الثلاثاء 21 مايو 2024 - 21:35
كشفت الإدارة العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين عن وفاة 66 طفلاً في معسكر كلمه نتيجة سوء التغذية وانعدام الأدوية الخاصة بالأطفال.

وقال إسحاق محمد عبدالله رئيس معسكر كلمه لراديو دبنقا إن 38 من كبار السن توفوا خلال شهر واحد بالإضافة إلى 6 حالات وفاة وسط الحوامل. وأشار إلى انعدام الغذاء وعدم وصول المساعدات مع عدم توفر فرص العمل، وأكد أن هذه الإحصائية مرشحة للارتفاع في غضون الأيام المقبلة في حال عدم وصول الغذاء.

من جانبه، قال محمد يحيى آدم رئيس سنتر 6 في معسكر كلمه بولاية جنوب دارفور لراديو دبنقا إن الجوع بلغ ذروته في المعسكر. ونبه إلى الارتفاع المتزايد في أسعار السلع.

وأجرت إدارة معسكر في ابريل الماضي حصراً للأسر المستحقة للمساعدات في المعسكر حيث بلغ عددها 142 ألف أسرة. وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية ( أوشا) إن 25 مليون من سكان السودان ، ما يعادل نصف السكان في حاجة إلى المساعدات الغذائية، ونزوح نحو 8 مليون شخص منذ اندلاع الحرب في ابريل الماضي.

وأعلنت الأمم المتحدة في فبراير الماضي أنها بحاجة إلى 4,1 مليارات دولار في 2024 لتوفير مساعدة انسانية للسكان في السودان التي تشهد حرباً أهلية، وللاجئين منهم في الدول المجاورة. وأصدرت منظمة أطباء بلا حدود تقريراً عن وفاة 13 طفل يومياً في معسكر زمزم بالفاشر بسبب سوء التغذية فيما أشار قيادات المعسكر إلى انعدام الأدوية والرعاية الصحية المناسبة.

شلل اطفال
ونبه الشيخ إسحاق محمد عبدالله إلى ظهور حالات شلل الأطفال وكل أمراض الطفولة بسبب توقف عمليات التطعيم منذ عام بعد اندلاع الحرب.

واستأنفت عدد من المنظمات عمليات التحصين في عدد من مناطق دارفور مؤخراً بعد وصول اللقاحات من بورتسودان إلى الفاشر .

ويأوي معسكر كلمه عشرات الآلاف من اللاجئين القدامى منذ 20 عاماً بجانب وصول الآلاف من اللاجئين الجدد بسبب الحرب الدائرة حالياً.

نفوق مئات الدواب

وفي ذات السياق، كشفت الشيخ موسى بحر، رئيس سنتر 5 بالمعسكر عن نفوق 2850 حماراً خلال الفترة الماضية بسبب الجوع. وقال إن النازحين في معسكر كلمه نفذوا حملة شعبية لحرق جثث الحمير في 40 موقعاً داخل المعسكر. ودعا المنظمات الوطنية والأممية للتدخل العاجل وصرف المساعدات الغذائية.

معاناة في نيرتتي

وفي وسط دارفور، قالت النازحة مسار يعقوب لراديو دبنقا إنها نزحت من زالنجي إلى نيرتتي مع أبنائها الثمانية بعد مقتل زوجها وأوضحت إنهم قضوا يومين في الطريق بسبب إغلاق بعض الطرق. وأشارت إلى عدم توفر الأدوية والعلاج الملائم للنازحين في نيرتتي، بجانب عدم توزيع أي مساعدات سوى مواد الإيواء، ونبهت إلى تفشي الرمد والإسهالات والحميات. وأشارت إلى أن المياه غير صالحة للشرب وكمياتها غير كافية منبهة إلى اكتظاظ مراكز الإيواء.

غلاء في معسكرات غرب دارفور

شهدت أسعار المواد الغذائية ارتفاعا كبيرا في معسكرات النازحين بولاية غرب دارفور. وقال المواطن عمر مطر، الذي تحدث لراديو دبنقا من سوق ارمانكول بمحلية سربا، أن سعر جوال السكر بلغ 150 ألف جنيه، بينما بلغ الرطل 1300 جنيه، وملوة العيش 3400 جنيه، وباقة الزيت إلى 50 ألف جنيه، بينما ارتفع سعر الرطل إلى 1500 جنيه، وملوة الويكة إلى 12 ألف.
وأضاف أن كيلو لحم البقر ارتفع إلى خمسة آلاف جنيه، بينما ارتفع كيلو لحم الماعز إلى ثمانية آلاف.
على صعيد متصل، افادت الأنباء الواردة من ولاية غرب دارفور بإغلاق سوق وحدة “سرف جداد” الإدارية التابع لمحلية سربا إلى أجل غير مسمى يوم الجمعة الماضي. بسبب اشتبكات بين قوات تشادية ولصوص.

وأوضح أحد المواطنين إن الإدارة الأهلية وقوات الدعم السريع المسيطرة على المنطقة اتفقوا على إغلاق السوق. ووجه المواطن مناشدة عبر راديو دبنقا لإعادة فتح السوق، مضيفا أنهم ليس لديهم مكان للتسوق سوى سوق “سرف الجداد”.

تأجيل مؤتمر إنساني

أعلنت اللجنة التحضيرية لمؤتمر القضايا الإنسانية في إقليم دارفور تأجيل مؤتمر القضايا الإنسانية المقرر عقده بمدينة نيرتتي بوسط دارفور في نهاية مايو الجاري إلى أجل غير مسمى وأرجعت اللجنة تأجيل المؤتمر إلى الظروف الأمنية في الإقليم.

وقالت اللجنة إنها كانت تعتزم عقد المؤتمر بمشاركة 300 من قيادات النازحين واللاجئين والقيادات المحلية ومنظمات المجتمع المدني الوطنية والدولية ومشاركات من خلال الوسائط الإلكترونية لمبعوثين دوليين وعاملين في مجال الإغاثة والعون الإنساني ووكالات الأمم المتحدة.

وأكدت اللجنة إنها ستواصل تسليط الأضواء على الأوضاع بإقليم دارفور المنكوب بالمجاعة وآثار الحرب المدمرة مبينة إنها سلمت مخرجات الملتقى التحضيري الذي انعقد بمعسكر كلمة في الفترة (٢٥- ٢٨ مارس الماضي للأمم المتحدة ودول الترويكا والولايات المتحدة والإتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية والبعثات الدبلوماسية والمنظمات.
وأكدت اللجنة إنها ستخاطب الدول والجهات المذكورة التي سبق لها ان ساهمت في عون السودان، كذلك التي أعلنت المشاركة في المؤتمر، لتعزيز بذل المزيد من جهود استقطاب العون الإنساني للمتأثرين بالمجاعة والحرب بالإقليم، ومطالبة أطراف الحرب بفتح وتأمين ممرات وصول المساعدات الإنسانية للإقليم وحماية العاملين في مجال العون الإنساني.