الأحد 24 أكتوبر 2021 - 21:34
عقب إغلاق  )39(  يوماً.. التهديد باللجوء لطرف أجنبي لإدارة الميناء..كرت ضغط جديد ..!!


الخرطوم: هنادي-هالة- نجلاء
بدأ رئيس المجلس الأعلى لكيانات شرق السودان محمد الأمين ترك استخدام كروت ضغط على الحكومة أكثر فعالية لعلها ترضخ الحكومة لمطالبة وعلى خلفية إعلان الحكومة اللجوء لمنافذ جديدة وموانئ بديلة لتغطية إحتياجات البلاد من السلع هدد ترك باللجوء إلى دول إقليمية لتشغيل ميناء بورتسودان! في حال تجاهلت الحكومة حل قضية الشرق والاستعاضة عن ميناء بورتسودان بموانئ أخرى تابعة لدول مجاورة، وقال ترك في تصريح صحفي )الأربعاء( الماضي أن الحكومة في حال تجاهلت قضية الشرق وذهبت إلى موانئ جديدة فهو أمر بمثابة عربون للإنفصال.
ويضم عدة موانئ متخصصة متمثلة في الميناء الجنوبي وهو مخصص للحاويات، والميناء الشمالي ويستخدم كمنفذ رئيسي لاستيراد السلع الاستراتيجية مثل الوقود والقمح والسكر، وميناء بشائر الخاص بعمليات تصدير نفط دولة جنوب السودان، بالإضافة إلى ميناء سواكن وهو مخصص لنقل المسافرين وصادرات الماشية.
وتزداد أهمية الميناء بأنه المنفذ البحري الوحيد للسودان، وتستخدمه أيضاً بعض دول شرق إفريقيا الحبيسة مثل إثيوبيا وجنوب السودان، كما تخطط الحكومة السودانية إلى إقناع دول أخرى مثل تشاد وأوغندا باستخدام الميناء.
مزايدة سياسية
السؤال الذي يطرح نفسه هل يتسنى لزعيم البجا تنفيذ ما لوح به من تهديد ليجيب مدير هيئة الموانئ البحرية السابق كابتن أونور سلطان باستحالة حدوث ذلك مؤكداً بأن اللجوء لدول إقليمية لتشغيل الميناء أمر مستحيل ،مبيناً أنه يوجد عدد ١٣ الف شاحنة صادر وارد وهذا يحتاج إلى إمكانيات لوجستية، وجزم في حديثه لـ) الإنتباهة ( بأن السودان ليس له أي )برتكول( تجاري يمنح الاإزدواج الضريبي بين السودان ومصر، وأضاف تم عمل تجارب مماثلة ولكنها لم تنجح وقال أن الإتجاه لموانئ جديدة مزايدة وحديث سياسي ليس إلا، لافتاً إلى أن قضية الشرق مطالبها محددة آملاً أن يتم حلها، وأضاف بالتأكيد إغلاق الشرق أثر على كافة مجريات الحياة في كل الولايات بما فيها بورتسودان وتسبب في إحداث خسائر كبيرة جداً .
جسم شعبي..
ويتفق معه مصدر رفيع بتحالف الشرق فضل حجب اسمه لـ)الإنتباهة( بأنه لا يوجد أي إتجاه لدول إقليمية ولا مجال لذلك وان ترك لا يحق له بالتعامل مع دول خارجية إلا عبر القنوات الرسمية لأنه جسم شعبي ،وأضاف لا أعتقد أن ترك لجأ إلى دول إقليمية،وكشف عن إجتماع يعقد اليوم لمجلس البجا لتحديد الرؤية بشأن إغلاق الشرق أما مزيد التصعيد أو إيقافه .
ردة فعل
ويقول المهندس بالميناء وعضو نقابي سابق سامي حسن لـ)الإنتباهة( إن ما يقدمه ترك هي مقترحات ولم يتم إتخاذ قرارات بصددها، لافتاً إلى أن كل مقترح يضع تحت الدراسة من قبل مختصين وباحثين، وأضاف أن ترك يعمل لمصلحة البلاد وأهالي إقليم الشرق مطالباً بحقوقهم ولهم مطالب مشروعة، ووصف سامي ترك بالرجل الواعي والمنطقي ولكن ما أطلق عليه بإتهام الجهل شيطنته وأخرجت منه الرجل المتحدي والمتمسك بمطالبه ومصلحة إقليمه، وقال أن القبائل ببورتسودان متحدة وليس هناك خلاف بداخلها وأن حدث خلاف بسيط يتم تصعيده جهات أخرى ، وقال فيما يتعلق بطرح ميناء بورتسودان لا أتوقع أن يتعامل ترك مع الإمارات ولن يكون عميلاً في يوم ما ضد بلاده . ولكن ما صرح به هو رده فعل لعدم وجود حوار وتفاوض واضح يصب في مصلحة البلاد وإقليم الشرق .
