الأربعاء 20 أكتوبر 2021 - 20:10
تقرير: فرح امبدة– 20 اكتوبر 2021م
من المتوقع أن تمتلئ شوارع العاصمة المثلثة، ومدن أخرى في البلاد، غداً الخميس، بالمتظاهرين المؤيدين للحكومة المدنية والمنادين بنقل السلطة للمدنيين في موعدها الذي حدّدته الوثيقة الدستورية، وتبارت الكيانات النقابية والحزبية المنضوية تحت لواء قوى إعلان الحرية والتغيير، في دعوة مناصريها، إلى الخروج للشوارع، ورفع الشعارات المؤيدة لمدنية الدولة.
ودعت شخصيات وطنية، وقادة رأي، الثوار ومنظمى المسيرات، إلى تجنب الدخول في مواجهات مع المجموعات التي نظمت ما بات يعرف بـ”اعتصام القصر” لأن ذلك يخدم أعداء الثورة، ومنذ وقتٍ مبكرٍ أمس نشرت قوات الشرطة أفرادها في مواقع عديدة من العاصمة وأغلقت بعض الشوارع، تحسباً لأي مصادمات.
وأعلنت أحزاب كانت متحالفة مع النظام المباد، نيتها الخروج في مسيرات مشابهة، احتفاءً بالذكرى )57( لثورة اكتوبر، الأمر الذي عمّق المخاوف من حدوث احتكاكات بين الطرفين.
وحفلت الأيام الماضية، باتصالات مكثفة بين كل الأطراف، وطرحت مبادرات عديدة، أبرزها مبادرة رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك، لوضع حد لحالة الاستقطاب، بيد أنها لم تثمر، وقد خلّفت الأزمة ندوباً لا تخطئها العين في جسد الشراكة بين المدنيين والعسكرين، وبين المدنيين أنفسهم، وعطلت دولاب الدولة في بعض جوانبه.
ومنذ صباح أمس “الأربعاء” امتلأت الشوارع والأسواق في مدن العاصمة الثلاث بالملصقات المنادية بالمشاركة في التظاهرات، كما امتلات بها مواقع التواصل الإجتماعي، لحث المناصرين على الخروج، وشهدت أحياء في الخرطوم مثل الكلاكلة وبري، وفي أم درمان مثل أبي روف والعباسية مواكب ليلية تمهيداً لموكب اليوم، وأعلن )11( كيان نقابي، بينهم لجنة الأطباء المركزية وتحالف المحامين ولجنة المعلمين وتجمعات الصحفيين والمهندسين ولجنة الصيادلة، مشاركتها في موكب الخميس، كما أعلنت الأحزاب مثل الأمة القومي، والمؤتمر السوداني والشيوعي، وتجمع الاتحاديين، مشاركتها في مواكب الخميس، وقالت في بياناتها إن الهدف من الموكب حماية الانتقال والتحول المدني الديمقراطي، والتصدي لأي انقلابات عسكرية أو مدنية أو صناعة الانفلات الأمني أو خنق الأوضاع الاقتصادية لإعاقة الانتقال.
ووجه القاضي السابق ومرشح قوى الحرية والتغيير لمنصب رئيس القضاء عبد القادر محمد أحمد، رسالة للثوار المشاركين في مسيرة الخميس، بعدم الاستجابة للاستفزازات المتوقع حدوثها والإلتزام بالسلمية “حتى في الشعارات وتجنب أي مسار يجمع بين مواكبهم والمعتصمين”.
وحوت الرسالة التي جاءت تحت عنوان ” أيها الثوار الحقيقيون خارج وداخل ميدان الاعتصام.. أرجوكم فقط أسمعوني”، حزمة من النصائح نادت بتفادي الاصطدام مع المجموعات الأخرى، ودعت للتفريق بين الذين يؤمنون بمدنية الدولة وسط المعتصمين في القصر، وبين الفلول وسطهم، ونبهت إلى خطورة حدوث اصطدام مع المتظاهرين المناوئين “لأن ذلك يخدم اهداف أعداء الثورة”.
