الثلاثاء 11 أكتوبر 2022 - 15:05
كثيرا ما كان يتردد اسم عبد الله حمدوك رئيس الوزراء المستقيل، مع أي تسريب عن الشخص المرشح لرئاسة الوزراء بعد الانقلاب، مرة يتردد اسمه وحيدا ومرة ثانية ضمن أسماء أخرى، بل أن بعض التسريبات دفعت به لرئاسة المجلس السيادي، واليوم يعود اسم حمدوك يتردد بقوة في احدى التسريبات مرشحا لرئاسة الوزراء، ومع كل هذه التسريبات كان حمدوك يستعصم بالصمت ولا ينبث ببنت شفة ولا يصدر عنه أي تعليق على ما يثار حوله، فبدا الرجل وكأنه زاهد حتى عن الكلام دعك من الظهور على واجهات الاعلام، فمنذ أن تقدم حمدوك باستقالته التي قال فيها إنه حاول تجنيب البلاد الانزلاق نحو الكارثة والمنعطف الخطير الذي يهدد بقاءها، وإنه فشل في تحقيق التوافق بين القوى السياسية إزاء حالة الشتات داخل القوى السياسية و(الصراعات العدمية بين مكونات الانتقال)، وإنه قرر (رد الأمانة للشعب، ليفسح المجال لشخص آخر يحل محله)، غادر حمدوك البلاد وانضم الى اسرته المقيمة بدولة الأمارات، وغاص هناك في شؤونه الخاصة ولم يظهر على أي مستوى اعلامي ولم يدلي بأي حديث ولا حتى تصريح مقتضب، وقضى على هذا الحال زمنا ليس قصير، وكان أول ظهور اعلامي له من خلال صورة تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي جمعته بشخصين،وظهر حمدوك في تلك الصورة بزي عادي وبسيط، مما يشيء بأنها كانت زيارة اجتماعية، ولم تظهر أي صورة له بعد ذلك الا في مناسبتين اقليميتين أو ثلاث على الأكثر، منها تلك المناسبة التي صرح فيها بتمسك السودانيين بالحكم المدني الديمقراطي.
.
المعهود عن حمدوك انه لا يعلق بالسلب أو الايجاب على أي تسريب يرشحه لأي موقع حتى ذلك الترشيح الذي دفع به لتولي موقع أممي مرموق، بينما ينشط الاخرون في ضخ تعليقات كثيفة على ترشيحه بين ناقد ومرحب، والغريب ان من ينتقد ينتقد بغير بينة وكذلك يفعل المرحب،وهذه حالة غرائبية 

ولكن الأغرب منها صمت حمدوك وضنه بحديث يقطع قول كل خطيب، وعلى كل حال وكما تقول (قاعدة المقدمات والنتائج) ان كل أمرٍ يقوم به الإنسان يجب أن يختار له مقدمة،وعند اختياره إحدى المقدمات، أي اختار طريقا ما، فإن هذا الطريق له نهاية واحدة، بمعنى ان كل مقدمة لها نتيجة واحدة لا غير، وكان حمدوك قد اختار طريق الاستقالة المسببة، وعليه ولما كانت الأسباب التي دفعت الرجل للاستقالة لا تزال قائمة، بل وازدادت حالة التشرذم والتشتت في الأوساط السياسية والمدنية، وما زالت جرائم قتل الثوار ودهسهم مستمرة، تبقى عودة حمدوك لتسنم أي منصب سلطوي دعك من رئاسة الوزراء في حكم المستحيل، اللهم الا اذا لم يكن الرجل مبدئيا في مغادرته المنصب وبلا اخلاق النبلاء وهذا ما نستبعده، ولهذا يبدو ان هنالك جهة أو جهات تزايد وتناور باسم حمدوك على طريقة قميص عثمان لأغراض تخصها، ولعل هذا ما يحتم على حمدوك اصدار ولو تصريح مقتضب يصدر منه شخصيا وليس أي شخص اخر، يبين فيه موقفه من ما يثار حوله وأية ملابسات أخرى تمت حول ترشيحه من غير موافقته، بدلا من هذا الصمت الذي يوقعه في دائرة الشكوك..
الجريدة