الأحد 28 نوفمبر 2021 - 5:41
سورة التكاثر
آية 8
تفسير ابن كثير
ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ )8(
وقوله :) ثم لتسألن يومئذ عن النعيم (أي : ثم لتسألن يومئذ عن شكر ما أنعم الله به عليكم ، من الصحة والأمن والرزق وغير ذلك . ما إذا قابلتم به نعمه من شكره وعبادته .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة ، حدثنا زكريا بن يحيى الخزاز المقري ، حدثنا عبد الله بن عيسى أبو خالد الخزاز ، حدثنا يونس بن عبيد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس أنه سمع عمر بن الخطاب يقول : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الظهيرة ، فوجد أبا بكر في المسجد فقال :" ما أخرجك هذه الساعة ؟ "قال : أخرجني الذي أخرجك يا رسول الله . قال : وجاء عمر بن الخطاب فقال :" ما أخرجك يا ابن الخطاب ؟ "قال أخرجني الذي أخرجكما . قال : فقعد عمر وأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثهما ، ثم قال :" هل بكما من قوة ، تنطلقان إلى هذا النخل فتصيبان طعاما وشرابا وظلا ؟ "قلنا : نعم . قال :" مروا بنا إلى منزل ابن التيهان أبي الهيثم الأنصاري ". قال : فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أيدينا ، فسلم واستأذن - ثلاث مرات - وأم الهيثم من وراء الباب تسمع الكلام ، تريد أن يزيدها رسول الله صلى الله عليه وسلم من السلام ، فلما أراد أن ينصرف خرجت أم الهيثم تسعى خلفهم ، فقالت : يا رسول الله ، قد - والله - سمعت تسليمك ، ولكن أردت أن تزيدنا من سلامك . فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم :" خيرا ". ثم قال :" أين أبو الهيثم ؟ لا أراه ". قالت : يا رسول الله ، هو قريب ذهب يستعذب الماء ، ادخلوا فإنه يأتي الساعة إن شاء الله ، فبسطت - بساطا تحت شجرة ، فجاء أبو الهيثم ففرح بهم وقرت عيناه بهم ، فصعد على نخلة فصرم لهم أعذاقا ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :" حسبك يا أبا الهيثم ". قال : يا رسول الله ، تأكلون من بسره ، ومن رطبه ، ومن تذنوبه ، ثم أتاهم بماء فشربوا عليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" هذا من النعيم الذي تسألون عنه "هذا غريب من هذا الوجه .
وقال ابن جرير : حدثني الحسين بن علي الصدائي ، حدثنا الوليد بن القاسم ، عن يزيد بن كيسان ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة قال : بينما أبو بكر وعمر جالسان ، إذ جاءهما النبي صلى الله عليه وسلم فقال :" ما أجلسكما هاهنا ؟ "قالا : والذي بعثك بالحق ما أخرجنا من بيوتنا إلا الجوع . قال :" والذي بعثني بالحق ما أخرجني غيره ". فانطلقوا حتى أتوا بيت رجل من الأنصار فاستقبلتهم المرأة ، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم :" أين فلان ؟ "فقالت : ذهب يستعذب لنا ماء . فجاء صاحبهم يحمل قربته فقال : مرحبا ، ما زار العباد شيء أفضل من شيء زارني اليوم . فعلق قربته بكرب نخلة وانطلق فجاءهم بعذق ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" ألا كنت اجتنيت "؟ فقال : أحببت أن تكونوا الذين تختارون على أعينكم . ثم أخذ الشفرة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" إياك والحلوب ؟ "فذبح لهم يومئذ ، فأكلوا . فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" لتسألن عن هذا يوم القيامة . أخرجكم من بيوتكم الجوع ، فلم ترجعوا حتى أصبتم هذا ، فهذا من النعيم ".
ورواه مسلم من حديث يزيد بن كيسان به ، ورواه أبو يعلى ، وابن ماجه من حديث المحاربي ، عن يحيى بن عبيد الله ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن أبي بكر الصديق به ، وقد رواه أهل السنن الأربعة ، من حديث عبد الملك بن عمير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، بنحو من هذا السياق وهذه القصة .
