السبت 11 ديسمبر 2021 - 5:44
سورة مريم
‏آية 17
تفسير ابن كثير
فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا )17(
وقوله فاتخذت من دونهم حجابا (أي : استترت منهم وتوارت ، فأرسل الله تعالى إليها جبريل عليه السلام) فتمثل لها بشرا سويا (أي : على صورة إنسان تام كامل .
قال مجاهد ، والضحاك ، وقتادة ، وابن جريج ووهب بن منبه ، والسدي ، في قوله فأرسلنا إليها روحنا (يعني : جبريل ، عليه السلام .
وهذا الذي قالوه هو ظاهر القرآن فإنه تعالى قد قال في الآية الأخرى نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين (] الشعراء : 193 , 194 [.
وقال أبو جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، عن أبي بن كعب قال : إن روح عيسى ، عليه السلام ، من جملة الأرواح التي أخذ عليها العهد في زمان آدم ، وهو الذي تمثل لها بشرا سويا ، أي : روح عيسى ، فحملت الذي خاطبها ، وحل في فيها .
وهذا في غاية الغرابة والنكارة ، وكأنه إسرائيلي .