الثلاثاء 11 أكتوبر 2022 - 15:05
(1) الثورة عقيدة وجوهرها الاخلاص، والاخلاص جوهره الفداء والتضحية. والفداء والتضحية جوهرها العمل ، والعمل جوهره السلمية.والسلمية شعار ثورة ديسمبر الظافرة ، لا يقدر عليها إلا الشارع الثوري.

(2) وكثير ما نسمع البعض يقول إن ثورة ديسمبر الظافرة ، تلك الثورة الخالدة التي أزاحت تلك الطغمة الباغية التي جسمت على صدر الوطن وكتمت أنفاسه ونهبت ثرواته وشردت أبناءه ، طوال ثلاثة عقود من الزمن الكالح السواد ، فيأتي ذلك البعض، ويقول أولئك المتبجحون الضالون المكذبون أن الثورة ملك للجميع.

(3) ونرد عليه ثورة ديسمبر الظافرة ليست ملكاً للجميع ، أنها ملك خالص لأبناء السودان الخلص والبواسل والشجعان الذين بدأوا مسيرة الكفاح والنضال منذ اليوم الثاني لانقلاب ما يسمونه ثورة الإنقاذ الوطني بدأ نضالهم من أجل حياة حرة وكريمة.
وبدأت مسير سلسلة التضحيات الجسام فمضى وسقط المئات من الشهداء عسكريون ومدنيون، وجرح وأصيب الآلاف وتواصل المد الثوري الرافض لحكم الفرد أو الجماعة الإسلاموية ،وتعاظم شأن المد الثوري حتى بلغ الزبا فجاءت ثورة ديسمبر الظافرة لتضع خطا فاصلاً بين سنين التيه والضلال ، وعودة الوعي الوطني للشعب وبأن بلاده لا يجب أن تترك فريسة لكل من يدعي أنه جاء ليحكم باسم الاسلام والإسلام منه براء.

(4) فما أعظم هذه الثورة التي جعلت ومن لم يساهم فيها ولو بكلمة طيبة ولم يقف يوم يوماً في وجه سلطان جائر.. جعلته يفتخر ويباهي بأنه من الثورة ، وما أعظم هذه الثورة حيث جعلت ومن كانوا حتى اللحظات الأخيرة من سقوط المخلوع البشير كانوا يصفون الثورة والثوار بأبشع العبارات واحطها ، وكانوا يعملون على التقليل من الثورة ، ومحاولة تقزيمها وحصرها في بعض الشباب (الصايع)!! وما أعظم هذه الثورة حيث جعلت من الموقوذة والمتردية والنطيحة يزعمون أن المخلوع البشير هو الضامن الوحيد لبقاء السودان ، واليوم يخرجون ويملأون الأفق ضجيجا ويشعلون مواقع التواصل الاجتماعى ، ويزعمون انهم من الثورة والثورة منهم.وكل منهم يدعى وصلا بالثورة والثورة لا تقر لهم بذلك ،فأي هبل وعبط سياسي يمارسه هولاء الزاعمون بأن الثورة ملك للجميع.؟

(5) والجهل السياسي متفشي وسطنا بصورة واسعة و(الجهل أفنى من الأقوام اقواماً) والسودان وطن يسع الجميع ، ولكن الثورة وطن يسع فقط الثوار و الوطنيون، فالجهل أو ادعاء الذكاء من بعضهم جعلهم يزعمون أن ثورة ديسمبر الظافرة ملك للجميع ، فهل كان بين الشارع الثوري وبين من يزعمون أن الثورة ملك للجميع هل كان بينهم (ماض) قريب متفقين عليه.حتى يكون بينهم (حاضر) يلتفون حوله.دعك من المستقبل؟ وهذه الظاهرة السيئة التي تزعم بأن الثورة ملك للجميع.فيها أشياء جيدة منها تذكيرنا بان الثورة مازالت في الميدان ، وان أهداف الثورة الكبيرة لن يحققها اقزام المدعين والمفترين على الثورة وتبت يد أعداء الثورة ومن ساعدهم. .....
الجريدة