وقال الإمام أحمد : حدثنا سريج ، حدثنا حشرج ، عن أبي نصرة ، عن أبي عسيب - يعني مولى رسول الله - قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلا فمر بي ، فدعاني فخرجت إليه ، ثم مر بأبي بكر فدعاه فخرج إليه ، ثم مر بعمر فدعاه فخرج إليه ، فانطلق حتى أتى حائطا لبعض الأنصار ، فقال لصاحب الحائط :" أطعمنا ". فجاء بعذق فوضعه ، فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، ثم دعا بماء بارد فشرب ، وقال :" لتسألن عن هذا يوم القيامة ". قال : فأخذ عمر العذق فضرب به الأرض ، حتى تناثر البسر قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : يا رسول الله ، إنا لمسئول عن هذا يوم القيامة ؟ قال :" نعم ، إلا من ثلاثة : خرقة لف بها الرجل عورته ، أو كسرة سد بها جوعته ، أو جحر تدخل فيه من الحر والقر "تفرد به أحمد .
وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الصمد ، حدثنا حماد ، حدثنا عمار : سمعت جابر بن عبد الله يقول : أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رطبا ، وشربوا ماء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" هذا من النعيم الذي تسألون عنه ".
ورواه النسائي من حديث حماد بن سلمة] عن عمار بن أبي عمار ، عن جابر [به .
وقال الإمام أحمد : حدثنا أحمد : حدثنا يزيد ، حدثنا محمد بن عمرو ، عن صفوان بن سليم ، عن محمود بن الربيع قال : لما نزلت :) ألهاكم التكاثر (فقرأ حتى بلغ :) لتسألن يومئذ عن النعيم (قالوا : يا رسول الله ، عن أي نعيم نسأل ؟ وإنما هما الأسودان الماء والتمر ، وسيوفنا على رقابنا ، والعدو حاضر ، فعن أي نعيم نسأل ؟ قال أما إن ذلك سيكون " .
وقال أحمد : حدثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو ، حدثنا عبد الله بن سليمان ، حدثنا معاذ بن عبد الله بن خبيب ، عن أبيه ، عن عمه قال : كنا في مجلس فطلع علينا النبي صلى الله عليه وسلم وعلى رأسه أثر ماء ، فقلنا : يا رسول الله ، نراك طيب النفس . قال :" أجل ". قال : ثم خاض الناس في ذكر الغنى ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا بأس بالغنى لمن اتقى الله ، والصحة لمن اتقى الله خير من الغنى ، وطيب النفس من النعيم ".
ورواه ابن ماجه ، عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن خالد بن مخلد ، عن عبد الله بن سليمان به .
وقال الترمذي : حدثنا عبد بن حميد ، حدثنا شبابة ، عن عبد الله بن العلاء ، عن الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزم الأشعري قال : سمعت أبا هريرة يقول : قال النبي صلى الله عليه وسلم :" إن أول ما يسأل عنه - يعني يوم القيامة - العبد من النعيم أن يقال له : ألم نصح لك جسمك ، ونروك من الماء البارد ؟ ".
تفرد به الترمذي . ورواه ابن حبان في صحيحه ، من طريق الوليد بن مسلم ، عن عبد الله بن العلاء بن زير به .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة ، حدثنا مسدد ، حدثنا سفيان ، عن محمد بن عمرو ، عن يحيى بن حاطب ، عن عبد الله بن الزبير قال : قال الزبير : لما نزلت :)] ثم [لتسألن يومئذ عن النعيم (قالوا : يا رسول الله ، لأي نعيم نسأل عنه ، وإنما هما الأسودان التمر والماء ؟ قال :" إن ذلك سيكون ". وكذا رواه الترمذي وابن ماجه ، من حديث سفيان - هو ابن عيينة - به ، ورواه أحمد عنه ، وقال الترمذي : حسن .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو عبد الله الظهراني ، حدثنا حفص بن عمر العدني ، عن الحكم بن أبان ، عن عكرمة قال : لما نزلت هذه الآية :) ثم لتسألن يومئذ عن النعيم (قالت الصحابة : يا رسول الله ، وأي نعيم نحن فيه ، وإنما نأكل في أنصاف بطوننا خبز الشعير ؟ فأوحى الله إلى نبيه صلى الله عليه وسلم : قل لهم : أليس تحتذون النعال ، وتشربون الماء البارد ؟ فهذا من النعيم .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة ، حدثنا إبراهيم بن موسى ، أخبرنا محمد بن سليمان بن الأصبهاني ، عن ابن أبي ليلى - أظنه عن عامر - عن ابن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله :)] ثم [لتسألن يومئذ عن النعيم (قال :" الأمن والصحة ".
