الإثنين 26 سبتمبر 2022 - 18:46
حوار: محمد جمال قندول

برزت اشراقة سيد محمود رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي بصفتها أحد الوجوه النسائية التي تقلدت مناصب وزارية مهمة في حقبة الانقاذ، فضلاً عن تجربتها السياسية كاتحادية عرفت عنها المصادمة والمجاهرة برأيها مهما كان.. (الانتباهة) التقتها في حوار طافت فيه بنا على محطات مهمة، حيث استفاضت في تشريح الراهن السياسي، كما تحدثت عن مشاركتها في حقبة الانقاذ، بجانب تعليقها على تجربة الآلية الثلاثية وكذلك شواغل الاتحاديين واهمها وحدتهم.. فإلى مضابط الحوار:

بداية كيف تقيمين الراهن السياسي؟

ــ حقيقة الراهن السياسى معقد وبه صعوبات كبيرة، ولأول مرة في تاريخ بلادنا تمر بهذه التعقيدات التي صاحبت الانتقال نحو الديمقراطية، مثلاً لاول مرة يحدث صراع مدني عسكرى، ولأول مرة كذلك يحدث تدخل خارجي هو الاخطر على بلادنا منذ استقلالها، ولاول مرة ايضاً تشهد جميع اجزاء السودان صراعاً تغلغل إلى احشاء البلاد بعد اطرافها. وكما قال الشريف زين العابدين البلاد الآن تؤكل من احشائها

قوى الحرية مازالت ترفض محاورتكم او اشراككم في الحلول وتصفكم بمشاركي الانقاذ؟

ـ قوى الحرية والتغيير ليست هي التي ترفض، الآن نحن نمتلك مربع الرفض، ونحن نرفض طريقتها واقصائيتها، ونرفض ونقاوم بشدة تكرار تجربتها المريرة التي اضرت بالبلاد ضرراً غير مسبوق، وعليه لن نقبل طريقتهم ولن نسمح بتكرارها، ويجب عليهم المراجعة والنقد الذاتي الشجاع، والسعي بعدها نحو المصالحة والتصحيح والالتحام مع ابناء الوطن في صف واحد ومواجهة الاخطار المحدقة بالبلاد.

وفق اعتقادك هل تتوقعين ان تقود المبادرات المطروحة رغم كثرتها إلى حلول؟

ــ المبادرات المطروحة وان كانت كثيرة ومتفرقة، لكنها تدل على احساس الناس بازمة البلاد ومحاولات ايجاد حلول للازمة، ونتمنى ونأمل ان تجتمع المبادرات في حوار موحد او مبادرة موحدة لا اقصاء فيها، وتقوم على رؤى محددة ليس حولها خلاف، وهي ادارة الفترة الانتقالية بحكومة مستقلة وتحديد موعد الانتخابات. وكل المبادرات الآن تتفق تقريباً على ذلك عدا رؤية (قحت) المجلس المركزي التي تريد ان تحكم وفق رؤية اقصائية والعودة مجدداً إلى ما قبل (٢٥) اكتوبر.

حال فشلت القوى السياسية في الوصول إلى توافق.. هل تتوقعين ان يتم تجاوزها ويشكل البرهان حكومة؟

ــ نعم تأخرت القوى المدنية في الوصول إلى اتفاق، واعتقد انه يمكن لرئيس مجلس السيادة البرهان ان يكون لجنة فنية معروفة بالحياد والكفاءة توازن وتقارب بين الافكار والمبادرات المطروحة وترفع توصياتها، ثم يتم فوراً تعيين حكومة ورئيس وزراء مستقل ويحدد وقت للانتخابات. والافضل ان تواصل القوى السياسية نقاشها حول تجويد اداء حكومة موجودة واصلاحها بدلاً من فراغ سياسي وادارى يتسبب يومياً في معاناة المواطن.

