الخميس 7 أكتوبر 2021 - 21:11
اسماء جمعة تكتب: مخاوف شعبية من الخلايا الإرهابية !


خلال أسبوعين داهمت السلطات عددا من الخلايا الإرهابية، قالت إنها تتبع لداعش،في أول عملية تم القبض على ١١ عنصرا تحصنوا بشقق في حي جبرة والأزهري،ثم بحي الهدى بشرق النيل. حيث تم القبض على ثلاثة، ثم جاءت مداهمة خلية أخرى في حي جبرة قتل فيها 4 إرهابيين وقبض على آخرين.
في كل العمليات فقدت السلطات 6 من منسوبيها وعددا من الإصابات، العمليات قادها جهاز المخابرات بالتعاون مع الشرطة الأمنية،ومؤخرا تدخل الجيش والدعم السريع، فهما لديهما وهم أنهما يصلحان لكل المهام كالعادة.
ما يخصنا الآن هو حكاية الخلايا الإرهابية التي أصبحت تقلق مضجع أي مواطن، فاليوم حي جبرة والأزهري والهدى، وغدا لا أحد يعلم عددها ولا أين تتواجد.؟ ولذلك الجميع يسأل جهاز المخابرات ويريد الأجوبة الصادقة والمقنعة. فهل انفتح باب الجماعات الإرهابية في السودان؟.. هل هناك خلايا أخرى ستقوم السلطات بمداهمتها وستشهد العاصمة مزيدا من العمليات خلال الفترة القادمة؟.. ولماذا فتح جهاز المخابرات باب هذه العمليات الآن؟.. هل هناك تحركات لهذه الخلايا وتهديد؟.. إذا كان نعم، لماذا تحركت في هذا الوقت بالذات وظلت نائمة طيلة السنوات الماضية؟..فهي ليست جديدة في السودان بل مستوطنة منذ عهد النظام المخلوع ؟.. وهل ستقف هذه الخلايا مكتوفة الأيدي تنتظر مصيرهاأم ستتصرف لحماية نفسها؟.. ثم لماذا لا يتم طردها أو تسليم مكوناتها إلى بلدانهم بهدوء حتى نتجنب الخسارة؟ .
وكل ذلك يقودنا إلى سؤال أهم، ماذا تريد هذه الخلايا من تواجدها في السودان وهي في أغلبها أجانب وليس لها تأييد يذكر في السودان؟.. ثم كيف دخلوا؟.. ولماذا لم يتم توقيفهم منذ وقت مبكر؟.. ويفترض أن السلطات على علم بأسباب تواجد أي أجنبي في السودان،خاصة إذا كان يعيش منعما دون عمل يقوم به؟.. فهل الموضوع له علاقة بالحركة الإسلامية وهي من جاءت بهم بعد أن فروا من بلدانهم لتوظيفهم وقت الحاجة.؟
كل هذه الأسئلة يجب أن يجاوب عليها جهاز المخابرات بشفافية وصدق وأمانة، حتى يقتنع هذا الشعب أنه تغير وأصبح جهازا للشعب، وأن ما يقوم به من عمليات هو حرص على حماية البلد من خطر الإرهاب والإرهابيين،فالسكوت يعزز التفاسير التي تدينه.
بالأمس نقلت الصحف تصريحا لمدير جهاز المخابرات، قال فيه “نجدد العهد أن يظل السودان عصيا على الخلايا الإرهابية” على اعتبار على أنه عهد قديم،وعلى قول المثل )أسمع كلامك أصدقك أشوف عمايلك استعحب( ما دام العهد قديما، فكيف ومتى ولماذا تمكنت هذه الخلايا من دخول السودان وأقامت فيه سنوات ولم يتعرض لها أحد حتى اختلطت بالمجتمع، أليس هذا تقصير وفشل.؟
عموما هذه العمليات أظهرت أن جهاز المخابرات ما زال يعاني من عقليته القديمة، “ذهب أحمد وجاء حاج أحمد” مثل الجيش تماما، فهو ما زال يعمل بعدم شفافية ووضوح ويستخف بعقول الشعب السوداني الذي هو ملم بكل التفاصيل و)موفوتها له بمزاجه( لأنه هو صاحب الملعب ورغم ذلك ما زال ينتظرأن يطمئنه الجهاز ويكشف له كل حقيقة الخلايا الإرهابية،وليس أن يتركه يعيش القلق،فكل موقف إنما يكشف الطريق الذي يمضي فيه الجهاز .