الأحد 28 نوفمبر 2021 - 20:17

الخرطوم: هاجر سليمان
باتت تجارة وترويج مخدر )الآيس كريستال( والمخدرات المخلقة مثل الكوكايين والهيروين والأفيون تنتشر بصورة مكثفة حيث تنامت أعداد متعاطي مخدر )الآيس كريستال( الذي غزا أحياء الخرطوم وبعض من أم درمان وأجزاء متعددة مع استهداف أبناء الطبقات الثرية نسبة لارتفاع كلفة الجرعة والتي لا تتوفر لدى الفقراء ويتم استقطاب المشاهير من مختلف المجالات والإيقاع بهم من قبل )مافيا( عالمية مدربة على ممارسة تلك الأنشطة.
مخدرات واردة
قبيل نحو شهر أحبطت السلطات المصرية محاولة لتهريب كميات من الحبوب المخدرة )الترامادول( كانت في طريقها إلى داخل السودان وبلغت جملة المضبوطات نحو )19( مليون حبة وبلغ عدد المتهمين فيها نحو ثلاثة متهمين بينهم سودانيون أحدهم من قبائل اشتهرت بالتهريب والثالث من إحدى دول الجوار.
وحسب المعلومات الواردة فأن المتهمين الثلاثة قاموا بنقل شحنة حشيش ومقايضتها بشحنة حبوب مخدرة في مخطط يستهدف ترويجها وسط شباب أحياء محددة في العاصمة تعتبر من المناطق التي من الصعب اختراق شبابها نسبةً لأنها أحياء قديمة وعرف عنها أنها أسر محافظة لذلك قررت مجموعة من عصابات المخدرات استهداف تلك الأحياء وهي بعض من أحياء الجريف وجبرة والثورات إلا أن الكمية ضبطتها السلطات المصرية.
ذات العصابة عملت من قبل على إنفاذ مخطط يستهدف تفتيت شرق السودان حيث رصدت كميات كبيرة من الهيروين والكوكايين بالسواحل الشرقية ما أدى لارتفاع نسبة المتعاطين بولاية البحر الأحمر، وتشير المعلومات الواردة إلى رصد تحركات لعصابات مخدرات من جنسيات )نيجيرية ويمنية وسورية( متخصصة في تجارة وتهريب وترويج المخدرات وتم رصد طريقين يتم تسريب المخدرات عبرهما إلى السودان عن طريق السنابك القادمة من اليمن ويتم دفن البضاعة بالساحل والعودة لترحيلها حينما يكون الوقت آمناً وعن طريق الحدود بين كسلا والقضارف ويكون قادماً من دولة إثيوبيا.
مختبرات داخلية
وتشير المعلومات الواردة إلى انتشار كبير في مخدر )الآيس كريستال( الذي أصبح عبارة عن جريمة منظمة وتشير معلومات إلى احتمالية وجود مختبرات ومعامل لتركيبها داخل السودان وحسب المعلومات فأن السوريين المضبوطين يمارسون عمليات ترويج وتهريب )الآيس كريستال( وتوزيعه وتشير المعلومات إلى أن المتهم السوري الأخير تبين أنه تم إبعاده من إحدى الدول الخليجية كما أشارت المعلومات إلى رصد )3( سوريين تم إبعادهم من دولتين خليجيتين إلى السودان رغم أن سلطات تلك الدول تعلم تماماً أنهم متورطون في قضايا مخدرات. وأشارت المعلومات الواردة إلى أن هنالك دولاً خليجية باتت تتفق مع المتهمين وتطالبهم بالحصول على تأشيرة لدخول السودان دون أن تخطر السلطات السودانية بأن المتهمين المذكورين متورطون لديها في قضايا مخدرات.
وتشير المعلومات التي تحصلت عليها الصحيفة إلى أن الكوكايين والآيس كريستال الذي يتم تهريبه من السودان إلى السعودية يكون في الغالب خاما حيث تضاف إليه مواد كيمائية أخرى تزيد من وزنه ومن ثم يتم ترويجه هنالك وأشارت المعلومات إلى أن الهيروين يتم إنتاجه بأفغانستان بمناطق تقع تحت سيطرة حزب الله ويصل عن طريق الحوثيين إلى اليمن ومن ثم يتم تسريبه إلى السعودية والسودان كما أن هنالك نوعاً من الكوكايين يأتي من إثيوبيا حيث يصلها قادماً من البرازيل مباشرةً.
وتشير معلومات دقيقة تحصلت عليها )الإنتباهة( من مصادر مطلعة إلى رصد نحو )21( من تجار المخدرات الذين أبعدوا من دول خليجية مباشرةً إلى السودان بينهم عدد كبير من الأجانب وأشارت المعلومات الواردة إلى أنهم استغلوا في نقل مخدرات بحافز يتراوح مابين مليون ومائتين ومليونين حسب كمية الحمولة.