وأكد أن الميناء الجنوبي متوقف بشكل كامل وأن الميناء الشمالي على أعتاب الإغلاق، مشيراً إلى إمتلاء المخازن بالبضائع خاصةً )القمح، الفول السوداني(، وأفاد في حديثه لـ )الإنتباهة( أن على الحكومة الجلوس مع أهل الشرق لجهة أن مطالبهم مشروعة ومنطقية، وتوقع سامي عدم لجوء ترك لمصر أو الإمارات لتشغيل الميناء حسب الأحداث الماضية بأن الإمارات تحاول استغلال الميناء لصالحها الخاص، وأفاد أنه حال لجأ ترك لدول إقليمية لتشغيل الميناء سينعكس بصورة سلبية على الإقتصاد لجهة فقد البلاد للجانب الاستراتيجي والأمني، وقال ليس من المنطقي أن تتحكم دولة مثل الإمارات في السلع التي يمكن أن تدخل البلاد مما أدى لرفض السودان تصرف أية دولة في الميناء.
ركوب رأس
ولعل ترك إعتمد في نجاح كرته على إتفاق الجميع بأن ميناء بورتسودان بات في الآونة الأخيرة حلبة للتنافس الدولي والإقليمي بغرض تحقيق أهداف سياسية وإقتصادية وأمنية واستراتيجية. وزادت الأهمية بعد بروز ما يعرف بمكافحة الإرهاب العابر للقارات وحماية أمن البحر الأحمر الذي يعبر منه حوالي 20 %من التجارة العالمية و30%من تجارة النفط حيث يعتبر ميناء بورتسودان الميناء الرئيسي في السودان،ولفت المحلل الإقتصادي د. عبدالعظيم المهل لـ)الإنتباهة ( إلى أنه إن تم طرح الميناء لدول إقليمية فهناك كثير من الدول لها المصلحة مثل مصر السعودية والإمارات وأمريكا وغيرها ،مبيناً أن مشكلة الشرق لا حل لها سوى التفاوض الجاد وعلى أعلى المستويات ولن يجدي فيها ركوب الرأس ولن يحل عقداً، وأضاف يفترض أن يتم تنازل من قبل الطرفين فلاشك أن للشرق قضية قوية ولهم حقوق يجب أن يأخذوها مثلهم مثل غيرهم من الولايات، وأضاف أن السودان مترامي الأطراف ولا يمكن أن يحكم برأي وقرار من شخص واحد ويتطلب الأمر ضرورة الحوار والجدية في الحل،مشدداً على أهمية استبعاد الدول الخارجية وقال أن الحل بأيدينا نحن فلماذا نستنجد بدول أخرى .
وكشف رئيس اللجنة التسييرية بالميناء عبود الشربيني ، بأن هناك دولاً لديها أطماع على ساحل البحر الأحمر من ضمنها دول عربية، دامغاً بالقول يحب أن تحل جميع الإشكالات بالداخل وعدم اللجوء إلى دول أخرى. ويجب أن لا تمر عبر مسارات وهمية. وقطع بأن ذلك سبب رفضهم لمسار الشرق الذي قال أنه تمت رعايته من بعض الدول العربية ،وجزم أن ميناء بورتسودان هو ميناء لكل السودان ولن يكون هناك أي بديل له ، واستنكر إتجاه الحكومة لميناء العين السخنة قائلاً: لماذا تدخل هذه الأموال في ميزانية دولة أخرى وجزم بالقول لا نريد خسارة الوطن، وأضاف فقط نريد تحقيق المطالب بعيداً عن القبيلة والجهوية .وشدد على أن تكون حكومة كفاءات وطنية دون الإنتماء للحزبية .
وقال الوارد خلال شهر أكثر من )20( الفاً إلى )30( ألف يورو كل هذا متوقف حالياً وأن عدداً كبيراً من البواخر إنسحبت، وأضاف لا نريد ضياع حقوق البلاد ولكن لدينا حقوق شرعية .
