الأحد 17 نوفمبر 2024 - 22:36
القول في تأويل قوله تعالى وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَرَى تَهْتَدُوا
البقرة : ١٣٥
يعني تعالى ذكره بقوله : وقالوا كونوا هوداً أو نصارى تهتدواء، وقالت اليهود لمحمد ﷺ وأصحابه من المؤمنين : كونوا هُوداً تهتدوا ؛ وقالت النصارى
لهم : كونوا نصارى تهتدوا .
تعني بقولها : «تهتدوا»، أي تُصِيبُوا طريق الحق. احتج الله لنبيه ﷺ أبلغ حجة وأوجزها وأكملها، وعلمها محمداً نبيه ﷺ فقال : يا محمد قُل - للقائلين لك من اليهود والنصارى ولأصحابك : كونوا هوداً أو نصارى تهتدوا : بل تعالوا نتبع مِلَّةَ إبراهيم التي يُجمع جميعنا على الشهادة لها بأنها دين الله الذي ارتضاه واجتباه وأمر به - فإن دينه كان الحنيفية المسلمة - وندَعْ سائر الملل التي نختلف فيها، فينكرها بعضنا، ويُقر بها بعضنا. فإن ذلك - على اختلافه - لا سبيل لنا على الإجماع عليه، كما لنا
السبيل إلى الاجتماع على ملة إبراهيم.
وفي نصب قوله : «بل ملة إبراهيم» أوجه ثلاثة :
أحدها: أن يوجه معنى قوله : وقالوا كونوا هوداً أو نصارى»، إلى معنى : وقالوا اتَّبعوا اليهودية والنصرانية. لأنهم إذ قالوا : «كونوا هوداً أو نصارى، إلى اليهودية والنصرانية دَعَوْهُمْ ، ثم يُعطف على ذلك المعنى بالملة . فيكون معنى الكلام حينئذ : قُلْ يا محمد ، لا نتبع اليهودية والنصرانية، ولا نتخذها ملةً، بل نتبع ملة إبراهيم حنيفاً، ثم يحذف «نتبع» الثانية، ويعطف
بـ «الملة» على إعراب اليهودية والنصرانية .
والآخر أن يكون نصبه بفعل مضمر بمعنى نتبع». والثالث: أن يكون أريد بل تكون أصحاب ملة إبراهيم، أو أهل ملة
إبراهيم. ثم حذف «الأهل والأصحاب»، وأقيمت «الملة» مقامهم، إذ كانت
مؤدية عن معنى الكلام .
وقد يجوز أن يكون منصوباً على وجه الإغراء باتباع ملة إبراهيم.
وقرأ بعض القراء ذلك رفعاً . فتأويله - على قراءة من قرأ رفعاً : بل الهدى
ملة إبراهيم .
القول في تأويل قوله تعالى وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَرَى تَهْتَدُوا
البقرة : ١٣٥
يعني تعالى ذكره بقوله : وقالوا كونوا هوداً أو نصارى تهتدواء، وقالت اليهود لمحمد ﷺ وأصحابه من المؤمنين : كونوا هُوداً تهتدوا ؛ وقالت النصارى
لهم : كونوا نصارى تهتدوا .
تعني بقولها : «تهتدوا»، أي تُصِيبُوا طريق الحق. احتج الله لنبيه ﷺ أبلغ حجة وأوجزها وأكملها، وعلمها محمداً نبيه ﷺ فقال : يا محمد قُل - للقائلين لك من اليهود والنصارى ولأصحابك : كونوا هوداً أو نصارى تهتدوا : بل تعالوا نتبع مِلَّةَ إبراهيم التي يُجمع جميعنا على الشهادة لها بأنها دين الله الذي ارتضاه واجتباه وأمر به - فإن دينه كان الحنيفية المسلمة - وندَعْ سائر الملل التي نختلف فيها، فينكرها بعضنا، ويُقر بها بعضنا. فإن ذلك - على اختلافه - لا سبيل لنا على الإجماع عليه، كما لنا
السبيل إلى الاجتماع على ملة إبراهيم.
وفي نصب قوله : «بل ملة إبراهيم» أوجه ثلاثة :
أحدها: أن يوجه معنى قوله : وقالوا كونوا هوداً أو نصارى»، إلى معنى : وقالوا اتَّبعوا اليهودية والنصرانية. لأنهم إذ قالوا : «كونوا هوداً أو نصارى، إلى اليهودية والنصرانية دَعَوْهُمْ ، ثم يُعطف على ذلك المعنى بالملة . فيكون معنى الكلام حينئذ : قُلْ يا محمد ، لا نتبع اليهودية والنصرانية، ولا نتخذها ملةً، بل نتبع ملة إبراهيم حنيفاً، ثم يحذف «نتبع» الثانية، ويعطف
بـ «الملة» على إعراب اليهودية والنصرانية .
والآخر أن يكون نصبه بفعل مضمر بمعنى نتبع». والثالث: أن يكون أريد بل تكون أصحاب ملة إبراهيم، أو أهل ملة
إبراهيم. ثم حذف «الأهل والأصحاب»، وأقيمت «الملة» مقامهم، إذ كانت
مؤدية عن معنى الكلام .
وقد يجوز أن يكون منصوباً على وجه الإغراء باتباع ملة إبراهيم.
وقرأ بعض القراء ذلك رفعاً . فتأويله - على قراءة من قرأ رفعاً : بل الهدى
ملة إبراهيم .