* كيف تقيمين تجربة الآلية الثلاثية وسط موجة الجدل حول تجربتها حتى الآن في حل الازمة؟

ــ تجربة الوساطة اوضحت الموقف العظيم للاتحاد الافريقي بقيادة السفير بلعيش والدكتور محمد الحسن ولد لبات اللذين اظهرا موقفاً عظيماً انحاز لجانب الشعب السوداني وابديا مهنية عالية في الوساطة ورفضا منهج الاقصاء في الحوار، ولا بد لليونتامس ان تنتهج نفس النهج بعيداً عن التأثيرات الدولية والاقليمية، بالاضافة الى ظهور ما تعرف بمجموعة الاربعة التي دخلت مباشرة في الحوار وتجاوزت الثلاثية نفسها بدون اية مرجعية في القانون الدولي او اية صفة معروفة في الواجهات الاقليمية او الدولية المعروفة كالاتحادات الاقليمية او المنظمات الدولية ذات اللوائح العالمية المعروفة وذات العضوية المحددة بقانون وحراك تاريخي معروف.

هل الآلية الثلاثية تمتلك من القدرة ما يمكنها من ان تكون منبراً لتجميع المبادرات المطروحة؟

ــ الآلية الثلاثية يمكن ان تقوم بعمل فني بتجميع المبادرات في رؤى موحدة قائمة على المشتركات الكبرى، وذلك بعد ان اتضحت صعوبة واستحالة الحوار المباشر بين الفرقاء

على المستوى الحزبي ما مصير وحدة الاتحاديين وما الذي طرأ فيها من مستجدات؟

ــ وحدة الاتحاديين تظل هي أمل السودان لما للاتحاديين من فكر وسطى ومقدرة على تقديم البرامج الافضل للبلاد، والآن تنسيقية تحالف الاشقاء الاتحاديين تقوم على رؤية وطنية قائمة على الفكر الاتحادى، ونعكف في التحالف على كثير من البرامج لمستقبل السودان واستقراره.

إلى ماذا ترجعين ظاهرة الصراع داخل الاحزاب السياسية خاصة في الآونة الاخيرة، حيث برزت تيارات متصارعة داخل الحزب الواحد على غرار الامة والشعبي وحتى الاتحاديين لم يسلموا من ذلك؟

ـ صراعات الاحزاب بدأت منذ فترة طويلة وهو امر ليس جديداً، وكان اكبرها انشقاقات الاسلاميين والشيوعيين واحزاب الامة والاتحادي، وهذا طبعاً ليس في مصلحة العمل السياسي واستقرار البلاد. واتوقع ان تنشأ تحالفات وكيانات كبيرة لتقلل من خطورة الانشطارات وتكون تحالفات انتخابية، فيمكن لقوى الوسط المتقاربة ان تتحالف مع قوى اليسار، ويمكن لقوى اليمين ايضاً التحالف، كما يمكن ان تحدث مفاجآت في التحالفات بين احزاب يمينية ووسطية او وسطية ويسارية، خاصة ان البلاد الآن في حاجة لجبهات اكثر من تنظيمات صغيرة متفرقة.

اذا تحدثنا على الصعيد الشخصي كيف تقيمين مشاركتك في حكومة الانقاذ وما دواعيها؟

ــ الحزب الاتحادى الديمقراطي بقيادة الشريف الهندي شارك في حكومة الانقاذ باتفاق سياسي مشهور ومعروف، وكذلك شاركت كل القوى السياسية بلا استثناء، وقد حقق ذلك الاتفاق انجازات كبرى للوطن سنظل نفتخر بها. فقد انجز ذلك الاتفاق قدراً من الحريات، خاصة الحريات السياسية وتكوين الاحزاب ثم الحريات الصحفية، حيث اعترفت الانقاذ آنذاك بالوجود الحزبي وزاد عدد الصحف. ولم يكن ذلك الكمال المطلوب، لكن الاتفاق احدث اختراقاً كبيراً في جدار الانقاذ الصلب آنذاك، وحتى قوى نداء السودان التي تحولت إلى الحرية والتغيير فيما بعد كانت تحاور النظام السابق حتى قبل سقوطه بفترة قليلة.