وحول الأوضاع بولاية بورتسودان قال الآن المخازن والصوامع ممتلئة و هنالك مخازن لديها أكثر من )20( سنة لم تدخل بها شحنة الآن بها كمية من القمح والسكر ، وأكد إكتفاء الشرق من كل الوارد وأن جوال السكر مابين )16( إلى )17( الف جنيه، كاشفاً عن تتريس في منطقة شمال الولاية وغربها لمزيد التصعيد بأطراف الولاية،ووصف التصريحات باللجوء لموانئ إقليمية بأنها كرت ضغط على الحكومة ولا يوجد بديل لموانئ بورتسودان إلا السوداني، مؤكداً أن آخر إحصائية للميناء الجنوبي تورد في اليوم )4450( الف يورو. وهذا المبالغ تدخل في ميزانية الدولة وليس لإنسان الشرق. وأضاف أن الإغلاق له أكثر من )37( يوماً وبالتالي هذه خسارة على الحكومة .
خسائر باهظة :
قال الناطق الرسمي باسم غرفة الوكلاء البحريين عماد هارون عن أن حديث رئيس المجلس الأعلى لكيانات شرق السودان محمد الأمين ترك عن التهديد باللجوء إلى دول إقليمية لتشغيل ميناء بورتسودان حال تجاهلت الحكومة حل قضية الشرق والاستعاضة عنه بموانئ أخرى منطقي ويفترض على الحكومة الاستجابة له لجهة أن هناك مشكلة حقيقية في الشرق وهي تعرضه للظلم لسنوات طويلة ويجب حل قضيته وتساءل مستنكراً : ما الذي يمنع الحكومة من الجلوس معه ، وتابع قائلاً : لاتوجد مشكلة ليس لها حل ويجب أن يتم الجلوس مع أهالي شرق السودان دون عناد لجهة أن إغلاق الشرق استمر لأكثر من شهر وهذا الأمر سينعكس سلباً على جميع المستويات سواءً إقتصادية أو سياسية ، وذكر حسب قوله بأن حديث ترك جاء نتيجة لتجاهل الحكومة لقضية الشرق الأمر الذي جعله يلجأ لهذا الأسلوب، وأضاف قائلاً : )كل الناس لديهم مطالب وهذه مطالب أهل الشرق ويجب الاستجابة لها ولا لازم نشيل سلاح ذي ناس دارفور عشان الحكومة تجلس معانا ولو كان ده شرط الحكومة نحن كمان حانشيل سلاح(، وتوقع عماد في حديثه لـ )الإنتباهة( ان يلجأ لأي من الدول التي يمكن أن ترغب في تشغيل الميناء وأعتبر أن جميع الدول تحلم بتشغيل ميناء بورتسودان لصالحها، وطالب الحكومة بالجلوس مع أهل الشرق لجهة أن ميناء بورتسودان يعتبر رئة السودان، وقال أن مجلس السلام الأعلى يجب أن يسمع لترك وإعطاء فرصة للنقاش يمكن أن يتم الإتفاق على فترة ثلاثة أشهر أو أكثر لتشغيل الميناء ولكن بضمانات لحين الوصول لحلول مرضية من أجل الوطن، وأكد على أن المخاطر التي تأتي نتيجة إغلاق الميناء تمثل كوارث لجهة أنه بعد فتح الميناء سترتفع الأسعار بصفة مهولة لجهة استمرار إغلاق الميناء لأكثر من شهر وأي مورد يمتلك بضائع داخل الميناء يستوجب عليه دفع رسوم الخط الملاحي ورسوم الميناء حتى في حال أعفت الحكومة الرسوم التي تخصها فإن رسوم الخط الملاحي. لن يتم إعفاؤها بيد أنها رسوم باهظة وتساءل هل المورد سيقوم بدفعها من جيبه الخاص؟ وقال أنه سيتم دفعها من جيب المواطن، وقال أنه تم عقد إجتماع مع شركات الملاحة بيد أن أي خط ملاحة في السودان يقوم بالتنازل عن رسوم أرضيات )الفوائد( كتابة من تاريخ إغلاق الميناء إلى حين فتحها بشرط أن تعمل حكومة السودان على إعفاء رسوم أرضياتها لجهة أرضيات الخطوط أعلى من رسوم أرضيات الميناء وستعود على المواطن السوداني إذ أن أية جهة ترفض هذا المنحنى فإن غرفة التوكيلات ستعلن في الإعلام عن هذا الأمر، وأشار إلى أن هناك بضائع عديدة ستتعرض للتلف مثل الفول السوداني وغيرها من المواد، وهذه خسائر باهظة ستتحملها الدولة.