الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 - 22:54
وهي مكية .

تفسير سورة التكاثر

بسم الله الرحمن الرحيم
أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ

يقول تعالى : شغلكم حب الدنيا ونعيمها وزهرتها عن طلب الآخرة وابتغائها، وتمادى بكم ذلك حتى جاءكم الموت وزرتم المقابر، وصرتم من أهلها ؟! قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي حدثنا زكريا بن يحيى الوقار المصري، حدثني خالد بن

عبد الدايم، عنا ابن زيد بن أسلم، عن أبيه قال : قال رسول الله ﷺ : الهَكُم التكاثر عن الطاعة حَتَّى زُرتُم الْمَقَابِرَ : حتى يأتيكم الموت». وقال الحسن البصري : الهَكُمُ التكاثر ) في الأموال والأولاد. وفي صحيح البخاري، في «الرقاق» منه : وقال : أخبرنا أبو الوليد، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس بن مالك، عن أبي بن كعب قال : كنا نرى هذا من القرآن حتى نزلت : الهَكُم التكاثر ) يعني : لو كان لابن آدم واد من ذهب». وقال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة : سمعت قتادة يحدث عن مطرف - يعني ابن عبد الله بن الشخير - عن أبيه قال : انتهيت إلى رسول الله ﷺ وهو يقول : الهَكُم التكاثر ) ، يقول ابن آدم مالي مالي . وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت؟ . ورواه مسلم والترمذي والنسائي من طريق شعبة به. وقال مسلم في صحيحه : حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا حفص بن ميسرة عن العلاء، عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ﷺ : يقول العبد : مالي مالي؟ وإنما له من ماله ثلاث : ما أكل فأفنى، أو لبس فأبلى، أو تصدق فاقتني، وما سوى ذلك فذاهب وتاركه للناس . تفرد به مسلم. وقال البخاري : حدثنا الحميدي ، حدثنا سفيان، حدثنا عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، سمع أنس بن مالك يقول : قال رسول الله ﷺ : يتبع الميت ثلاثة، فيرجع اثنان ويبقى معه واحد : يتبعه أهله وماله وعمله، فيرجع أهله وماله، ويبقى عمله . وكذا رواه مسلم والترمذي والنسائي من حديث سفيان بن عيينة به. وقال الإمام أحمد: حدثنا يحيى، عن شعبة، حدثنا قتادة عن أنس : أن النبي ﷺ قال : يهرم ابن آدم وتبقى منه اثنتان : الحرص والأمل». أخرجاه في الصحيحين. وذكر الحافظ ابن عساكر، في ترجمة الأحنف بن قيس - واسمه الضحاك - أنه رأى في يد رجل درهماً فقال : لمن

هذا الدرهم ؟ فقال الرجل : لي . فقال : إنما هو لك إذا أنفقته في أجر أو ابتغاء شكر . ثم أنشد الأحنف متمثلاً قول الشاعر : أنت للمال إذا أمسكته فإذا أنفقته فالمال لك

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا أبو أسامة قال : صالح بن حيان حدثني عن ابن بريدة في قوله : (الهَكُم التكاثر . قال : نزلت في قبيلتين من قبائل الأنصار، في بني حارثة وبني الحارث، تفاخروا وتكاثروا، فقالت إحداهما : فيكم مثل فلان بن فلان وفلان؟ وقال الآخرون مثل ذلك، تفاخروا بالأحياء، ثم قالوا : انطلقوا بنا إلى القبور. فجعلت إحدى الطائفتين تقول : فيكم مثل فلان؟ - يشيرون إلى القبر - ومثل فلان؟ وفعل الآخرون مثل ذلك، فأنزل الله : أَلْهَكُمُ التَّكَاثُرُ ) حَتَّى زُرتُمُ تُم الْمَقَابِرَ ) ، لقد كان لكم فيما رأيتم عبرة وشغل . وقال قتادة : الهَكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ : كانوا يقولون نحن أكثر من بني فلان، ونحن أعد من بني فلان، وهم كل يوم يتساقطون إلى آخرهم ، والله ما زالوا كذلك حتى صاروا من أهل القبور كلهم. والصحيح أن المراد بقوله : زرتُمُ الْمَقَابِرَ ) أي : صرتم إليها ودفنتم فيها، كما جاء في الصحيح : أن رسول الله ﷺدخل على رجل من الأعراب يعوده، فقال : لا بأس طهور إن شاء الله . فقال : قلت : طهور ؟! بل هي حمى تفور، على شيخ كبير، تزيره القبور قال : فنعم إذاً».