الأحد 18 أغسطس 2024 - 18:59
وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ
وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ
وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
يقول تعالى مخبراً عن وصية لقمان لولده - وهو : لقمان بن عنقاء بن سدون واسم ابنه ثاران في قول حكاه السهيلي. وقد
ذكره الله تعالى بأحسن الذكر، فإنه آتاه الحكمة، وهو يوصي ولده الذي هو أشفق الناس عليه وأحبهم إليه، فهو حقيق أن يمنحه
أفضل ما يعرف ؛ ولهذا أوصاه أولاً بأن يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً، ثم قال محذراً له : إنَّ الشَّرْكَ لَظُمُ عَظِيمُ) أي :
أعظم الظلم . قال البخاري حدثنا قتيبة، حدثنا جرير عن ا ، عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله ،
عنه، قال: لما نزلت الَّذِينَ ءَامَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَنَهُم بِظُلْمٍ﴾ [الأنعام: ۸۲] ، شق ذلك على أصحاب رسول الله ﷺ ، وقالوا : أينا
لم يلبس إيمانه بظلم؟ فقال رسول الله ﷺ : «إنه ليس بذاك ، ألا تسمع إلى قول لقمان : ﴿يَبقَى لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلُم
عظيرُ) » . ورواه مسلم من حديث الأعمش، به . ثم قرن بوصيته إياه بعبادة الله وحده البر بالوالدين. كما قال تعالى: ﴿وَقَضَى
رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَلِدَيْنِ إِحْسَناً) [الإسراء : ۲۳] . وكثيراً ما يقرن تعالى بين ذلك في القرآن وقال ههنا : ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَنَ
حَمَلَتْهُ أُمَّهُ وَهُنَا عَلَى وَهْنٍ . قال مجاهد : مشقة وهن .الولد. وقال قتادة : جهداً على جهد . وقال عطاء الخراساني : ضعفاً
على ضعف . وقوله : (وَفِصَلُهُ فِي عَامَيْنِ ) أي : تربيته وإرضاعه بعد وضعه في عامين، كما قال تعالى : ﴿ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَدَهُنَّ
حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتمَ الرَّضَاعَةُ ) [البقرة: ۲۳۳] . ومن ههنا استنبط ابن عباس وغيره من الأئمة أن أقل مدة الحمل ستة أشهر ؛
لأنه قال تعالى في الآية الأخرى : ﴿وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَثُونَ شَهْرًا ﴾ [الأحقاف : ١٥]. وإنما يذكر تعالى تربية الوالدة وتعبها ومشقتها في
سهرها ليلاً ونهاراً ، ليُذكر الولد بإحسانها المتقدم إليه ، كما قال تعالى: ﴿وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) [الإسراء : ٢٤]؛ ولهذا
قال : أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَلِدَيْكَ إِلَى الْمَصِيرُ ) أي : فإني سأجزيك على ذلك أوفر الجزاء. قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة،
حدثنا عبد الله بن أبي شيبة، ومحمود بن غيلان قالا : حدثنا عبيد الله ، أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب
قال : قدم علينا معاذ بن جبل، وكان بعثه النبي ﷺ ، فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إني رسول رسول الله ﷺ إليكم : أن
تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً، وأن تطيعوني لا آلوكم خيراً، وأن المصير إلى الله، وإلى الجنة أو إلى النار، إقامة فلا ظعن،
وخلود فلا موت . وقوله: ﴿وَإِن جَهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ) أي : إن حرصا عليك كل الحرص على
أن تتابعهما علي دينهما ، فلا تقبل منهما ذلك، ولا يمنعنك ذلك من أن تصاحبهما في الدنيا معروفاً ، أي : محسناً إليهما ، وَاتَّبِعْ
سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَى) يعني : المؤمنين، ثُمَّ إِلَى مَرْجِعُكُمْ فَأَنتُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) قال الطبراني في كتاب العشرة : حدثنا أبو
عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا أحمد بن أيوب بن راشد، حدثنا مسلمة بن علقمة، عن داود بن أبي هند
عن أبي عثمان النهدي : أن سعد بن مالك قال : أنزلت في هذه الآية: ﴿وَإِن جَهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا
تُطِعْهُمَا الآية، وقال: كنت رجلاً براً بأمي، فلما أسلمت قالت: يا سعد، ما هذا الذي أراك قد أحدثت؟ لتدعن دينك هذا أو لا
آكل ولا أشرب حتى أموت، فتُعير بي، فيقال: يا قاتل أمه». فقلت : لا تفعلي يا أمه، فإني لا أدع ديني هذا لشيء. فمكثت
يوماً وليلة لم تأكل فأصبحت قد جهدت، فمكثت يوماً آخر وليلة أخرى لا تأكل فأصبحت قد اشتد جهدها، فلما رأيت ذلك
قلت : يا أمه، تعلمين والله لو كانت لكي مائة نفس فخرجت نفساً نفساً، ما تركت ديني هذا الشيء، فإن شئت فكلي، وإن شئت
لا تأكلي . فأكلت .
وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ
وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ
وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
يقول تعالى مخبراً عن وصية لقمان لولده - وهو : لقمان بن عنقاء بن سدون واسم ابنه ثاران في قول حكاه السهيلي. وقد
ذكره الله تعالى بأحسن الذكر، فإنه آتاه الحكمة، وهو يوصي ولده الذي هو أشفق الناس عليه وأحبهم إليه، فهو حقيق أن يمنحه
أفضل ما يعرف ؛ ولهذا أوصاه أولاً بأن يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً، ثم قال محذراً له : إنَّ الشَّرْكَ لَظُمُ عَظِيمُ) أي :
أعظم الظلم . قال البخاري حدثنا قتيبة، حدثنا جرير عن ا ، عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله ،
عنه، قال: لما نزلت الَّذِينَ ءَامَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَنَهُم بِظُلْمٍ﴾ [الأنعام: ۸۲] ، شق ذلك على أصحاب رسول الله ﷺ ، وقالوا : أينا
لم يلبس إيمانه بظلم؟ فقال رسول الله ﷺ : «إنه ليس بذاك ، ألا تسمع إلى قول لقمان : ﴿يَبقَى لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلُم
عظيرُ) » . ورواه مسلم من حديث الأعمش، به . ثم قرن بوصيته إياه بعبادة الله وحده البر بالوالدين. كما قال تعالى: ﴿وَقَضَى
رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَلِدَيْنِ إِحْسَناً) [الإسراء : ۲۳] . وكثيراً ما يقرن تعالى بين ذلك في القرآن وقال ههنا : ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَنَ
حَمَلَتْهُ أُمَّهُ وَهُنَا عَلَى وَهْنٍ . قال مجاهد : مشقة وهن .الولد. وقال قتادة : جهداً على جهد . وقال عطاء الخراساني : ضعفاً
على ضعف . وقوله : (وَفِصَلُهُ فِي عَامَيْنِ ) أي : تربيته وإرضاعه بعد وضعه في عامين، كما قال تعالى : ﴿ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَدَهُنَّ
حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتمَ الرَّضَاعَةُ ) [البقرة: ۲۳۳] . ومن ههنا استنبط ابن عباس وغيره من الأئمة أن أقل مدة الحمل ستة أشهر ؛
لأنه قال تعالى في الآية الأخرى : ﴿وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَثُونَ شَهْرًا ﴾ [الأحقاف : ١٥]. وإنما يذكر تعالى تربية الوالدة وتعبها ومشقتها في
سهرها ليلاً ونهاراً ، ليُذكر الولد بإحسانها المتقدم إليه ، كما قال تعالى: ﴿وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) [الإسراء : ٢٤]؛ ولهذا
قال : أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَلِدَيْكَ إِلَى الْمَصِيرُ ) أي : فإني سأجزيك على ذلك أوفر الجزاء. قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة،
حدثنا عبد الله بن أبي شيبة، ومحمود بن غيلان قالا : حدثنا عبيد الله ، أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب
قال : قدم علينا معاذ بن جبل، وكان بعثه النبي ﷺ ، فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إني رسول رسول الله ﷺ إليكم : أن
تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً، وأن تطيعوني لا آلوكم خيراً، وأن المصير إلى الله، وإلى الجنة أو إلى النار، إقامة فلا ظعن،
وخلود فلا موت . وقوله: ﴿وَإِن جَهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ) أي : إن حرصا عليك كل الحرص على
أن تتابعهما علي دينهما ، فلا تقبل منهما ذلك، ولا يمنعنك ذلك من أن تصاحبهما في الدنيا معروفاً ، أي : محسناً إليهما ، وَاتَّبِعْ
سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَى) يعني : المؤمنين، ثُمَّ إِلَى مَرْجِعُكُمْ فَأَنتُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) قال الطبراني في كتاب العشرة : حدثنا أبو
عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا أحمد بن أيوب بن راشد، حدثنا مسلمة بن علقمة، عن داود بن أبي هند
عن أبي عثمان النهدي : أن سعد بن مالك قال : أنزلت في هذه الآية: ﴿وَإِن جَهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا
تُطِعْهُمَا الآية، وقال: كنت رجلاً براً بأمي، فلما أسلمت قالت: يا سعد، ما هذا الذي أراك قد أحدثت؟ لتدعن دينك هذا أو لا
آكل ولا أشرب حتى أموت، فتُعير بي، فيقال: يا قاتل أمه». فقلت : لا تفعلي يا أمه، فإني لا أدع ديني هذا لشيء. فمكثت
يوماً وليلة لم تأكل فأصبحت قد جهدت، فمكثت يوماً آخر وليلة أخرى لا تأكل فأصبحت قد اشتد جهدها، فلما رأيت ذلك
قلت : يا أمه، تعلمين والله لو كانت لكي مائة نفس فخرجت نفساً نفساً، ما تركت ديني هذا الشيء، فإن شئت فكلي، وإن شئت
لا تأكلي . فأكلت .