وقال موجهاً حديثه للثوار: “نعلم شجاعتكم والسلمية التي هزمتم بها آلة البشير العسكرية، لكن الأمر هنا يختلف، فالموت وإحداث الفوضى هو الهدف الذي يرمي إليه أعداء الثورة، لأن ذلك يحقق أماني الشموليين وحاضنتهم”.
من جانبه، غرد عضو مجلس السيادة محمد حسن التعايشي من على حسابه في )تويتر( قائلاً: “إن 21 أكتوبر ليس اختباراً لإرادة الشعب، وإنّما تأكيد الالتزام بمبادئ ثورة ديسمبر ومطلوبات الانتقال”، وأضاف: “في مقدمة المطلوبات الالتزام بالوثيقة الدستورية، والربط المحكم بين بناء جيش وطني واحد والانتقال المدني الديمقراطي”.
ومساء الثلاثاء، نظمت قيادات الحرية والتغيير، مهرجاناً سياسياً في مدني عاصمة ولاية الجزيرة، والتي يتوقع أن تماثل الخرطوم في موكبها الخميس، ووسط دوي الهتافات، قال ياسر عرمان القيادي في الحركة الشعبية- شمال والمستشار السياسي لرئيس لوزراء، إن الرهان وقع على مدينة مدني التي ستعلن أكبر خروج في تظاهرة 21 أكتوبر، وفاءً لدماء الشهداء وتاريخها الطويل في مقارعة الديكتاتوريات، وأضاف: “نحن على موعد مع صناعة التاريخ ومع حلاقة رأس الفلول، نحن لن نتخلى عن أهــداف شعبنا وهــذه المعركة التي بدأناها ولن تحل الحكومة الا بارادة الشعب”.
من جهته، قال وزير شؤون مجلس الوزراء، خالد عمر يوسف، إن الشمولية هذه الأيام ظنت أن الشعب قد مات وأن الردة ممكنة، لكن الشعب قال بأن الردة مستحيلة، وأكد أن الثورة الآن في مفترق طرق وفي تنازع بين قوتين، وأن المعركة محسومة لمصلحة قوى الثورة والتحول الديموقراطي.
إلى ذلك، غرد عضو تجمع المهنيين أمجد فريد قائلاً: “أهم الترتيبات والاستعدادات التي نحتاجها الحرص الكامل على السلمية وعلى تفادي العنف والاحتكاك والاصطدام بأي أحد في أي تحرك جماهيري في الشارع”، وأضاف: “كثيرون يريدون أن يجروا مسار الثورة إلى محطة العنف والعنف المضاد، وإعلان حالة طوارئ تبرر الانقلاب، أو تحاول صناعة مجزرة جديدة موازية لمجزرة فض الاعتصام، فيها يتوزع الدم بين الفاعلين السياسيين المختلفين”.
ولا يستبعد خبراء أمنيون حدوث صدامات بين المتظاهرين والشرطة من جهة وبينهم وبين المعتصمين أمام القصر، وتوقع الخبير الإستراتيجي اللواء أمين إسماعيل بحسب )الجزيرة. نت(، أن يخرج الآلاف من الناس إلى الشوارع، وأن الحشد سيكون كبيراً جداً، خاصةً بعد أن سمحت السلطات للتيار المناوئ بتنظيم اعتصامه أمام القصر دون تدخل، وقال إن منع هذه الحشود من الوصول إلى القصر سيؤدي إلى اشتباك مع القوات النظامية، وإنه حال سُمح لها بالمرور فستصطدم مع المجموعة الموجودة بالمحيط. لذلك، توقّع يوماً مليئاً بالصراعات والأحداث العنيفة.
ويتوقع ضابط الشرطة المتقاعد عمر عثمان، حدوث صدامات قد تؤدي لسقوط ضحايا في حال تقاطعت مسيرات المحتجين من طرفي الخلاف في “الحرية والتغيير” خاصةً وأن منظمي المسيرات من الشباب يشعرون بغبن حاد، ليس تجاه المكون العسكري فقط، وإنما حيال الحكومة المدنية التي لم تكن بمستوى طموحاتهم، لافتاً بحسب )الجزيرة. نت(، إلى أن “حالة الحماس الزائد في الاستعداد ليوم غدٍ تعزِّز من احتمالات الصدام”.
