الجمعة 16 أغسطس 2024 - 21:24
وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَا الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ قَالَ هِيَ
رَوَدَتْنِي عَن نَّفْسِى وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قَبْلِ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَذِبِينَ وَإِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ
فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّدِقِينَ فَلَمَّا رَمَا قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِى
لِذَنْكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِمِينَ )
يخبر تعالى عن حالهما حين خرجا يستبقان إلى الباب، يوسف هارب، والمرأة تطلبه ليرجع إلى البيت، فلحقته في أثناء ذلك،
فأمسكت بقميصه من ورائه فَقَدَّته قداً فظيعاً ، يقال : إنه سقط عنه، واستمر يوسف هارباً ذاهباً، وهي في إثره، فألفيا سيدها
- وهو زوجها - عند الباب، فعند ذلك خرجت مما هي فيه بمكرها ،وكيدها وقالت لزوجها متنصلة وقاذفة يوسف بدائها : ما
جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا أي فاحشة ، إِلَّا أَن يُسْجَنَ ) أي : يحبس، أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) أي : يضرب ضرباً شديداً موجعاً. فعند
ذلك انتصر يوسف عليه السلام بالحق، وتبرأ مما رمته به من الخيانة، وقال باراً صادقاً : هِيَ رَوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي ، وذكر أنها
اتبعته تجذبه إليها حتى قدت قميصه ، وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قبل ) أي : من قدامه، فَصَدَقَتْ)
أي : في قولها إنه أرادها على نفسها، لأنه يكون لما دعاها وأبت عليه دفعته في صدره، فقدت قميصه، فيصح ما قالت . ﴿وَان
كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّدِقِينَ ) ، وذلك يكون كما وقع لما هرب منها، وتطلبته أمسكت بقميصه من ورائه
لتردّه إليها، فقدت قميصه من ورائه وقد اختلفوا في هذا الشاهد: هل هو صغير أو كبير، على قولين لعلماء السلف، فقال عبد
الرزاق : أخبرنا إسرائيل، عن سماك، عن عِكْرِمة ، عن ابن عباس : ﴿وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا ) قال : ذو لحية. وقال الثوري،
عن جابر، عن ابن أبي مُلَيْكَة، عن ابن عباس : كان من خاصة الملك. وكذا قال مجاهد، وعكرمة، والحسن، وقتادة،
والسدي، ومحمد بن إسحاق: إنه كان رجلاً. وقال زيد بن أسلم، والسدي: كان ابن عمها وقال ابن عباس : كان من
خاصة الملك . وقد ذكر ابن إسحاق أن زليخا كانت بنت أخت الملك الريان بن الوليد.
عطاء
بن
وقال العوفي، عن ابن عباس في قوله : (وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا ) قال : كان صبياً في المهد . وكذا روي عن أبي هريرة،
وهلال بن يساف، والحسن، وسعيد بن جبير والضحاك بن مزاحم : أنه كان صبياً في الدار واختاره ابن جرير. وقد ورد فيه
حديث مرفوع فقال ابن جرير : حدثنا الحسن بن محمد، حدثنا عفان، حدثنا حماد - هو ابن سلمة - أخبرني :
السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ، عن النبي ﷺ قال : تكلم أربعة وهم صغار ، فذكر فيهم شاهد يوسف . ورواه
غيره عن حماد سلمة،
بن
عن عطاء، عن سعيد عن ابن عباس؛ أنه قال : تكلم أربعة وهم صغار ابن ماشطة بنت فرعون،
وشاهد يوسف، وصاحب جُرَيْج، وعيسى ابن مريم وقال ليث ابن أبي سليم، عن مجاهد كان من أمر الله، ولم يكن
إنسياً. وهذا قول غريب. وقوله: ﴿فَلَمَّا رَمَا قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرِ ) أي : فلما تحقق زوجها صدق يوسف وكذبها فيما قذفته ورمته
به، قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ ) أي : إن هذا البهت واللطخ الذي لطخت عرض هذا الشاب به من جملة كيدكن، إنَّ كَيْدَكُنَ
عظيم). ثم قال أمراً ليوسف عليه السلام بكتمان ما وقع : يا يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا ) أي : اضرب عن هذا الأمر صفحاً، فلا
تذكره لأحد، وَاسْتَغْفِرِى لِذَنْبِكِ، يقول لامرأته وقد كان لين العريكة سهلاً، أو أنه عذرها ؛ لأنها رأت ما لا صبر لها عنه، فقال
لها : (وَاسْتَغْفِرِى لِذَنْبِكِ ) أي : الذي وقع منك من إرادة السوء بهذا الشاب، ثم قذفه بما هو بريء منه ، استغفري من ه
وقع منك، ، إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِعِينَ) .
وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَا الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ قَالَ هِيَ
رَوَدَتْنِي عَن نَّفْسِى وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قَبْلِ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَذِبِينَ وَإِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ
فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّدِقِينَ فَلَمَّا رَمَا قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِى
لِذَنْكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِمِينَ )
يخبر تعالى عن حالهما حين خرجا يستبقان إلى الباب، يوسف هارب، والمرأة تطلبه ليرجع إلى البيت، فلحقته في أثناء ذلك،
فأمسكت بقميصه من ورائه فَقَدَّته قداً فظيعاً ، يقال : إنه سقط عنه، واستمر يوسف هارباً ذاهباً، وهي في إثره، فألفيا سيدها
- وهو زوجها - عند الباب، فعند ذلك خرجت مما هي فيه بمكرها ،وكيدها وقالت لزوجها متنصلة وقاذفة يوسف بدائها : ما
جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا أي فاحشة ، إِلَّا أَن يُسْجَنَ ) أي : يحبس، أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) أي : يضرب ضرباً شديداً موجعاً. فعند
ذلك انتصر يوسف عليه السلام بالحق، وتبرأ مما رمته به من الخيانة، وقال باراً صادقاً : هِيَ رَوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي ، وذكر أنها
اتبعته تجذبه إليها حتى قدت قميصه ، وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قبل ) أي : من قدامه، فَصَدَقَتْ)
أي : في قولها إنه أرادها على نفسها، لأنه يكون لما دعاها وأبت عليه دفعته في صدره، فقدت قميصه، فيصح ما قالت . ﴿وَان
كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّدِقِينَ ) ، وذلك يكون كما وقع لما هرب منها، وتطلبته أمسكت بقميصه من ورائه
لتردّه إليها، فقدت قميصه من ورائه وقد اختلفوا في هذا الشاهد: هل هو صغير أو كبير، على قولين لعلماء السلف، فقال عبد
الرزاق : أخبرنا إسرائيل، عن سماك، عن عِكْرِمة ، عن ابن عباس : ﴿وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا ) قال : ذو لحية. وقال الثوري،
عن جابر، عن ابن أبي مُلَيْكَة، عن ابن عباس : كان من خاصة الملك. وكذا قال مجاهد، وعكرمة، والحسن، وقتادة،
والسدي، ومحمد بن إسحاق: إنه كان رجلاً. وقال زيد بن أسلم، والسدي: كان ابن عمها وقال ابن عباس : كان من
خاصة الملك . وقد ذكر ابن إسحاق أن زليخا كانت بنت أخت الملك الريان بن الوليد.
عطاء
بن
وقال العوفي، عن ابن عباس في قوله : (وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا ) قال : كان صبياً في المهد . وكذا روي عن أبي هريرة،
وهلال بن يساف، والحسن، وسعيد بن جبير والضحاك بن مزاحم : أنه كان صبياً في الدار واختاره ابن جرير. وقد ورد فيه
حديث مرفوع فقال ابن جرير : حدثنا الحسن بن محمد، حدثنا عفان، حدثنا حماد - هو ابن سلمة - أخبرني :
السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ، عن النبي ﷺ قال : تكلم أربعة وهم صغار ، فذكر فيهم شاهد يوسف . ورواه
غيره عن حماد سلمة،
بن
عن عطاء، عن سعيد عن ابن عباس؛ أنه قال : تكلم أربعة وهم صغار ابن ماشطة بنت فرعون،
وشاهد يوسف، وصاحب جُرَيْج، وعيسى ابن مريم وقال ليث ابن أبي سليم، عن مجاهد كان من أمر الله، ولم يكن
إنسياً. وهذا قول غريب. وقوله: ﴿فَلَمَّا رَمَا قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرِ ) أي : فلما تحقق زوجها صدق يوسف وكذبها فيما قذفته ورمته
به، قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ ) أي : إن هذا البهت واللطخ الذي لطخت عرض هذا الشاب به من جملة كيدكن، إنَّ كَيْدَكُنَ
عظيم). ثم قال أمراً ليوسف عليه السلام بكتمان ما وقع : يا يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا ) أي : اضرب عن هذا الأمر صفحاً، فلا
تذكره لأحد، وَاسْتَغْفِرِى لِذَنْبِكِ، يقول لامرأته وقد كان لين العريكة سهلاً، أو أنه عذرها ؛ لأنها رأت ما لا صبر لها عنه، فقال
لها : (وَاسْتَغْفِرِى لِذَنْبِكِ ) أي : الذي وقع منك من إرادة السوء بهذا الشاب، ثم قذفه بما هو بريء منه ، استغفري من ه
وقع منك، ، إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِعِينَ) .