إحصائيات رسمية
وتشير المعلومات والإحصائيات التي تحصلت عليها )الإنتباهة( إلى أنه منذ يناير وحتى السابع من نوفمبر الجاري تم تقييد )8609( بلاغات في مواجهة )10381( متهماً تم خلالها ضبط ما يزيد عن )3( أطنان من الحشيش في عمليات نوعية نفذتها شرطة مكافحة المخدرات استهدفت أوكار ترويج وتخزين المخدرات وتمكنت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات من ضبط مخدرات مخلقة بلغت نحو )11( كيلو هيروين و)2.227( كيلو جراماس من الكوكايين بالإضافة إلى ضبط ما يربو عن )106( كيلو )آيس كريستال( ونحو )210.400( حبة من عقاقير الكبتاجون والترامادول والخرشة والآكسول وغيرها وبلغ جملة المضبوطين من الأجانب نحو )60( أجنبيا قدم بعضهم للمحاكمات ومازال بعضهم قيد التحريات بينهم )39( من رعايا جنوب السودان، )5( نيجيريين، )4( إثيوبيين، )4( مصريين، )4( سوريين بالإضافة إلى ضبط متهمين من جنسيات دول متعددة مثل اليمن وتشاد وباكستان وأريتريا.
وتشير المقارنات إلى إنخفاض كبير فى معدلات البلاغات والمضبوطات بفضل الخطط التي نفذتها الإدارة العامة لمكافحة المخدرات وذلك مقارنةً من نفس الفترة للعام الماضي حيث قيد في 2020م )12366( بلاغاً وبلغ جملة المتهمين الذين ألقي القبض عليهم في 2020م )15349( متهماً بينهم )19( أجنبياً من جنسيات عربية و)335( أجنبياً من جنسيات متفرقة كما تبين أن من بينهم )5( مزارعين و)348( تاجراً و)2608( مروجين بجانب )12187( متعاطياً وتبين أن من بين أولئك المتعاطين )318( طفلاً دون الثامنة عشرة و)574( من كبار السن الذين تجاوزت أعمارهم أربعين عاماً وبقية المتعاطين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و40 عاماً .
تلاحظ من خلال المعلومات الواردة أنه في شهور أكتوبر ونوفمبر تلاحظ وجود عصابات مسلحة حيث ضبطت الشرطة قطعتين )كلاشنكوف( وكمية من الذخيرة كما تلاحظ تنامي ظاهرة تعاطي الكوكايين والهيروين والآيس كريستال بالإضافة إلى )الكبتاجون( و)الترامادول(.
قبائل محددة ..
وكشف مدير العمليات بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات العميد د. خالد محمد نور بأن السودان كان في السابق دولة معبر للمواد التخليقية مثل الكوكايين والأفيون حيث كانت تعبر إلى دول الخليج، ووقتها لم يكن الشباب يتعاطون سوى البنقو فقط مشيراً إلى أن المخدرات التخليقية تهرب عن طريق مجموعات وشبكات محددة وتنشط في دول غرب وشرق إفريقيا وأن تلك الشبكات لديها وكالات تتعامل معها وتقوم بتجهيز مستنداتهم ويقوم أولئك العناصر بإعادة ضغط تلك المخدرات في أشكال بيضاوية حتى يسهل ابتلاعها.
وأشار العميد خالد إلى أن تلك المجموعات لديها مقار تقوم بإيوائهم في الخرطوم وتم رصد مجموعات منهم وتم تفكيك عدد من شبكاتهم وضبط كميات من الكوكايين والهيروين والأفيون والآيس كريستال مشيراً إلى أن بعضهم يصل البلاد عن طريق البر والبعض الآخر عن طريق المطار مشيراً إلى أنه يتم ضبطهم بموجب معلومات تتوافر لدى قوات المكافحة وأحياناً ترد معلومات حولهم من الدول العربية المستهدفة وفي بعض الأحايين ترد معلومات من بعض الدول الخليجية.
وأوضح العميد خالد بأنه مؤخراً ظهر مخدر الآيس وهو عبارة عن مركب خطير أساسه الأمفيتامينات ويتم تركيبه بإضافة مواد أخرى وبمواصفات معينة وأنه يأتي إلى السودان في كثير من الأحايين في شكل خام وأحياناً يأتي جاهزاً للتعاطي ويتم تهريبه عن طريق الحدود الشرقية للبلاد عبر شريط البحر الأحمر وباستغلال الهشاشة الأمنية ببعض الدول الواقعة بالمنطقة المحيطة يتسرب إلى البلاد، ومن ثم يتم إدخاله عبر سهول البطانة إلى الخرطوم أو إلى خارج البلاد فهي سهول مفتوحة ويصعب السيطرة عليها رغم العمليات المشتركة لمكافحة التهريب والتي استطاعت في الشهر الماضي أن تضبط )10( كيلوجرامات من الآيس كان في طريقه من الخرطوم إلى خارج البلاد وضبطت قبل يومين )102( كيلو جرام من الآيس والأفيون وكانت متوجهةً إلى حلفا.
أخطر الأنواع ..