تقرير: فرح امبدة– 20 اكتوبر 2021م
من المتوقع أن تمتلئ شوارع العاصمة المثلثة، ومدن أخرى في البلاد، غداً الخميس، بالمتظاهرين المؤيدين للحكومة المدنية والمنادين بنقل السلطة للمدنيين في موعدها الذي حدّدته الوثيقة الدستورية، وتبارت الكيانات النقابية والحزبية المنضوية تحت لواء قوى إعلان الحرية والتغيير، في دعوة مناصريها، إلى الخروج للشوارع، ورفع الشعارات المؤيدة لمدنية الدولة.
ودعت شخصيات وطنية، وقادة رأي، الثوار ومنظمى المسيرات، إلى تجنب الدخول في مواجهات مع المجموعات التي نظمت ما بات يعرف بـ”اعتصام القصر” لأن ذلك يخدم أعداء الثورة، ومنذ وقتٍ مبكرٍ أمس نشرت قوات الشرطة أفرادها في مواقع عديدة من العاصمة وأغلقت بعض الشوارع، تحسباً لأي مصادمات.
وأعلنت أحزاب كانت متحالفة مع النظام المباد، نيتها الخروج في مسيرات مشابهة، احتفاءً بالذكرى )57( لثورة اكتوبر، الأمر الذي عمّق المخاوف من حدوث احتكاكات بين الطرفين.
وحفلت الأيام الماضية، باتصالات مكثفة بين كل الأطراف، وطرحت مبادرات عديدة، أبرزها مبادرة رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك، لوضع حد لحالة الاستقطاب، بيد أنها لم تثمر، وقد خلّفت الأزمة ندوباً لا تخطئها العين في جسد الشراكة بين المدنيين والعسكرين، وبين المدنيين أنفسهم، وعطلت دولاب الدولة في بعض جوانبه.
ومنذ صباح أمس “الأربعاء” امتلأت الشوارع والأسواق في مدن العاصمة الثلاث بالملصقات المنادية بالمشاركة في التظاهرات، كما امتلات بها مواقع التواصل الإجتماعي، لحث المناصرين على الخروج، وشهدت أحياء في الخرطوم مثل الكلاكلة وبري، وفي أم درمان مثل أبي روف والعباسية مواكب ليلية تمهيداً لموكب اليوم، وأعلن )11( كيان نقابي، بينهم لجنة الأطباء المركزية وتحالف المحامين ولجنة المعلمين وتجمعات الصحفيين والمهندسين ولجنة الصيادلة، مشاركتها في موكب الخميس، كما أعلنت الأحزاب مثل الأمة القومي، والمؤتمر السوداني والشيوعي، وتجمع الاتحاديين، مشاركتها في مواكب الخميس، وقالت في بياناتها إن الهدف من الموكب حماية الانتقال والتحول المدني الديمقراطي، والتصدي لأي انقلابات عسكرية أو مدنية أو صناعة الانفلات الأمني أو خنق الأوضاع الاقتصادية لإعاقة الانتقال.
ووجه القاضي السابق ومرشح قوى الحرية والتغيير لمنصب رئيس القضاء عبد القادر محمد أحمد، رسالة للثوار المشاركين في مسيرة الخميس، بعدم الاستجابة للاستفزازات المتوقع حدوثها والإلتزام بالسلمية “حتى في الشعارات وتجنب أي مسار يجمع بين مواكبهم والمعتصمين”.
وحوت الرسالة التي جاءت تحت عنوان ” أيها الثوار الحقيقيون خارج وداخل ميدان الاعتصام.. أرجوكم فقط أسمعوني”، حزمة من النصائح نادت بتفادي الاصطدام مع المجموعات الأخرى، ودعت للتفريق بين الذين يؤمنون بمدنية الدولة وسط المعتصمين في القصر، وبين الفلول وسطهم، ونبهت إلى خطورة حدوث اصطدام مع المتظاهرين المناوئين “لأن ذلك يخدم اهداف أعداء الثورة”.
