الخميس 29 سبتمبر 2022 - 11:53
لم يكن رفض السفارة الامريكية بالخرطوم طلباً لصحيفة القوات المسلحة مقدماً من رئيس تحريرها العقيد الحوري لإجراء حوار مع السفير الامريكي جون غودفري رفضاً جاء صدفة او ان السفير لا يحترم الصحافة ولا يقدر دورها ، هذا الرفض جاء نتيجة لما تقوم به صحيفة القوات المسلحة ورئيس تحريرها وماتقوده من خطط واهداف لوأد الديمقراطية في السودان سيما ان الحوري واحد من الذين استخدموا اسلوب الوعيد والتهديد بصفته قائداً عسكرياً وتجاوز أعراف المهنية والعمل الصحفي.
هذا الرفض جاء ايضاً ليعزز رفض امريكا التعامل مع حكومة عسكرية والتي رهنت قدوم الاستثمارات الأميركية إلى السودان بتولي حكومة مدنية جديدة الأمور في السودان.
كما ترفض أيضاً الولايات المتحدة الامريكية عودة عناصر النظام البائد للحكم من جديد وتعلم كل الحيل التي يقوم بها النظام الانقلابي لتهيئة المسرح السياسي لصعودهم مرة أخرى وهذا أكبر عامل جعل الثقة في العسكريين تتصدع، وتعتقد ان الأمر يمثل بالنسبة لها (حساسية عالية) داخل السودان تجاه إعادة بعض المرتبطين بالنظام القديم إلى المناصب في الحكومة وأن هناك خطوات جارية لتجديد الممارسات “الإقصائية” للنظام القديم، وقالت امريكا هذا ما لا نؤيده ولا نتفق معه.
كل هذا لخصه السفير الأمريكي بالخرطوم جون غودفري في تصريحات مهمة لصحيفة التيار، هذه التصريحات حددت تماماً موقف امريكا من عملية التحول الديمقراطي قبل ان يختمها السفير برفضه الحوار مع صحيفة القوات المسلحة ،مواقف أكدت ان تعيين السفير كما أسلفنا لم يأت عبثاً، وان الخطوة جاءت مدروسة ليست للتوافق مع حاضر عسكري مفروض ولكنها خطوة تبني وتؤسس لمستقبل سياسي قادم.

في الوقت الذي رحبت فيه امريكا والمجتمع الدولي بمشروع الإعلان الدستوري، لنقابة المحامين وتعتبر انه قد يساعد في تشكيل حكومة بقيادة مدنية متوافق عليها بشكل واسع ودعا السفير الأطراف إلى الانخراط.
ولم تقف تصريحات السفير على كشف موقف امريكا بمواقفها بل كان السفير الامريكي أكثر صراحة وشفافية عندما رد على تصريحات المستشار الإعلامي لقائد الجيش حول عودة السودان إلى المجتمع الدولي، وقال ليس صحيحاً ما قاله العميد الطاهر أبوهاجة بأن مشاركة البرهان في الأمم المتحدة تعني أنها صفحة جديدة مع الغرب وأمريكا، اجابة شافية كافية تؤكد ان ابو هاجة لا يستند في تصريحاته على معلومات دقيقة فالمستشار لا يتحدث من مربع فارغ من المعلومات ولا يندفع الى نقطة تجعله لا فرق بينه وبين عامة الناس الذين يطلقون التصريحات (نكاية) بغيرهم.
وحددت الولايات المتحدة للشعب السودان أين تقف الآن وقطعت امريكا قول كل عميد عقد الأمل عليها او وقف على أعتاب سفاراتها ورُد خالي الوفاض.
سعادة العميد الحوري ( من متين بقيتو بتاعين سفارات) !!!
طيف أخير:
مليونية الخميس، أصحاب القرار وكلمة الشعب.
الجريدة