ويقول العميد د. خالد أنه في الآونة الأخيرة ظهر نوع من مخدر )الآيس كريستال( وهو ذو لون أصفر وهو مغشوش ويعتبر أكثر خطورة من الآيس الأصل نسبةً لأنه يصيب متعاطيه بحالة تشنجات تؤدي مباشرةً إلى هبوط بالدورة الدموية والوفاة نتيجة حتمية لذلك وهذا النوع انتشر في الأسواق وهو نوع قاتل وهنالك حالات وفيات محذراً من جميع أنواع المخدرات والآيس تحديداً مشيراً إلى أنه حسب المختصين فأن الآيس يعمل على رفع معدلات الشهوة لدى متعاطيه لذلك يستخدم في شقق وأماكن مغلقة.
وأشار العميد خالد إلى أنه تم رصد شبكات )مافيا( عالمية تنشط في السودان ولها جذور في دول الهلال الخصيب وأخرى لديها أذرع بدول خليجية وأنه تم تتبع مكالمات مع عناصر )مافيا( عالمية على مستوى دول العالم وأن المتهم السوري الذي ضبط مؤخراً تم رصد اتصالات بينه وبين عصابات )مافيا( مخدرات عالمية.
وأضاف خالد أن عصابات ترويج الآيس والمخدرات تركز على تصيد أبناء أسر ثرية نسبة لارتفاع ثمن المخدر ولارتباط تجارته بالمال وأنها تستهدف أبناء طبقات محددة مشيراً إلى استهداف أبناء مسؤولين وأن هنالك أسرا كبيرة تفاجأت بأن أبناءها يتعاطون المخدرات موضحاً بأن الإدارة العامة لمكافحة المخدرات رغم قلة إمكانياتها إلا أنها تعمل بإجتهاد لاجتثاث ومحاربة الظاهرة.
وحول الضبطيات يشير العميد د. خالد إلى أن هنالك كميات من الآيس كريستال تأتي خاما وهي متاحة للأغراض الطبية موضحاً بأن هنالك لجنة تضم الجهات ذات الصلة وأن إدارته جزء من تلك اللجنة وأنها تقوم بمتابعة السلائف الكيميائية التي تدخل البلاد لأغراض صناعية وطبية ولكن إن لم توجد رقابة فأن جزءا منها يتسرب لأغراض غير مشروعة مضيفاً بأن هنالك جهات بالأمم المتحدة تقوم بإرسال إخطارات للدول المنضوية تحت مواثيقها في حال دخول سلائف إليها بغرض متابعتها والتأكد من مشروعية استخدامها خاصة الكميات الكبيرة منها.
تأثيرات جانبية ..
يقول عضو بالمستشارية العلمية لمكافحة المخدرات أن )الآيس كريستال( اسمه العلمي )ميتا امفيتامين( وأسماؤه السوقية الزجاج والشبو والثلج وهو عبارة عن مواد مصنعة تستخدم كمواد منشطة وبعضها يستخدم طبياً لتقليل السمنة كما أن لها استخدامات غير شرعية في علاج النقيض المصاحب للنشاط المفرط للأطفال وهو من مشتقات الأمفيتامينات التي يقل استخدامها طبياً بسبب إساءة استخدامها بسبب تأثيراتها الاعتمادية.
وأضاف العضو أن هذه المادة انتشرت ببعض الدول المنتجة للمخدرات حتى تفوقت على الكوكايين والهيروين وهو من أكثر المخدرات المصنعة انتشاراً حتى الآن والذي جعله أكثر شهرةً هو قيمته المالية الأقل مقارنةً بالكوكايين والهيروين أضف إلى ذلك أن تأثيره أكبر من غيره بكثير ويمكن تركيبه في مختبرات )معامل( سرية غير قانونية لإنتاج المخدرات والمؤثرات العقلية ومن أخطر إثاره الجانبية هو أن متعاطيه يصاب بالاكتئاب والغيبوبة والجلطة وفقدان الأسنان والشلل الرعاش والتلف الدماغي وهو موت خلايا المخ مما يؤدي للغيبوبة والموت الراجح، وهذا المخدر من أخطر أعراضه أنه يقود متعاطيه لارتكاب الجرائم المختلفة وقد يقود صاحبه للانتحار.
تقول ناشطة في مجال البحث الاجتماعي ودراسة الظواهر الاجتماعية وانتشار المخدرات –فضلت حجب اسمها- أن )الآيس كريستال( يزيد من معدلات الشهوة لدى الجنسين وأنه تلاحظ أن التعاطي لم يعد يقتصر على الذكور فقط بل هنالك فئات مقدرة من الفتيات يتعاطين )الآيس( و)الهيروين( و)الكوكايين( وكافة أشكال المخدرات وأشارت المعلومات إلى أن هنالك شبكات منظمة تقوم ببيعه وأنه سبق وأن تم ضبط عناصر نظامية تورطت في تعاطي هذا النوع من المخدرات وأن هنالك ضباطا ضبط بحوزتهم كميات كبيرة من هذا المخدر وأشارت إلى أن تفشي هذا النوع من المخدرات يلازمه ظهور شبكات لممارسة الدعارة المقننة وعليه طالبت بضرورة تفقد الأسر لأبنائها وفتياتها وتشارك الهم بصورة جماعية لمحاربة هذا الوباء الذي أصبح الآن أشد فتكاً من الحرب ، نسبة لأنه يتسلل إلى داخل الأسر دون التنبه له.