وقال زيد بن أسلم ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :) ثم لتسألن يومئذ عن النعيم (يعني : شبع البطون ، وبارد الشراب ، وظلال المساكن ، واعتدال الخلق ، ولذة النوم . رواه ابن أبي حاتم بإسناده المتقدم ، عنه في أول السورة .
وقال سعيد بن جبير : حتى عن شربة عسل . وقال مجاهد : عن كل لذة من لذات الدنيا . وقال الحسن البصري : نعيم الغداء والعشاء ، وقال أبو قلابة : من النعيم أكل العسل والسمن بالخبز النقي . وقول مجاهد هذا أشمل هذه الأقوال .
وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس :) ثم لتسألن يومئذ عن النعيم (قال : النعيم : صحة الأبدان والأسماع والأبصار ، يسأل الله العباد فيما استعملوها ، وهو أعلم بذلك منهم ، وهو قوله تعالى :) إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا (] الإسراء : 36 [.
وثبت في صحيح البخاري ، وسنن الترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، من حديث عبد الله بن سعيد بن أبي هند ، عن أبيه ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ ".
ومعنى هذا : أنهم مقصرون في شكر هاتين النعمتين ، لا يقومون بواجبهما ، ومن لا يقوم بحق ما وجب عليه ، فهو مغبون .
وقال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا القاسم بن محمد بن يحيى المروزي ، حدثنا علي بن الحسن بن شقيق ، حدثنا أبو حمزة ، عن ليث ، عن أبي فزارة ، عن يزيد بن الأصم ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ما فوق الإزار ، وظل الحائط ، وخبز ، يحاسب به العبد يوم القيامة ، أو يسأل عنه "ثم قال : لا نعرفه إلا بهذا الإسناد .
وقال الإمام أحمد : حدثنا بهز وعفان ، قالا : حدثنا حماد - قال عفان في حديثه : قال إسحاق بن عبد الله ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" يقول الله عز وجل - قال عفان : يوم القيامة - : يا ابن آدم ، حملتك على الخيل والإبل ، وزوجتك النساء ، وجعلتك تربع وترأس ، فأين شكر ذلك ؟ "تفرد به من هذا الوجه .
آخر تفسير سورة" التكاثر "] ولله الحمد والمنة [
ــــــــــــــــــ
الحديبة نيوز
.....
للاعلان بهذه المساحة واتساب
0919496619
سورة التكاثر
آية 8
تفسير ابن كثير
ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ )8(
وقوله :) ثم لتسألن يومئذ عن النعيم (أي : ثم لتسألن يومئذ عن شكر ما أنعم الله به عليكم ، من الصحة والأمن والرزق وغير ذلك . ما إذا قابلتم به نعمه من شكره وعبادته .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة ، حدثنا زكريا بن يحيى الخزاز المقري ، حدثنا عبد الله بن عيسى أبو خالد الخزاز ، حدثنا يونس بن عبيد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس أنه سمع عمر بن الخطاب يقول : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الظهيرة ، فوجد أبا بكر في المسجد فقال :" ما أخرجك هذه الساعة ؟ "قال : أخرجني الذي أخرجك يا رسول الله . قال : وجاء عمر بن الخطاب فقال :" ما أخرجك يا ابن الخطاب ؟ "قال أخرجني الذي أخرجكما . قال : فقعد عمر وأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثهما ، ثم قال :" هل بكما من قوة ، تنطلقان إلى هذا النخل فتصيبان طعاما وشرابا وظلا ؟ "قلنا : نعم . قال :" مروا بنا إلى منزل ابن التيهان أبي الهيثم الأنصاري ". قال : فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أيدينا ، فسلم واستأذن - ثلاث مرات - وأم الهيثم من وراء الباب تسمع الكلام ، تريد أن يزيدها رسول الله صلى الله عليه وسلم من السلام ، فلما أراد أن ينصرف خرجت أم الهيثم تسعى خلفهم ، فقالت : يا رسول الله ، قد - والله - سمعت تسليمك ، ولكن أردت أن تزيدنا من سلامك . فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم :" خيرا ". ثم قال :" أين أبو الهيثم ؟ لا أراه ". قالت : يا رسول الله ، هو قريب ذهب يستعذب الماء ، ادخلوا فإنه يأتي الساعة إن شاء الله ، فبسطت - بساطا تحت شجرة ، فجاء أبو الهيثم ففرح بهم وقرت عيناه بهم ، فصعد على نخلة فصرم لهم أعذاقا ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :" حسبك يا أبا الهيثم ". قال : يا رسول الله ، تأكلون من بسره ، ومن رطبه ، ومن تذنوبه ، ثم أتاهم بماء فشربوا عليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" هذا من النعيم الذي تسألون عنه "هذا غريب من هذا الوجه .
