الجمعة 16 أغسطس 2024 - 19:51
القول في تأويل قوله تعالى ذكره: وَقُولُوا حِطَةٌ
وتأويل قوله : «حَطَّة»، فِعْلةً، من قول القائل: حَطَّ الله عنك خطاياك
فهو يحطها حِطَّة»، بمنزلة الردّةِ والحِدة والمدة، من حددتَ وَمَدَدت.
واختلف أهل العربية في المعنى الذي من أجله رفعت «الحطة».
والذي هو أقرب عندي في ذلك إلى الصواب، وأشبه بظاهر الكتاب:
أن يكون رفع «حطة» بنية خبر محذوف قد دَلّ عليه ظاهر التلاوة، وهو: دخولنا
البابَ سُجَّداً حطةً، فكفى من تكريره بهذا اللفظ، ما دَلَّ عليه الظاهر من
التنزيل، وهو قوله : وادخلوا البابَ سُجَّداً»، كما قال جل ثناؤه : وإِذْ قَالَتْ
أمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوماً الله مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيداً قَالُوا مَعْذِرَةٍ إِلَى
رَبِّكُمْ [الأعراف: ١٦٤] يعني : موعظتنا إياهم معذرة إلى ربكم. فكذلك
عندي في تأويل قوله : وقولوا حطة»، يعني بذلك : وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية،
وادخلوا الباب سُجّداً، وقولوا دخولنا ذلك سُجَّداً حِطةً لذنوبنا .