السبت 25 مايو 2024 - 16:47
وجد قمح مسموم طريقه إلى بطون الجوعى في مدينة أربجي وهي وحدة إدارية تتبع لمحلية الحصاحيصا بولاية الجزيرة أواسط السودان. واستقبل المسعفون الطبيون في المستشفى الحكومي بالمنطقة 74 شخصًا بالتسمم الكيميائي جراء تناول طحين قمح مُعالج كيميائيًا للأغراض الزراعية.
ما هي قصة القمح السام؟ في 18 يناير 2024 أعلنت شركة فاست تعرض مستودعاتها في محلية شرق النيل قرب مقابر البنداري بالحاج يوسف إلى نهب من قوات الدعم السريع.
وقالت الشركة وقتئذ إن قوات الدعم السريع نهبت 1.5 ألف طن من القمح المعالج كميائيا كانت تعد للأغراض الزراعية “تقاوي” وقالت إنها خاطبت وزارة الصحة السودانية وهيئة المواصفات والمقاييس، حتى تخلي مسؤوليتها حال وصول القمح إلى أسواق الاستهلاك.
انعدام خيارات الغذاء
القمح السام لم يتوقف عند حدود شرق النيل جرى نقله إلى ولاية الجزيرة إلى القرى والبلدات، ومن ضمنها قرية أربجي التي أصيب بها نحو 74 مواطنًا نقلوا إلى المستشفيات من بينها مستشفى الحصاحيصا ثاني أكبر مدن ولاية الجزيرة بعد تناولهم وجبات من هذا القمح المسموم.
وكان وزير الصحة السوداني المكلف هيثم محمد إبراهيم أصدر قرارا في بالتزامن مع واقعة نهب مخازن القمح في محلية شرق النيل منتصف يناير الماضي بعدم تداول هذه الشحنات في أسواق الاستهلاك في جميع أنحاء البلاد.
وتشكو الأمم المتحدة من انعدام الممرات الآمنة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المواطنين في ولاية الجزيرة الواقعة تحت سيطرة الدعم السريع في ظل تبادل الاتهامات بين الطرفين المتنازعين من أن الإغاثة تستغل كسلاح ضد المدنيين.
وقالت راوية وهي من سكان قرية أربجي لـ(عاين) إن غالبية المواطنين الذين أصيبوا بالتسمم الكيميائي غادروا مستشفى أربجي التخصص بعد إجراء عمليات غسيل للمعدة.
وأضافت: “تناول المصابين الدقيق من قمح معد للأغراض الزراعية، ويسمى المعفر لا يمكن معرفة درجة الخطورة من خلال الشكل أو الطعم، لكن الأعراض التي ظهرت على المصابين هي التي أدت إلى اكتشاف هذه المشكلة”.
وتضيف هذه السيدة: “الوضع أجبر الناس على تناول الدقيق المسموم في بعض الأحيان لا يجدون خيارات مع إغلاق الطرق وعدم وجود أمل في وصول السلع إلى الأسواق”.
وقالت إن لجان الأحياء في أربجي قامت بحملات توعية وسط المواطنين للتحذير من شراء أو تلقي مساعدات القمح الفاسد.
وتقول الخبيرة في المجال الزراعي المُهندسة عبير علي أن “توزيع 1.5 ألف طن من القمح في بعض مناطق السودان بما في ذلك ولاية الجزيرة تحت إشراف الدعم السريع يشكل خطورة بالغة على حياة المدنيين؛ لأن المطلوب منع هذه الشحنات من الوصول إلى أسواق الاستهلاك أو المساعدات الغذائية”.
وأردفت علي في مقابلة مع(عاين): “هذه الشحنات نُهبت من مخازن شركة فاست في 18 يناير 2024 حسب إعلان الشركة وقتئذ بطرق مختلفة وصلت إلى أيدي المواطنين؛ لأن الوضع الإنساني في غاية السوء”.
مساعدات من الدعم السريع
ودرجت الدعم السريع على نهب المستودعات خلال الحرب التي اندلعت منذ منتصف أبريل 2023 وتقع محلية شرق النيل بالعاصمة السودانية تحت سيطرة هذه القوات منذ بداية القتال.
