الأحد 17 أكتوبر 2021 - 20:34
سورة الأنبياء
‏آية 44
تفسير ابن كثير
بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلاء وَآبَاءَهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُون)44(
يقول تعالى مخبرا عن المشركين : إنما غرهم وحملهم على ما هم فيه من الضلال ، أنهم متعوا في الحياة الدنيا ، ونعموا وطال عليهم العمر فيما هم فيه ، فاعتقدوا أنهم على شيء .
ثم قال واعظا لهم أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها (اختلف المفسرون في معناه ، وقد أسلفناه في سورة" الرعد "، وأحسن ما فسر بقوله تعالى ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى وصرفنا الآيات لعلهم يرجعون (] الأحقاف : 27 [.
وقال الحسن البصري : يعني بذلك ظهور الإسلام على الكفر .
والمعنى : أفلا يعتبرون بنصر الله لأوليائه على أعدائه ، وإهلاكه الأمم المكذبة والقرى الظالمة ، وإنجائه لعباده المؤمنين; ولهذا قال أفهم الغالبون (يعني : بل هم المغلوبون الأسفلون الأخسرون الأرذلون .