الأربعاء 15 سبتمبر 2021 - 7:36

تقرير: أبو بكر الصندلي
هي حالة من حالات معاناة سكان الأرياف الذين يعانون الإهمال وانعدام الخدمات المختلفة، من صحة ومياه نظيفة، بجانب انعدام شبكات الاتصالات، وفوق كل ذلك تردي بيئة التعليم، لأن معظم مدارس الأساس بالولاية مُهملة، مبانٍ معروشة من المواد البلدية )القش(.. أما رياض الأطفال حدِّث ولا حرج لأن وصفها ضربٌ من ضروب الخيال.
تجسيد المُعاناة
نموذج قرية )متيربة( تجسِّد تلك المعاناة، فالأطفال قبل عمر التمدرس مُهملون ولا أحدٌ يطالب بحقهم في التعليم، بجانب تدني مستوى خدمة الأمومة والطفولة, لا قابلات ولا عربات إسعاف لحالات الولادة المتعسرة، كثير من النساء واجهن شبه الموت عندما يُداهمهن المخاض. أما صحة البيئة حدِّث ولا حرج لأنها معدومة، موسم الخريف ينتشر جيوش وأسراب البعوض والذباب ونواقل الأمراض، والمواطن البسيط لا حول له ولا قوة، وهناك قصص مُؤلمة حدثت بالقرية، حيث تعرّض )16( شخصاً من أسرة واحدة بينهم أطفال للتسمُّم؛ بسبب رش مجموعة من الثروة الحيوانية بمبيد “الديتول” المسمى محليا بـ”الأندرين”، لحماية الأبقار والماعز من البعوض الذي ينتشر بكثافة، حيث تعرّضت المواشي الذي يمتلكها المواطن إلى تسمم، ما دفع أفراد الأسرة لاقتيادها إلى بركة مياه راكدة في مُحاولة لغسلها وتطهيرها من سُميّات المبيد الحشري قبيل نفوقها، الأمر الذي تسبّب بدوره في تعرُّض )16( من أفراد الأسرة للتسمُّم الحاد، بعضهم حالتهم خطرة للغاية، وتم نقلهم جميعاً إلى مستشفى الضعين التعليمي لتلقي والعلاج.
أثارت الحادثة هلع المواطنين، غير أن البعض انتقد غياب السُّلطات الرسمية عن الحدث، مَا اعتبره البعض أنّ المُواطن هو الحلقة الأضعف في سُلّم اهتمام السُّلطات.