الجمعة 16 أغسطس 2024 - 19:53
القول في تأويل قوله تعالى : وَكَذَالِكَ جَعَلْنَكُمْ أُمَّةً وَسَطًا
يعني جَلَّ ثناؤه بقوله : وكذلك جعلناكم أمة وسطاً، كما هديناكم أيها
المؤمنون بمحمد عليه السلام وبما جاءكم به من عند الله ، فَخَصَصْنَاكم بالتوفيق
لقبلة إبراهيمَ ومِلَّتِهِ، وفَضَّلْنَاكُمْ بذلك على مَنْ سِواكم من أهل الملل، كذلك
خصصناكم ففضلناكم على غيركم من أهل الأديان، بأن جعلناكم أمة وسطاً.
وقد بينا أن «الأمة»، هي القرن من الناس والصنف منهم وغيرهم.
وأما «الوسط»، فإنه في كلام العرب الخيار. يقال منه : «فلان وَسَطُ
الحسب في قومه»، أي متوسط الحسب إذا أرادوا بذلك الرفع في حسبه،
وهو وسط في قومه وواسط»، كما يقال: «شاة يابسة اللبن ويبسة اللبن»،
وكما قال جَلَّ ثناؤه: ﴿فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي البَحْرِ يَسأ) [طه: ٧٧].
وأنا أرى أن «الوسط» في هذا الموضع هو «الوسط» الذي بمعنى:
الجزء الذي هو بين الطرفين، مثل «وسط الدار» محرك الوسط مُثَقَله، غير جائز
في «سينه» التخفيف.
عيسى
وأرى أن الله تعالى ذكره إنما وصفهم بأنهم «وسط»، لتوسطهم في
الدين، فلا هُمْ أهل غُلو فيه، غلو النصارى الذين غلوا بالترهب، وقيلهم في
ما قالوا فيه - ولا هُم أهل تقصير فيه تقصير اليهود الذين بدلوا كتاب
الله ، وقتلوا أنبياءهم، وكذبوا على ربهم وكفروا به؛ ولكنهم أهلُ تَوَسُّط
واعتدال فيه. فوصفهم الله بذلك، إذ كان أحبّ الأمور إلى الله أوسطها.
وأما التأويل، فإنه جاء بأن «الوسط» العدلُ. وذلك معنى الخيار، لأن
الخيار من الناس عُدولهم .
القول في تأويل قوله تعالى : وَكَذَالِكَ جَعَلْنَكُمْ أُمَّةً وَسَطًا
يعني جَلَّ ثناؤه بقوله : وكذلك جعلناكم أمة وسطاً، كما هديناكم أيها
المؤمنون بمحمد عليه السلام وبما جاءكم به من عند الله ، فَخَصَصْنَاكم بالتوفيق
لقبلة إبراهيمَ ومِلَّتِهِ، وفَضَّلْنَاكُمْ بذلك على مَنْ سِواكم من أهل الملل، كذلك
خصصناكم ففضلناكم على غيركم من أهل الأديان، بأن جعلناكم أمة وسطاً.
وقد بينا أن «الأمة»، هي القرن من الناس والصنف منهم وغيرهم.
وأما «الوسط»، فإنه في كلام العرب الخيار. يقال منه : «فلان وَسَطُ
الحسب في قومه»، أي متوسط الحسب إذا أرادوا بذلك الرفع في حسبه،
وهو وسط في قومه وواسط»، كما يقال: «شاة يابسة اللبن ويبسة اللبن»،
وكما قال جَلَّ ثناؤه: ﴿فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي البَحْرِ يَسأ) [طه: ٧٧].
وأنا أرى أن «الوسط» في هذا الموضع هو «الوسط» الذي بمعنى:
الجزء الذي هو بين الطرفين، مثل «وسط الدار» محرك الوسط مُثَقَله، غير جائز
في «سينه» التخفيف.
عيسى
وأرى أن الله تعالى ذكره إنما وصفهم بأنهم «وسط»، لتوسطهم في
الدين، فلا هُمْ أهل غُلو فيه، غلو النصارى الذين غلوا بالترهب، وقيلهم في
ما قالوا فيه - ولا هُم أهل تقصير فيه تقصير اليهود الذين بدلوا كتاب
الله ، وقتلوا أنبياءهم، وكذبوا على ربهم وكفروا به؛ ولكنهم أهلُ تَوَسُّط
واعتدال فيه. فوصفهم الله بذلك، إذ كان أحبّ الأمور إلى الله أوسطها.
وأما التأويل، فإنه جاء بأن «الوسط» العدلُ. وذلك معنى الخيار، لأن
الخيار من الناس عُدولهم .