، ولا نريد أن نلفت إنتباه (شيوخ الحزب) من أصحاب الحكمة والخبرات إلى الأهمية المرحلية لدعم كل مُسببات ( توحيد وتماسُك) قوى الثورة من أجل دحر الإنقلاب بأقل قدر ممكن من الخسائر ، في الختام أقول أن أيي توجهات حزبية يتم تفعيلها فقط لمُجرَّد (المصلحة الحزبية الضيقة) كمحاولة إستمالة الرأي العام فقط للهُتاف والمناداة بالمستحيل ، هي من بابٍ آخر مُجرَّد (نزعات نرجسية) تنخر في جسد المصلحة الوطنية وتُعادي الإرادة الجماهيرية ، وإن غداً لناظره قريب.