الثلاثاء 19 أكتوبر 2021 - 17:55
سمية سيد يكتب: رائحة البارود


بدأ صراع المناصب بين مكونات الحكومة الانتقالية يتخذ أشكالاً أكثر خطورة مع تعذر أي حلول أو حتى وجود مؤشرات لإنهاء الأزمة.
بالأمس كون مجلس الوزراء في جلسة طارئة لجنة أسماها )خلية الأزمة( منوط بها التوصل الى اتفاق بين كافة الأطراف لمعالجة الأزمة السياسية الحالية والتي وصلت بالفعل الى طريق مسدود.
بيان مجلس الوزراء عقب الاجتماع جاء فضفاضاً لا يحمل أي قرارات حاسمة، بل ظل في ذات نهج التسويف للمشكلة بنفس طريقة المعالجة التي جاءت في خطاب رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك ليلة اعتصام القصر من مجموعة الميثاق الوطني الداعية الى حل الحكومة.
ذكرنا أن خارطة الطريق التي أعلن عنها حمدوك قدمت تشخيصاً سليماً للمشكلة لكنها لم تعلن عن آلية للحل، واضح أن خلية الأزمة التي أعلن عنها أمس اعتمدت كآلية لحل الأزمة لأنها مشكلة من نافذين في قوى الصراع السياسي. كما أنها جاءت بعد لقاءات بين حمدوك وكل من د. جبريل إبراهيم و مني أركو مناوي اللذان يشكلان ثقل حراك اعتصام القصر. أيضاً لقاؤه مع مجموعة نافذة في قوى الحرية والتغيير جناح المجلس المركزي، بجانب التيار الأقوى في الصراع وهو المكون العسكري..
بهذه التشكيلة المؤثرة يمكن لخلية الأزمة أن تصل الى حلول بشرط أن تكون هنالك إرادة وقناعة وتنازلات من جميع الأطراف. والأهم أن تصل الى الحلول المبتغاة في وقت وجيز جداً، بعيداً عن مماحكات عمل اللجان المعروف. خاصة وأن مجلس الوزراء لم يضع أي قيد زمني لعمل اللجنة.
إذا لم تصل )خلية الأزمة( الى حل في غضون يومين فقط لإنهاء الصراع السياسي فلا شك أن البلاد مرشحة لحالة من الفوضى والاقتتال ولربما حرب أهلية لا تبقي ولا تذر.
دخول القبائل والإدارات الأهلية والمشايخ والخلاوي. وقوى المجتمع المدني حلبة الصراع الحالي ينبئ بكارثة أمنية وشرخ اجتماعي كبير.
لقد تلاحظ وجود انقسام داخل بطون القبيلة الواحدة من خلال إعلان دعم باسم قبيلة معينة لتيار معبن، ليأتي شخص من قيادات الصف الأول لنفس القبيلة ينفي دعم القبيلة لذلك التيار.
هذا الصراع )المخدوم( سيتخذ شكلاً مغايراً ابتداءً من الخميس القادم. مع دخول الجناح الثاني لقوى الحرية والتغيير. وهو جناح كبير ذو تأثير كبير جداً على قوى الشباب ولا يمكن التقليل من درجة الفعل الذي يحدثه في الشارع.
حتى الآن لا تلوح في الأفق بوادر حل في ظل التعنت وانسداد الأفق السياسي. وتشدد كافة أطراف الصراع على مواقفها حرصاً على المواقع والمناصب وليس مصلحة البلاد أو من أجل القضايا الأساسية للشعب السوداني.
الوسط السياسي والإعلامي في ترقب لزيارة نائب المبعوث الأمريكي الذي وصل البلاد أمس لعله جاء يحمل التوجيهات والأوامر بحلول جاهزة، بعد فشل أبناء السودان في حل قضاياهم الداخلية.