وتدير الدعم السريع وكالة إغاثة المدنيين، ووجهت دعوات إلى المجتمع الدولي أن هذه الوكالة يمكنها العمل في توزيع المساعدات وهي هيئة ممولة بالكامل من هذه القوات.
وتسيطر الدعم السريع على قرية أربجي ضمن قرى ومدن ولاية الجزيرة منذ نهاية ديسمبر 2023 وفي منتصف يناير 2024 قامت الدعم السريع بإيصال قافلة مساعدات إنسانية من بينها تسليم أدوية ومعينات طبية لمستشفى أربجي التخصصي وفق ما أظهر مقطع الفيديو المتداول على المنصات الاجتماعية.
انعدام الممرات يفاقم الجوع
ومنذ سيطرة الدعم السريع على أجزاء واسعة من ولاية الجزيرة تنعدم الممرات الآمنة لوصول المساعدات الإنسانية إلى حوالي خمسة ملايين مواطن بولاية الجزيرة محاصرون تحت بنادق هذه القوات.
ويسبب تناول طحين القمح المعالج كيميائيًا السرطان والفشل الكلوي وفق التقارير الطبية، وفي بعض الأحيان يؤدي إلى الوفاة المفاجئة بسبب سيطرة السم على جسم الإنسان.
ولمزيد من التقصي حول هذا الأمر تواصلت (عاين) مع أحد الفاعلين في العمل الإنساني بمدينة الحصاحيصا الواقعة شرق قرية أربجي الذي أكد المعلومات بشأن إصابة العشرات بالتسمم الغذائي الحاد جراء تناول طحين القمح الذي وزعته الدعم السريع على بعض سكان قرية أربجي.
وقال المصدر إن السكان مع توقف الحياة العامة وشح الغذاء؛ بسبب توقف الأسواق والعمل حصلوا على شحنة القمح عبر طرق غير معروفة، وعندما تناولوا الطحين أصيبوا بالتسمم تم وضعهم في قسم العناية المشددة لساعات لعمل الغسيل في المعدة وبالتالي غادروا المستشفى.
وجد قمح مسموم طريقه إلى بطون الجوعى في مدينة أربجي وهي وحدة إدارية تتبع لمحلية الحصاحيصا بولاية الجزيرة أواسط السودان. واستقبل المسعفون الطبيون في المستشفى الحكومي بالمنطقة 74 شخصًا بالتسمم الكيميائي جراء تناول طحين قمح مُعالج كيميائيًا للأغراض الزراعية.
ما هي قصة القمح السام؟ في 18 يناير 2024 أعلنت شركة فاست تعرض مستودعاتها في محلية شرق النيل قرب مقابر البنداري بالحاج يوسف إلى نهب من قوات الدعم السريع.
وقالت الشركة وقتئذ إن قوات الدعم السريع نهبت 1.5 ألف طن من القمح المعالج كميائيا كانت تعد للأغراض الزراعية “تقاوي” وقالت إنها خاطبت وزارة الصحة السودانية وهيئة المواصفات والمقاييس، حتى تخلي مسؤوليتها حال وصول القمح إلى أسواق الاستهلاك.
انعدام خيارات الغذاء
القمح السام لم يتوقف عند حدود شرق النيل جرى نقله إلى ولاية الجزيرة إلى القرى والبلدات، ومن ضمنها قرية أربجي التي أصيب بها نحو 74 مواطنًا نقلوا إلى المستشفيات من بينها مستشفى الحصاحيصا ثاني أكبر مدن ولاية الجزيرة بعد تناولهم وجبات من هذا القمح المسموم.
وكان وزير الصحة السوداني المكلف هيثم محمد إبراهيم أصدر قرارا في بالتزامن مع واقعة نهب مخازن القمح في محلية شرق النيل منتصف يناير الماضي بعدم تداول هذه الشحنات في أسواق الاستهلاك في جميع أنحاء البلاد.
وتشكو الأمم المتحدة من انعدام الممرات الآمنة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المواطنين في ولاية الجزيرة الواقعة تحت سيطرة الدعم السريع في ظل تبادل الاتهامات بين الطرفين المتنازعين من أن الإغاثة تستغل كسلاح ضد المدنيين.