وقال ابن جرير : حدثني الحسين بن علي الصدائي ، حدثنا الوليد بن القاسم ، عن يزيد بن كيسان ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة قال : بينما أبو بكر وعمر جالسان ، إذ جاءهما النبي صلى الله عليه وسلم فقال :" ما أجلسكما هاهنا ؟ "قالا : والذي بعثك بالحق ما أخرجنا من بيوتنا إلا الجوع . قال :" والذي بعثني بالحق ما أخرجني غيره ". فانطلقوا حتى أتوا بيت رجل من الأنصار فاستقبلتهم المرأة ، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم :" أين فلان ؟ "فقالت : ذهب يستعذب لنا ماء . فجاء صاحبهم يحمل قربته فقال : مرحبا ، ما زار العباد شيء أفضل من شيء زارني اليوم . فعلق قربته بكرب نخلة وانطلق فجاءهم بعذق ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" ألا كنت اجتنيت "؟ فقال : أحببت أن تكونوا الذين تختارون على أعينكم . ثم أخذ الشفرة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" إياك والحلوب ؟ "فذبح لهم يومئذ ، فأكلوا . فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" لتسألن عن هذا يوم القيامة . أخرجكم من بيوتكم الجوع ، فلم ترجعوا حتى أصبتم هذا ، فهذا من النعيم ".
ورواه مسلم من حديث يزيد بن كيسان به ، ورواه أبو يعلى ، وابن ماجه من حديث المحاربي ، عن يحيى بن عبيد الله ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن أبي بكر الصديق به ، وقد رواه أهل السنن الأربعة ، من حديث عبد الملك بن عمير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، بنحو من هذا السياق وهذه القصة .
وقال الإمام أحمد : حدثنا سريج ، حدثنا حشرج ، عن أبي نصرة ، عن أبي عسيب - يعني مولى رسول الله - قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلا فمر بي ، فدعاني فخرجت إليه ، ثم مر بأبي بكر فدعاه فخرج إليه ، ثم مر بعمر فدعاه فخرج إليه ، فانطلق حتى أتى حائطا لبعض الأنصار ، فقال لصاحب الحائط :" أطعمنا ". فجاء بعذق فوضعه ، فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، ثم دعا بماء بارد فشرب ، وقال :" لتسألن عن هذا يوم القيامة ". قال : فأخذ عمر العذق فضرب به الأرض ، حتى تناثر البسر قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : يا رسول الله ، إنا لمسئول عن هذا يوم القيامة ؟ قال :" نعم ، إلا من ثلاثة : خرقة لف بها الرجل عورته ، أو كسرة سد بها جوعته ، أو جحر تدخل فيه من الحر والقر "تفرد به أحمد .
وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الصمد ، حدثنا حماد ، حدثنا عمار : سمعت جابر بن عبد الله يقول : أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رطبا ، وشربوا ماء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" هذا من النعيم الذي تسألون عنه ".
ورواه النسائي من حديث حماد بن سلمة] عن عمار بن أبي عمار ، عن جابر [به .
وقال الإمام أحمد : حدثنا أحمد : حدثنا يزيد ، حدثنا محمد بن عمرو ، عن صفوان بن سليم ، عن محمود بن الربيع قال : لما نزلت :) ألهاكم التكاثر (فقرأ حتى بلغ :) لتسألن يومئذ عن النعيم (قالوا : يا رسول الله ، عن أي نعيم نسأل ؟ وإنما هما الأسودان الماء والتمر ، وسيوفنا على رقابنا ، والعدو حاضر ، فعن أي نعيم نسأل ؟ قال أما إن ذلك سيكون " .
وقال أحمد : حدثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو ، حدثنا عبد الله بن سليمان ، حدثنا معاذ بن عبد الله بن خبيب ، عن أبيه ، عن عمه قال : كنا في مجلس فطلع علينا النبي صلى الله عليه وسلم وعلى رأسه أثر ماء ، فقلنا : يا رسول الله ، نراك طيب النفس . قال :" أجل ". قال : ثم خاض الناس في ذكر الغنى ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا بأس بالغنى لمن اتقى الله ، والصحة لمن اتقى الله خير من الغنى ، وطيب النفس من النعيم ".
ورواه ابن ماجه ، عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن خالد بن مخلد ، عن عبد الله بن سليمان به .
