الجمعة 24 مايو 2024 - 21:58
قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” إن عمليات القصف التي تنفذها قوات الدعم السريع في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، أدت إلى مسح منازل بالكامل فيما اعتبرته جريمة حرب مكتملة الأركان.
يأتي ذلك، في وقت أجبرت قوات الدعم السريع الأهالي في عدد من أحياء مدينة بحري شمال العاصمة الخرطوم، على مغادرة منازلهم بالقوة، في وقت نددت لجان المقاومة بعمليات التهجير القسري التي يتعرض لها المدنيون في السودان، في ظل استمرار الصمت العالمي.

وقالت إن مواطني أحياء شمبات بمدينة بحري يتعرضون لحملة تهجير مستمرة منذ أيام، مشيرة إلى أن قوات الدعم تقوم بطردهم من منازلهم فيما اعتبرته استهدافاً وإرهاباً للسكان المحليين العزل.
واستنكرت ما اعتبرته تغاضياً من المجتمع الدولي عن “الجرائم التي ترتكبها قوات الدعم السريع يومياً ضد الشعب السوداني”.

ورأت أن “التغافل المقصود من المجتمع الدولي” تجاه قوات الدعم السريع وحلفائها الإقليميين فاقم الأوضاع في البلاد وأطال أمد الحرب المستمرة منذ أكثر من عام. وقالت: “إن حرب السودان أظهرت الوجه الحقيقي للعالم ومنظمات حقوق الإنسان والمحاكم الدولية، التي لم تحرك ساكناً، بينما تتمادى قوات الدعم في الانتهاكات ضد المدنيين”، مطالبة بتصنيفها كجماعة إرهابية وداعميها كدول راعية للإرهاب.
بالتزامن، أعلنت غرفة طوارئ معسكر أبو شوك شمال دارفور، عن مقتل متطوعة في المستشفى الجنوبي للمعسكر، خلال عمليات القصف التي طالت مبانيه أمس الخميس.
وقال المتحدث باسم تنسيقية النازحين واللاجئين في دارفور، أدم رجال، إن أكثر من 60% من النازحين في معسكر أبو شوك أجبروا على النزوح مرة أخرى بسبب عمليات القصف المستمرة والهجمات التي تستهدف المعسكر لليوم الثالث على التوالي.

وقالت لجان مقاومة إن معسكر أبو شوك يشهد عمليات قتل وتصفية واسعة استهدفت الأهالي داخل منازلهم، مشيرة إلى وفاة المزيد من المصابين بسبب عدم وجود عربة إسعاف في المعسكر.
وأضافت أن “العائلات في “أبو شوك” تعيش حالة من الرعب وهي تقف عاجزة بينما أعزاؤها يغادرون الحياة. إنهم يحتضنون المصابين بينما تتصاعد الاشتباكات التي تجعل نقلهم لتلقي العلاج أمر مستحيل”.
وتدخل المعارك في ولاية شمال دارفور أسبوعها الثالث، بينما تحاول قوات الدعم السريع اختراق دفاعات الجيش والحركات المسلحة في عاصمتها الفاشر، التي تطبق عليها حصاراً خانقاً منذ أشهر.
وندد حاكم إقليم دارفور مني اركو مناوي، بهجوم “الدعم السريع” على المعسكر الواقع في الضواحي الشمالية للفاشر، ويقطن فيه أكثر من 70 ألف نازح شردتهم حرب دارفور.

وقال في بيان: “إن قوات الدعم السريع لم تكتف بهجومها قبل يومين على نازحي معسكر نيفاشا، لكنها تواصل هجماتها وتقصف معسكر أبو شوك للنازحين”، متهماً إياها باستهداف أحياء بعينها على أساس عرقي بغرض ترويع السكان وتهجيرهم من منازلهم حتى تتسنى لها فرصة نهبها وتدميرها.
وفي السياق، نشرت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، تحليلاً جغرافياً جديداً يبين أضرار الحرائق في الفاشر منذ أبريل/نيسان الماضي، مشيرة إلى أن قوات الدعم السريع قامت بقصف الفاشر، الأربعاء، بأكثر من 15 صاروخاً مسحت منازل كاملة فيما اعتبرته جريمة حرب مكتملة الأركان”.

وأشارت إلى إحراق القوات التي يتزعمها محمد حمدان دقلو “حميدتي”، نحو عشرين قرية جزئيًا أو كليًا شمال وغرب الفاشر منذ نهاية مارس/آذار الماضي. وقالت إن الصواريخ سقطت في عدة منازل ولم يتم بعد الحصر الكامل للضحايا من الموتى والجرحى من النساء والأطفال والعزل، مضيفة: “مؤلم مسح مليشيات الدعم السريع لمنازل النازحين بامتداد معسكر أبو شوك ناحية الغرب بمن فيها عن طريق القصف المدفعي”.
وبينت رصدها مقاطع مصورة أظهرت قوات الدعم السريع بالقرب من مناطق سكنية مشتعلة، كما أوضحت صور الأقمار الصناعية في 14 مايو/أيار الجاري آثار أضرار الحرائق في عدة مواقع على الجانب الشرقي من مدينة الفاشر، التي زادت منذ العاشر من الشهر ذاته.

وقالت إن علامات الحرق تكون واضحة بشكل خاص في المناطق ذات المساكن التقليدية بالمقارنة مع الأنواع الأخرى من المناطق السكنية.
تستضيف ولاية شمال دارفور حوالي نصف مليون نازح، أكثر من ثلثهم في وحول الفاشر. تم تهجير عشرات الآلاف في القتال المدلع منذ أبريل/نيسان الماضي.