وقالت راوية وهي من سكان قرية أربجي لـ(عاين) إن غالبية المواطنين الذين أصيبوا بالتسمم الكيميائي غادروا مستشفى أربجي التخصص بعد إجراء عمليات غسيل للمعدة.
وأضافت: “تناول المصابين الدقيق من قمح معد للأغراض الزراعية، ويسمى المعفر لا يمكن معرفة درجة الخطورة من خلال الشكل أو الطعم، لكن الأعراض التي ظهرت على المصابين هي التي أدت إلى اكتشاف هذه المشكلة”.
وتضيف هذه السيدة: “الوضع أجبر الناس على تناول الدقيق المسموم في بعض الأحيان لا يجدون خيارات مع إغلاق الطرق وعدم وجود أمل في وصول السلع إلى الأسواق”.
وقالت إن لجان الأحياء في أربجي قامت بحملات توعية وسط المواطنين للتحذير من شراء أو تلقي مساعدات القمح الفاسد.
وتقول الخبيرة في المجال الزراعي المُهندسة عبير علي أن “توزيع 1.5 ألف طن من القمح في بعض مناطق السودان بما في ذلك ولاية الجزيرة تحت إشراف الدعم السريع يشكل خطورة بالغة على حياة المدنيين؛ لأن المطلوب منع هذه الشحنات من الوصول إلى أسواق الاستهلاك أو المساعدات الغذائية”.
وأردفت علي في مقابلة مع(عاين): “هذه الشحنات نُهبت من مخازن شركة فاست في 18 يناير 2024 حسب إعلان الشركة وقتئذ بطرق مختلفة وصلت إلى أيدي المواطنين؛ لأن الوضع الإنساني في غاية السوء”.
مساعدات من الدعم السريع
ودرجت الدعم السريع على نهب المستودعات خلال الحرب التي اندلعت منذ منتصف أبريل 2023 وتقع محلية شرق النيل بالعاصمة السودانية تحت سيطرة هذه القوات منذ بداية القتال.
وتدير الدعم السريع وكالة إغاثة المدنيين، ووجهت دعوات إلى المجتمع الدولي أن هذه الوكالة يمكنها العمل في توزيع المساعدات وهي هيئة ممولة بالكامل من هذه القوات.
وتسيطر الدعم السريع على قرية أربجي ضمن قرى ومدن ولاية الجزيرة منذ نهاية ديسمبر 2023 وفي منتصف يناير 2024 قامت الدعم السريع بإيصال قافلة مساعدات إنسانية من بينها تسليم أدوية ومعينات طبية لمستشفى أربجي التخصصي وفق ما أظهر مقطع الفيديو المتداول على المنصات الاجتماعية.
انعدام الممرات يفاقم الجوع
ومنذ سيطرة الدعم السريع على أجزاء واسعة من ولاية الجزيرة تنعدم الممرات الآمنة لوصول المساعدات الإنسانية إلى حوالي خمسة ملايين مواطن بولاية الجزيرة محاصرون تحت بنادق هذه القوات.
ويسبب تناول طحين القمح المعالج كيميائيًا السرطان والفشل الكلوي وفق التقارير الطبية، وفي بعض الأحيان يؤدي إلى الوفاة المفاجئة بسبب سيطرة السم على جسم الإنسان.
ولمزيد من التقصي حول هذا الأمر تواصلت (عاين) مع أحد الفاعلين في العمل الإنساني بمدينة الحصاحيصا الواقعة شرق قرية أربجي الذي أكد المعلومات بشأن إصابة العشرات بالتسمم الغذائي الحاد جراء تناول طحين القمح الذي وزعته الدعم السريع على بعض سكان قرية أربجي.
وقال المصدر إن السكان مع توقف الحياة العامة وشح الغذاء؛ بسبب توقف الأسواق والعمل حصلوا على شحنة القمح عبر طرق غير معروفة، وعندما تناولوا الطحين أصيبوا بالتسمم تم وضعهم في قسم العناية المشددة لساعات لعمل الغسيل في المعدة وبالتالي غادروا المستشفى.