الأربعاء 13 أكتوبر 2021 - 20:34

*لعل ادراك رئيس الوزراء لمهددات الانتقال واجراءه مشاورات واسعة بين شركاء الانتقالية من مكونات عسكرية ومدنية واطراف سلام مما ادى لإطلاق مبادرته الطريق الى الامام، وذلك من باب مسؤوليته الوطنية، داعيا الجميع لدعم الانتقال وازالة اسباب احتمالية قطع الطريق على الانتقال الديمقراطي.
*يومها كان العالمون ببواطن الامور يدركون المخاطر والصراعات والخلافات، لذلك عندما اطلقت المبادرة وتم التوافق على آلية وطنية بمثابة الساقين للمبادرة، وجد الامر اجماعا كبيرا لكن تسارع وتيرة الاحداث وحدوث السيناريوهات التي حذرت منها المبادرة والتي لم تحذر كان هو الطاغي في المشهد.
*المبادرة لم تنته صلاحيتها بل ان الحاجة لها اكبر الآن من أي وقت في ظل التعقيدات في المشهد السياسي وتمترس البعض وتعنت البعض، لكن من الواضح ان الآلية تحتاج الى هيكلة تجعلها اكثر فاعلية ومقدرة على تحقيق اهدافها الوطنية.
*القائمون على امر الآلية لعلهم يعون السيناريوهات الجاري تنفيذها، وكيف تتدفق المستجدات كل يوم بل كل ساعة، فعليهم ان يدركوا ان الآملين في التحول الديمقراطي والتنمية المستدامة لا يملكون ترف الوقت فالمؤامرات متعددة وقوى داخلية واقليمية تعمل على اعادة عقارب الساعة للوراء.
*بل ان الآلية من المأمول ان تلعب ادوارا اكبر في اقامة مؤتمر دستوري يجمع اهل السودان، ومؤتمر لشرق السودان لوأد فتنة مسار الشرق التي اشتعلت، وعاجلا وليس اجلا اقترح عليهم مؤتمر مائدة مستديرة يجمع شمل الفرقاء لللتواضع حول خارطة طريق للأمام وميثاق للدفاع عن الانتقال الديمقراطي.
*المبادرة والآلية التي تمخضت عنها تملك رافعة حكومية تعزز من دورها وتمكنها من إحداث اختراقات في الواقع الاليم، كما ان رمزية انتسابها الى رئيس الوزراء بما يملكه من قبول داخلي وخارجي تشكل عاملا مساعدا لنجاحها، واذ ما وفقت الآلية الوطنية في مسعاها ستجد دعم الشعب السوداني الذي يأمل في الانطلاق للمستقبل بعيدا عن الدائرة الخبيثة )ديمقراطية – انقلاب(. تلك الثنائية التي تبادلت في بلادنا سنين عدد.
*آخر قولي ان المبادرة فرصة اخيرة لجمع الشتات ودرع يقي من أي محاولة لقطع الطريق، ودرب للسلام والتنمية المستدامة، واقامة لمجلس تشريعي انتقالي، وممر نحو الاستحقاق الانتخابي النزيه وصندوق الاقتراع.