وقال الترمذي : حدثنا عبد بن حميد ، حدثنا شبابة ، عن عبد الله بن العلاء ، عن الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزم الأشعري قال : سمعت أبا هريرة يقول : قال النبي صلى الله عليه وسلم :" إن أول ما يسأل عنه - يعني يوم القيامة - العبد من النعيم أن يقال له : ألم نصح لك جسمك ، ونروك من الماء البارد ؟ ".
تفرد به الترمذي . ورواه ابن حبان في صحيحه ، من طريق الوليد بن مسلم ، عن عبد الله بن العلاء بن زير به .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة ، حدثنا مسدد ، حدثنا سفيان ، عن محمد بن عمرو ، عن يحيى بن حاطب ، عن عبد الله بن الزبير قال : قال الزبير : لما نزلت :)] ثم [لتسألن يومئذ عن النعيم (قالوا : يا رسول الله ، لأي نعيم نسأل عنه ، وإنما هما الأسودان التمر والماء ؟ قال :" إن ذلك سيكون ". وكذا رواه الترمذي وابن ماجه ، من حديث سفيان - هو ابن عيينة - به ، ورواه أحمد عنه ، وقال الترمذي : حسن .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو عبد الله الظهراني ، حدثنا حفص بن عمر العدني ، عن الحكم بن أبان ، عن عكرمة قال : لما نزلت هذه الآية :) ثم لتسألن يومئذ عن النعيم (قالت الصحابة : يا رسول الله ، وأي نعيم نحن فيه ، وإنما نأكل في أنصاف بطوننا خبز الشعير ؟ فأوحى الله إلى نبيه صلى الله عليه وسلم : قل لهم : أليس تحتذون النعال ، وتشربون الماء البارد ؟ فهذا من النعيم .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة ، حدثنا إبراهيم بن موسى ، أخبرنا محمد بن سليمان بن الأصبهاني ، عن ابن أبي ليلى - أظنه عن عامر - عن ابن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله :)] ثم [لتسألن يومئذ عن النعيم (قال :" الأمن والصحة ".
وقال زيد بن أسلم ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :) ثم لتسألن يومئذ عن النعيم (يعني : شبع البطون ، وبارد الشراب ، وظلال المساكن ، واعتدال الخلق ، ولذة النوم . رواه ابن أبي حاتم بإسناده المتقدم ، عنه في أول السورة .
وقال سعيد بن جبير : حتى عن شربة عسل . وقال مجاهد : عن كل لذة من لذات الدنيا . وقال الحسن البصري : نعيم الغداء والعشاء ، وقال أبو قلابة : من النعيم أكل العسل والسمن بالخبز النقي . وقول مجاهد هذا أشمل هذه الأقوال .
وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس :) ثم لتسألن يومئذ عن النعيم (قال : النعيم : صحة الأبدان والأسماع والأبصار ، يسأل الله العباد فيما استعملوها ، وهو أعلم بذلك منهم ، وهو قوله تعالى :) إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا (] الإسراء : 36 [.
وثبت في صحيح البخاري ، وسنن الترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، من حديث عبد الله بن سعيد بن أبي هند ، عن أبيه ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ ".
ومعنى هذا : أنهم مقصرون في شكر هاتين النعمتين ، لا يقومون بواجبهما ، ومن لا يقوم بحق ما وجب عليه ، فهو مغبون .
وقال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا القاسم بن محمد بن يحيى المروزي ، حدثنا علي بن الحسن بن شقيق ، حدثنا أبو حمزة ، عن ليث ، عن أبي فزارة ، عن يزيد بن الأصم ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ما فوق الإزار ، وظل الحائط ، وخبز ، يحاسب به العبد يوم القيامة ، أو يسأل عنه "ثم قال : لا نعرفه إلا بهذا الإسناد .
وقال الإمام أحمد : حدثنا بهز وعفان ، قالا : حدثنا حماد - قال عفان في حديثه : قال إسحاق بن عبد الله ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" يقول الله عز وجل - قال عفان : يوم القيامة - : يا ابن آدم ، حملتك على الخيل والإبل ، وزوجتك النساء ، وجعلتك تربع وترأس ، فأين شكر ذلك ؟ "تفرد به من هذا الوجه .
آخر تفسير سورة" التكاثر "] ولله الحمد والمنة [
ــــــــــــــــــ
الحديبة نيوز
.....
للاعلان بهذه المساحة واتساب
0919496619