الأحد 25 سبتمبر 2022 - 14:47
على طريقة (كساري التلج) من بعض معلمي كنترول الشهادة السودانية الذين تبرعوا لوزير التعليم بعربة أفانتي، فرضوا مبلغها على المعلمين خصما على استحقاقاتهم على ضآلتها، أعلن حاكم اقليم دارفور مني اركو مناوي في ختام زيارته للدوحة، عن تبرعه باسم دارفور بعدد ثلاثة الاف رأس من الخراف لدولة قطر، بدعوى اسنادها وهي تتهيأ لاستضافة كاس العالم، ولا أعرف كيف يمكن أن تسند هذه الخراف استضافة قطر لكأس العالم، هل تبيعها مثلا وتوظف ريعها للصرف على نفقات المنافسة العالمية، لا اعتقد فقطر التي نعرف والتي يقول عنها الشباب (قطر والقروش مطر)، ليست في حاجة لريع هذه الخراف، فقد أعدت عدتها تماما لاستضافة المونديال العالمي وهيأت كل الظروف التي تجعل منه حدثا تاريخيا تسري بذكره الركبان، أم توزعها مجانا على الفنادق المستضيفة للوفود الرسمية والمشجعين، مع الزام هذه الفنادق بتخفيض أسعار أية وجبة تحتوي على لحوم خراف مناوي، وأيضا استبعد ذلك تماما فقد أعدت قطر لضيوفها الرسميين من الوجبات ما يناسب الثقافة الغذائية لكل وفد ولا حاجة لها بخراف مناوي،

أم ترى أن مناوي يعتقد أن قطر تستضيف ضيوفها في معسكرات كبيرة على غرار معسكرات زمزم وكلمة وأبوشوك وغيرها، وتحتاج هذه المعسكرات لتخصيص طباخين وتوفير اللوجستيات الأخرى ومنها اللحوم، وهب أن ذلك صحيح فماذا تفيد خراف مناوي التي يمكن القضاء عليها في وجبة واحدة..

الشاهد أن تبرع مناوي قد دخل موسوعة المحيرات وحار الناس في تفسيره واستحق السخرية منه، ولكنه مناوي الذي كثيرا ما اتحفنا بالمفارقات والأقوال المفارقة والمشاترة، وكان الأولى بخرافه نازحو المعسكرات بالاقليم الذي يحكمه، وكان يمكنه أن يفكر في هدية أخرى رمزية معبرة لقطر تعبيرا عن امتنانه لمواقفها..

وتعيد هدية مناوي الخرافية والخرافية بكسر الخاء في الأولى وضمها في الثانية للذاكرة هدية المخلوع البشير البقرية،اذ سبق للمخلوع ان تبرع بلحوم خمسة الاف رأس من البقر هدية للشقيقة مصر، بوهم ان هذه الكمية من اللحوم الصافية ستحسن وضع الامن الغذائي بمصر، ويومها تبارى الساخرون في (الخستكة) بهدية المخلوع البقرية، وتساءل بعضهم أين ذهبت عشرين ألف كراع وخمسة آلاف ضنب وخمسة آلاف رأس نيفة وكميات مهولة من (العفشة) من أم فتفت والجقاجق والعكو والفشفاش التي لا بد ان عملية ذبح وسلخ وتوضيب هدية المخلوع للشقيقة مصر البالغة خمسة آلاف رأس من الابقار المدوعلة قد خلفتها، ماذا فعلوا بها، هل تم توزيعها على الفقراء والمساكين أم تم بيعها لـ (الكرشجية) في الاسواق الطرفية، واذا بيعت كم بلغ العائد وإلى أين ذهب، إلى الخزانة العامة أم إلى جيوب خاصة، أم هل اقيمت بها موائد رحمن لعباد الرحمن في الهوامش والاطراف، أم وزعت بالمجان على الضعفاء والمعوزين الذين اذا وجد احدهم (رأس نيفة) كان ذلك يوم عيد له، أم انها (راحت في حق الله)..ومن الجانب المصري اتخذ احد الاخوة المصريين من الهدية البقرية مادة للطرفة، ونسج منها رسالة ساخرة بعثها لصديقه السوداني، وتقوم الرسالة على تصور ان السودانيين هذه الايام ومع هذا الكم المهول من احشاء البقر وأرجله ورؤوسه غارقين في نعيم بقايا الهدية الرئاسية، وأنهم هذه الأيام ( يمزمزون الكوارع والباسم والعكو ويتلذذون بضرب الكمونية والجقاجق) ويختم الرسالة الساخرة بقوله (شكرا ع اللحمة ويا بختكو.. أيامكو كمونية وكوارع)..
الجريدة