الأربعاء 4 أغسطس 2021 - 18:43

بقلم/ صبري محمد علي (العيكورة)


فى تغريدة بالامس لرئيس الوزراء اوردتها [ الانتباهة اونلاين] انه ودع السفيرة الفرنسية بالخرطوم بمناسبة انتهاء فترة عملها بالسودان والتى امتدت لاربع سنوات . حمدوك بالمرة طلب من الهانم (ايمانويل بلاتمان) ان تعكس صورة (سودان الثورة المشرق والملئ بالامل) فى محطات عملها الخارجية القادمة ! أي والله ده كلام الرجل ! (الزول) ده مازال يصر ان هناك سودان مشرق وملئ بالامل وهنا (برأيي) تكمن مشكلة الفترة الانتقالية .
من يقنع هؤلاء ان (شغلهم ده غلط) افقرتم الشعب و اوجعتم الامة و رهنتم الارادة الوطنية للوطن . من يقنعهم انهم مهما دفعوا فلن ترضي عنهم اليهود ولا النصاري . من يقنع هؤلاء ان امامهم ثلاثة سنوات حتى يقرر الغرب فيما اذا استحق السودان ان يكون رجلاً محترماً فى العالم ام لا . من يقنع حمدوك وصحبة ان البقاء فى هذا العالم المتوحش للقوي المؤمن الموقن بأن (و فى السماء رزقكم و ما توعدون) من يقنعهم ان ماحك جلدك مثل ظفرك . السيد حمدوك المعجب بالغرب لم ينسي وهو يودع (الولية) الفرنسية ان يوصيها ان تترفق بالسودان خيراً امام المحافل الدولية وتحدثهم عن سودان مشرق ! والله انه لزمن المهازل يا هذا عن اى شراق حسياً او معنوياً تتحدث الكهرباء يا تري ام وضاءة الوجوه النيرة المترعة شبعاً وصحة . عن اى اشراق يا رجل تتحدث ومات الناس فى عهدكم امام ابواب المستشفيات المغلقة عن اى اشراق وقد قدمتم المواطن قرباناً رخيصاً لروشتة البنك الدولي فلم تبقوا له لحماً يستر عظماً ولا لبساً يستر ما تبقى من هياكل وجماجم . عن اى اشراق تتحدث و مئات الجنيهات هى ثمن لعشرة رغيفات تحول بينها وبين البطون الجائعة . يا اخي استحي وليتك ودعتها صامتاً كعهدنا بك ولم تتفوه بهذه الكلمات المستفزة للشعب وصبره . قال ملئ بالامل !.
المقارنة مستحيلة يا سيدي و القواسم معدومة بينكم وبين سلفكم (الكيزان) . وتلفت ان شئت لاي سلعة بجاوركم واسال عن سعرها كم كان واين اصبح فى عهدكم الزاهر ! لا تقل سنعبر وسننتصر ! ستعبر بماذا بهياكل عظمية ام بخمسة دولارات (ثمرات) المذلة . يا سيدي كل حكومتك ارتحلت اسرها لقاهرة المعز وما وزرائك الا مغتربون فى حكومة السودان يعودون لاسرهم كل شهر او شهرين ! هل سألتهم لماذا ذهبتم باسركم الى المنافى الاختيارية الخارجية ؟ سيقولون لك الكهرباء والتعليم والعلاج اليس كذلك إذاً من تحكم انت يا سيدي؟ فقراء السودان الذين لا يملكون قيمة تذكرة السفر ؟ يا سيدي وقفت عاجزاً عن استنهاض الطاقات وقفت عاجزاً امام ثرواتنا الطبيعية وقفت عاجزا ان تدير مستشفي واحداً ناهيك ان تنشئه . وقفت عاجزاً ان تكمل عاماً دراسياً حتى نهايته يا سيدي انت وقفت عاجزاً حتى امام كلماتك فلم يعد يصدقك احداً تعين المجلس التشريعي والولاة اين وعدك الذى قطعت فى مبادرتك ! اتحسب ان للشعب ذاكرة اسماك لا تختزن ما تسمع؟
يا سيدي لقد اشبعتنا ذلاً وغبناً وهواناً فارحل وحكومتك افسح المجال لغيرك فالدولار لن يحول بينك وبين الله يوم ذاك ولن يقيك دعوات المظلومين والمطحونين جوعاً فى هذا الوطن .
قبل ما انسي : ــــ
ولن نمل من ترديد ابيات من قصيدة الشاعر السعودي ابن القنفذة احمد محمد حلواني الملقب ب (مُتنبي العصر) التي يقول فيها عن السودان : ـــ
فإن أتيتَ الي (الخُرطوم) في شغف رأيت فيها العُلا يسمو علي الشُهَبِ
تَسْمُو الفضائلُ في السودان شامخةً كما سَمَت من جمال الروحِ لا الحَسْبِ
فأهلُها أهلُ جودٍ ما له شبهٌ و نارُهم تشتكي من كَثرةِ الحَطْبِ
هُمْ أهلُ جُودٍ و أخلاقٍ و مَكْرمة و أهَلُ صِدقٍ و أهلُ الدِين و الأدبِ
لا يَحْمِلُون إذاً حِقداً ولا حَسَداً و لا يَشْترونَ عُقولَ الناسِ بالكْذبِ
و يَملكُون عُقُولاً طَاب مَنْطِقُها عند الشّدائدُ و الأحْزانُ و الغَضَبِ
فليت حكومتنا تدرك اولاً أي شعب تريدُ ان تحكم !