الثلاثاء 14 سبتمبر 2021 - 20:12
احمد المصطفى إبراهيم: تهميش الكفاءات والخبرات


استفهامات || احمد المصطفى إبراهيم


خبر في وسائط  التواصل الاجتماعي، لم أتأكد من صحته، يقول الخبر إن نيفاً وثلاثين من أربعين من أساتذة جامعة الخرطوم كانوا في بعثة تدريبية في فرنسا تخلفوا وطلبوا حق اللجوء السياسي. يعني بالميت 75% من المبتعثين لم يعد. رغم عدم تأكدي من صحة الخبر لكن إذا ما ربط مع احتجاجات أساتذة جامعة الخرطوم وتلويحهم بالإضراب ما لم تحسن رواتبهم، لن يكون غريباً. بالله كيف يعود من راتبه )150( دولار للعمل في عملية التدريس الشاقة من تحضير وتدريس وتصحيح وتقويم ومتابعة ومناقشات وسمنارات ليكون راتبه )150( دولار تزيد أو تنقص قليلاً، في حين السيد رئيس مجلس الوزراء، مثالاً، راتبه )15( ألف دولار، ويسكن في قصر تمت صيانته بمليارات الجنيهات، والمعيشة والمواصلات على حساب الخزينة العامة له ولكل السياسيين. منذ أن تستوزر لا تعلم عن نفقات الحياة شيئاً، وهذا ليس في كل العالم، إنما في الدول المتخلفة فقط. لذا تكثر الانقلابات والحركات والسعي للوصول لكراسي الحكم. في السابق كانت تغطى ببعض الأوهام الآيديولوجية أو الوطنية، أما الآن فصارت على المكشوف.
)أوف( بعدنا عن هدف المقال.
هجرة العقول والخبرات السودانية بسبب الضائقة المعيشة واضحة وضوح الشمس وليست جديدة ولكنها زادت. لا يعني ذلك أن السودان خالٍ من العلماء والخبراء، وأهل التجارب الكبيرة. منهم من عاد بعد طول اغتراب ومنهم من صبر حباً في الوطن أو لظروف خاصة.
هل هؤلاء معروفون؟ هل هناك جهة ترصد هذه الخبرات؟ كأني أسمع صوتاً يقول نعم جهاز المغتربين على أيام كرار التهامي نقّب عن هذه الكنوز، ولا نقول إنه عثر عليها كلها، ولكن يمكن الاستعانة بتلك المعلومات أو البيانات ويجعل منها معلومات بعد المعالجة، إذا كان هناك من يهمه الأمر من المسؤولين.
غير أن الأمر ليس سهلاً وهناك مكنكشون وحاسدون ومتخلفون يخافون كل جديد قادم.
لا مانع من إعادة تجربة الأخ خليل محمد فضل المولى الذي عمل في جامعة الملك عبد العزيز قرابة الثلاثة عقود، وكان له فيها إنجاز جيد، وهو أغنى الجامعة عن شراء أو استيراد مدخلات المعامل التي تستخدم في الفحص reagents ووفر على الجامعة مبالغ مهولة وكرمته الجامعة عدة مرات وشهادات تقديرية. ومن الطرائف أن أحد الخواجات كان يعمل معه وأراد تحريضه قائلاً: لا تعطهم كل ما عندك. ولم يسمع خليل بنصيحته طبعاً.
عندما عاد خليل وأراد أن يفيد هذا السودان بعلمه ويوفر عليهم مالاً )يبدو أنهم ليسوا في حاجة إلى المال كما السعوديون المفلسون( لم يجد مكانا يسمع منه، حتى كليته التي تخرج منها في جامعة الخرطوم نظروا اليه وكأنه يشحدهم وظيفة. وعرض خبرته على بعض الجهات والنتيجة واحدة وكتم علمه في صدره وتفرغ لحياته الخاصة.
كم مثل خليل الآن في بيوتهم والسودان في اشد حاجة إلى خبراتهم؟ من يبحث عن هؤلاء.
أسمع صوتا يقول يا لك من غبي أو متغابي هم الشغالين كل يوم )لجنة التفكيك أخبارها المفضىة انهاء خدمة ………إنهاء خدمة……ا (
لن يبنوه وهذا حالهم.