السبت 8 أكتوبر 2022 - 10:54
كنت من قبل كتبت تحت عنوان (رجالة ترك)، تعليقا على ما ظل يضخ هبل الأحرى يفحه فح الأفاعي، الناظر سيد محمد الأمين ترك، من تصريحات تنطوي على قدر كبير من العنف اللفظي وخطاب الكراهية والزراية بالآخر المختلف معه، بل والتلويح بالعنف الجسدي، من ذلك أذكر قوله عند اغلاقه وجماعته لميناء بورتسودان وقطع الطريق القومي، تلك العملية المؤذية التي لم تتعافى البلاد من مضارها حتى اليوم، (الوزراء الذين يهددونا من الخرطوم أفضل أن يأتوا ويفتحوا الميناء عشان نوريهم الرجالة كيف).. ونكتب اليوم تحت عنوان (ملافظ ترك) لذات السبب،

اذ قال ترك تعليقا على تعليق وجدي صالح الناقد للهلولة والزيطة والزمبريطة التي أقامها ترك لاستقبال بلدياته وابن أرومته وقبيلته القيادي بالنظام البائد محمد طاهر ايلا، (إن ايلا عاد الى وطنه مكرما بين أهله وقواعده، مضيفا كان دايرو تعال ليهو)، وبالطبع لا يقدم ترك بقوله هذا دعوة رقيقة لوجدي للحضور الى حيث يقيم ايلا لمقابلته ليحمد له سلامة العودة بعد فترة (الخندقة) التي قضاها بمصر، وانما يستبطن تهديدا مغلفا بالعنف الذي سيطال وجدي جزاءا عسيرا على انتقاداته، اللهم الا اذا زاغ ترك من مقصده الحقيقي و(جر واطي) من حقيقة قوله الذي يضمره، على طريقة ذلك الطالب الكوز عند فوزهم بانتخابات اتحاد طلبة الجامعة، حيث قال في مخاطبة بمناسبة الاحتفال بفوزهم والتعريض بمنافسيهم الآخرين، قال في ذروة زهوه بالفوز مهاجما احدى الطالبات المرشحات من الجانب المناوئ ذكرها بالاسم دونا عن كل المرشحين معها في القائمة، واصفا اياها ب(الساقطة)، وحين استدعي الى المحكمة بعد البلاغ الذي فتحته ضده تلك الطالبة، قال بعد ان اعترف بقوله الذي لا سبيل لانكاره، نعم وصفتها بالساقطة ولكني أعني سقوطها في الانتخابات،وكانت تلك (الجرسة) محل تندر في الأوساط الطلابية..

ويبدو أن ترك يقرأ من كتاب أدب سباب الانقاذ المخلوعة، ويعيد ما حفلت به أدبياتها من غلظة وجلافة وسوء صياغة للتعابير، ولهذا نقول في ترك الذي يقال لمثله (الملافظ سعد)، تلك العبارة التي تقال لمن يأتي بكلام أخرق ويطربق ويعك في الكلام، بينما كان في امكانه لولا ما يعانيه من (عي) أن يوصل ما يريد التعبير عنه بغير تلك الكلمات المؤذية الخالية من الذوق التي تدل على بداوة في الطبع وجلافة وجفاء فى الأخلاق، وصاحب تلك الملافظ هو كل شخص فالت اللسان لا يحسن القول ولا يجيد الرد ولا يتخير وينتقي الألفاظ ويسبق لسانه تفكيره، يلقي القول كما اتفق فيتنزل على رؤوس سامعيه مثل (الدبش والدراب والحجارة)، ولا تصدر عن زعيم وقائد حقيقي بل هي أليق بالعنقالة والهمباتة والرباطة والعصبجية،

كما أن ملافظ ترك ليست بدعا ولا نشازا من لغة لحس الكيعان وجز الأعناق و(طليع العقارب) و(المكشن بلا بصل) وغيرها من عبارات قاع المدينة التي يمكن أن تسمعها في دار الرياضة وأسواق ستة وكرور واللفة، وفجغتني وأم دفسو، وغيرها من شاكلة (كان راجل طالعني الخلاء) التي تخلى عنها حتى الصبية اليوم نتيجة للوعي المتنامي في أوساطهم..
الجريدة