السبت 1 أكتوبر 2022 - 12:07
تخشى السلطات الإنقلابية من ان لايتخلى أكتوبر عن عادته ، تحذّر شارع ثوري أبت إرادته أن تكف عن كفاحها ونضالها المحموم والمستعر ، شعب كل يوم يجدد فيه أنه عصي على كل الأساليب التي حاولت السلطات التعامل بها معه ، وهاهي الآن تقف أمامه حائرة عاجزة ، بعد ان أفلست خزينة أفكارها وباتت لاحيلة لها ولاحول ولاقوة.

فالانقلابيين كانوا يهددون القوى السياسية بالانقلاب يلوحون به كلما وجدوا انفسهم بلا حجة ولامنطق في ميادين الشراكة ، وكل ما شعروا ان ثمة خطر يهدد فسادهم وشركاتهم وتجارتهم ... ونفذوا الانقلاب.
بذات الخبث استخدموا إسلوب العنف مع القوى الثورية ليبثوا في قلوبهم الرعب والخوف هذا الإسلوب الذي بدأ بحملات الإعتقالات ، والاصابات المتكررة في المواكب ، توطئة لممارسة القتل ، وبعدها جاهرت السلطات الانقلابية والأمنية بفجورها واتجهت الي استخدام الرصاص الحي للقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد .
حتى المواطن السوداني مارسوا عليه خدعة الاصلاح وكذبة التصحيح ، والآن وقفوا أمامه عاجزين لا احد منهم يستطيع ان ينطق بعبارة ( تصحيح المسار ) فالمواطن عانى أسوأ ظروف معيشية واقتصادية لم يعشها من قبل ، فكلما يسمع ويرى شخصية عسكرية تلوح بعصاها مخاطبة الجماهير همس بينه وبين نفسه سرا او جهرا ( كذابين ).

فطول عمر الانقلاب كان في صالح الثورة فالبعض من الشعب السوداني الذي( لاناقة له ولا بعير ) في السياسة كان يظن ان الثورة مخطئة عندما طالبت بإبعاد العسكر من السلطة وأنه لايمكن أن يعيش آمنا إلا في ظل حكم عسكري يستطيع ان يفرض سيطرته على الأمور عندما كان يعتقد ان المدنية هي التي تسببت في حالة الفوضى واللا أمن وجاءت العسكرية و ( عينك ماتشوف الا تسعة طويلة ) ارتفعت نسبة الجريمة للحد الذي لايحتاج إلي اعتراف الشرطة لتقديم احصائيات وارقام عنها كما كانت تفعل من قبل و(قتل شخص في منزله ) اصبحت كأخبار الطقس والعملات هذا المواطن العادي سينضم الي صفوف الثورة ليطالب فقط بحياة كريمة.
لذلك ان القول وخلاصته إن الانقلاب الآن اصبح مفلسا لايملك شيئا يفعله لحماية نفسه من الزوال لا اصلاح يستطيع ان يقنع به المواطن ولا سمعة يستطيع ان يقنع بها المجتمع الدولي ولا ( راحة بال ) من مواكب لاتهدأ
فالشعب أصبح يتأبط معاناته وفقره ويخرج الى الشارع فالمواكب التي انطلقت الخميس من محطة باشدار صوب القصر الجمهوري ، والتي واجهتها قوات الشرطة في محطة شروني بقنابل الغاز المسيل للدموع والرش بمياه نتنة ، اكدت ان سبتمبر كشف العناوين العريضة لما تحويه صفحات أكتوبر الأخضر ، اكتوبر حيث لايحب البرهان ولا يطيق بقاءه في سدة الحكم.

والخرطوم لن تكون وحدها مصدر الخوف تروس الشمال هم اخطر الحلقات في ( مسلسل الرعب ) القادم بعد ما كشف جدول تصعيدهم لشهر اكتوبر بتتريس شريان الشمال وإغلاق كامل للمعابر الشمالية التي تربط بين السودان ومصر وذلك في الأول من أكتوبر الى أجل غير مسمى حتى سقوط الانقلاب .
إذن اكتوبر ربما يكون موعد إعلان ساعة صفر الزوال التي يعلنها الشعب لذلك يخشى الانقلابيون يوما تشخص فيه الأبصار .
طيف أخير :
الي لجان المقاومة شكرا لأنكم كنتم ومازلتم تضيئون للشعب الطريق
الجريدة