الجمعة 16 أغسطس 2024 - 19:55
القول في تأويل قوله تعالى : التَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ
الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا
والشهداء»
جمع «شهید» .
فمعنى ذلك : وكذلك جعلناكم أمة وسَطاً عُدولاً، لتكونوا شهداء لأنبيائى
ورسلي على أممها بالبلاغ أنها قد بلغتْ ما أمرت ببلاغه من رسالاتي إلى
أممها، ويكون رسولي محمد شهيداً عليكم بإيمانكم به وبما جاءكم به
من عندي، وعن أبي سعيد قال قال رسول الله ﷺ : يُدعى بنوح عليه السلام
يوم القيامة فيُقال له : هل بلغت ما أرسلت به؟ فيقول: نعم. فيقال لقومه : هل
بَلْغَكُمْ؟ فيقولون : ما جاءنا من نذيرا فيقال له: مَنْ يعلم ذاك؟ فيقول: محمد
وأمته . فهو قوله : وكذلك جعلناكم أمةً وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون
الرسول عليكم شهيداً .
وعن أبي هريرة قال: خرجت مع النبي ﷺ في جنازة، فلما صلى على
الميت قال الناس : نِعْمَ الرجلُ! فقال النبي ﷺ : وجبت! ثم خرجت معه في
جنازة أخرى، فلما صَلُّوا على الميت قال الناس : بئس الرجل! فقال النبي ﷺ
وجبت. فقام إليه أبي بن كعب فقال : يا رسول الله، ما قولك وجبت؟ قال:
قول الله عَزَّ وجل : لتكونوا شهداء على الناس» (٢).
(۲)