وقال موجهاً حديثه للثوار: “نعلم شجاعتكم والسلمية التي هزمتم بها آلة البشير العسكرية، لكن الأمر هنا يختلف، فالموت وإحداث الفوضى هو الهدف الذي يرمي إليه أعداء الثورة، لأن ذلك يحقق أماني الشموليين وحاضنتهم”.
من جانبه، غرد عضو مجلس السيادة محمد حسن التعايشي من على حسابه في )تويتر( قائلاً: “إن 21 أكتوبر ليس اختباراً لإرادة الشعب، وإنّما تأكيد الالتزام بمبادئ ثورة ديسمبر ومطلوبات الانتقال”، وأضاف: “في مقدمة المطلوبات الالتزام بالوثيقة الدستورية، والربط المحكم بين بناء جيش وطني واحد والانتقال المدني الديمقراطي”.
ومساء الثلاثاء، نظمت قيادات الحرية والتغيير، مهرجاناً سياسياً في مدني عاصمة ولاية الجزيرة، والتي يتوقع أن تماثل الخرطوم في موكبها الخميس، ووسط دوي الهتافات، قال ياسر عرمان القيادي في الحركة الشعبية- شمال والمستشار السياسي لرئيس لوزراء، إن الرهان وقع على مدينة مدني التي ستعلن أكبر خروج في تظاهرة 21 أكتوبر، وفاءً لدماء الشهداء وتاريخها الطويل في مقارعة الديكتاتوريات، وأضاف: “نحن على موعد مع صناعة التاريخ ومع حلاقة رأس الفلول، نحن لن نتخلى عن أهــداف شعبنا وهــذه المعركة التي بدأناها ولن تحل الحكومة الا بارادة الشعب”.
من جهته، قال وزير شؤون مجلس الوزراء، خالد عمر يوسف، إن الشمولية هذه الأيام ظنت أن الشعب قد مات وأن الردة ممكنة، لكن الشعب قال بأن الردة مستحيلة، وأكد أن الثورة الآن في مفترق طرق وفي تنازع بين قوتين، وأن المعركة محسومة لمصلحة قوى الثورة والتحول الديموقراطي.
إلى ذلك، غرد عضو تجمع المهنيين أمجد فريد قائلاً: “أهم الترتيبات والاستعدادات التي نحتاجها الحرص الكامل على السلمية وعلى تفادي العنف والاحتكاك والاصطدام بأي أحد في أي تحرك جماهيري في الشارع”، وأضاف: “كثيرون يريدون أن يجروا مسار الثورة إلى محطة العنف والعنف المضاد، وإعلان حالة طوارئ تبرر الانقلاب، أو تحاول صناعة مجزرة جديدة موازية لمجزرة فض الاعتصام، فيها يتوزع الدم بين الفاعلين السياسيين المختلفين”.
ولا يستبعد خبراء أمنيون حدوث صدامات بين المتظاهرين والشرطة من جهة وبينهم وبين المعتصمين أمام القصر، وتوقع الخبير الإستراتيجي اللواء أمين إسماعيل بحسب )الجزيرة. نت(، أن يخرج الآلاف من الناس إلى الشوارع، وأن الحشد سيكون كبيراً جداً، خاصةً بعد أن سمحت السلطات للتيار المناوئ بتنظيم اعتصامه أمام القصر دون تدخل، وقال إن منع هذه الحشود من الوصول إلى القصر سيؤدي إلى اشتباك مع القوات النظامية، وإنه حال سُمح لها بالمرور فستصطدم مع المجموعة الموجودة بالمحيط. لذلك، توقّع يوماً مليئاً بالصراعات والأحداث العنيفة.
ويتوقع ضابط الشرطة المتقاعد عمر عثمان، حدوث صدامات قد تؤدي لسقوط ضحايا في حال تقاطعت مسيرات المحتجين من طرفي الخلاف في “الحرية والتغيير” خاصةً وأن منظمي المسيرات من الشباب يشعرون بغبن حاد، ليس تجاه المكون العسكري فقط، وإنما حيال الحكومة المدنية التي لم تكن بمستوى طموحاتهم، لافتاً بحسب )الجزيرة. نت(، إلى أن “حالة الحماس الزائد في الاستعداد ليوم غدٍ تعزِّز من احتمالات الصدام”.