الخميس 25 يونيو 2020 - 13:24


الطريق الثالث – بكري المدنى


* ما تمنيت تعجيل انعقاد مؤتمر المانحين أو أصدقاء السودان إلا لنصل للحقيقة سريعا حتى نلتفت إلى شأننا الوطني بلا أوهام ولا تهويمات والمفارقة أن الذين يعولون على )المجتمع الدولي ( من حكام السودان اليوم هم المفترض فيهم معرفة أكبر بذلك المجتمع ومؤسساته ووعوده السراب!
* أرقام كبيرة ستطلق على الهواء وبرامج عملاقة ومشاريع ضخمة ولكن أخشى أن ننتظر وإن يطول بنا الانتظار لنصل في الآخر لذات الحقيقة التي من المفترض أننا جميعا نعرفها ابتداء وان حكام اليوم أسبقنا وأكثر منا معرفة بهذه الحقيقة.
* الحقيقة- يا سادة – ان المجتمع الدولي عبارة عن شركة كبيرة ولا أقول عصابة وهذه الشركة تسعى للامتيازات أكثر مما تسعى لتقديم المساعدات – امتيازات الشركاء والامتيازات للعاملين فيها
وسريعا ما سوف نكتشف أن المجتمع الدولي لن يلتزم بما يعد وأن البرامج والمشاريع التي يقول بها تتضمن امتيازات الشركاء والعاملين وهذي ستكون أكبر أوجه الصرف!
* إن مخرجات مؤتمر المانحين ستكون ورطة جديدة لحكومة الثورة وذلك لأن الناس سوف تسمع كلمات وأرقاما ومشاريع وتسأل عنها في غد وهي ذات ورطة الحكومة مع استعادة الأموال المنهوبة ومع الأسئلة المشروعة عن عدم ظهور مبالغ كان يصرفها النظام السابق على حزبه وبرلماناته وواجهاته المختلفة في المركز والولايات.
* الحقيقة المعلومة بالضرورة هي ان المجتمع الدولي ممثل في دول أمريكا وأوروبا وروسيا يعد ولا يدفع وإن دفع فهي )كسور وبواقي( وأن الدول التي تدفع هي دول الخليج العربي وليس الربيع العربي ولقد خسرنا دفعياتها لحظة اندفاع ثوري !
* صحيح ان دول الخليج العربي هي الأخرى لا تدفع بلا مطالب مقابلة لكن مطالبها أقل كلفة من الناحية السياسية والأنكى من ذلك أنها أوقفت الدفعيات للدولة وسوف تستمر في الدفعيات بأرقام أقل لأفراد او مجموعات لتحقيق ذات المطالب بالشباك!
* هي دروس مجانية قاسية كتبت علينا )حصص عصر(علنا نستفيد في المستقبل منها ونعلم أن البداية تكون من هنا من مشروع الجزيرة وحواشات القضارف وسهول البطانة وغابات الصمغ السوداني في كردفان.
* البداية الصحيحة من أودية دارفور وعلى شواطئ النيل في الشمال وموانئ البحر الأحمر ومشاريع النيلين الأبيض والأزرق.
وعندما نبدأ بداية صحيحة فإن العالم الغربي والعربي سوف يأتي إلينا مشاركا بشروطنا لا مانحا بشروطه.