السبت 7 أغسطس 2021 - 21:37
عندما يزداد شعوره بالقلق، يلجأ الفتى الاريتري أمان ميهاري إلى ملعب لكرة السلة في منزله الموقت الجديد، مدرسة القرية التي تحوّلت إلى منشأة لاستقبال المهاجرين في ليتوانيا.
وهذا المراهق البالغ من العمر 16 عاما هو واحد من آلاف الأشخاص، معظمهم من الشرق الأوسط وإفريقيا، الذين عبروا من بيلاروس في الأشهر الأخيرة إلى الدولة الواقعة في البلطيق والعضو في الاتحاد الأوروبي.
قال ميهاري لوكالة فرانس برس "عندما أستيقظ في الصباح أتناول الفطور، وبعد ذلك لا يمكن فعل أي شيء، لذلك آتي إلى هنا للعب كرة السلة".
وما زال هذا الفتى ينتظر لتقديم طلب لجوء لأن السلطات في ليتوانيا، البلد الذي يبلغ عدد سكانه 2,8 مليون نسمة وحيث الهجرة كانت شبه معدومة، تواجه وضعا يفوق طاقتها.
وقال ميهاري إن العيش في هذه الحالة من عدم اليقين "مرهق جدا"، متمسكا بأمل وحيد يتمثل في أن تتمكن عائلته من الانضمام إليه في ليتوانيا و"العيش حياة سعيدة".
- أعمال انتقامية -
وتسجل الهجرة غير الشرعية إلى ليتوانيا زيادة حادة. ووصل عدد الوافدين الجدد المكتشفين إلى أربعة آلاف حتى الآن هذا العام، معظمهم من العراق، مقارنة بـ81 فقط للعام 2020 بكامله.
وتشتبه السلطات الليتوانية بأن بيلاروس ورئيسها القوي ألكسندر لوكاشنكو، يقوم بتشجيع المهاجرين على عبور الحدود بشكل غير قانوني كرد انتقامي على عقوبات الاتحاد الأوروبي.
ونفى لوكاشنكو هذه الاتهامات وأصر بدلا من ذلك على أن ليتوانيا هي التي تسببت في تدفق المهاجرين بعدما أعلنت في تموز/يوليو أنها ستعجّل في عملية مراجعة طلبات اللجوء 10 أيام.
وتصاعد التوتر بين مينسك وفيلنيوس العام الماضي بعدما أصبحت ليتوانيا بلدا مضيفا للمعارضة البيلاروسية وزعيمتها سفيتلانا تيخانوفسكايا، المرشحة المنافسة للوكاشنكو في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في آب/أغسطس 2020.
ودفع قمع التظاهرات المناهضة للانتخابات المتنازع عليها الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على النظام.
وتحض المفوضية الاوروبية التي أرسلت العشرات من حراس الحدود، العراق على كبح تدفق المهاجرين من خلال التحكم في الروابط الجوية مع بيلاروس.
- "لاجئون وليس مجرمين" -
في ليتوانيا، أثار تدفق المهاجرين قلقا واحتجاجات.
من جانبهم، يحتج المهاجرون على ظروف العيش في المخيمات، بما فيها تلك التي أقيمت في مركز التدريب التابع لوزارة الداخلية في رودنينكاي. ويجري إيواء المهاجرين هناك موقتا في خيام للجيش.
وقال أمير طاهر محمد وهو عراقي يبلغ 29 عاما "كيف ننام في خيام مبللة، كيف نأكل مرة واحدة فقط كل 24 ساعة؟ إنهم يعاملوننا هنا كأننا حيوانات".
وأضاف مواطنه حسين علي )22 عاما( "نريد الحرية، نريد ظروفا جيدة. نريد أن ندعى لاجئين لا مجرمين".
ويأخذ السكان المحليون حذرهم من هؤلاء الوافدين الجدد.
وقالت زوفيا )88 عاما( التي تسكن في بدلة مجاورة "إن عددهم كبير. لم أرهم ولا أعرف شيئا عنهم، لكنني لا أعتقد أنه أمر جيد".
- "ليس بالامر السهل" -
عززت الحكومة الليتوانية تشريعاتها للسماح باحتجاز المهاجرين وتعقيد عملية استئناف رفض طلبات اللجوء.
وبدأ حراس الحدود هذا الأسبوع دفع المهاجرين للعودة إلى بيلاروس وتوجيههم إلى المراكز الحدودية أو البعثات الدبلوماسية لتقديم طلبات لجوء.
ويبدو أن هذه الاستراتيجية المثيرة للجدل تعمل. فقد سمح لـ56 مهاجرا من بين حوالى 700 اعترضهم حراس الحدود الليتوانيون بين الثلاثاء والجمعة، بدخول دولة البلطيق.
والثلاثاء، أكد حراس الحدود البيلاروسيون أن قرابة 40 مهاجرا من بينهم نساء وأطفال عادوا إلى بيلاروس مصابين "بجروح جسدية" بعدما أعادتهم ليتوانيا.
والأربعاء، أمر لوكاشنكو بفتح تحقيق في مقتل عراقي على الحدود مع ليتوانيا.
ونفت السلطات الليتوانية استخدام القوة. لكن المنظمات غير الحكومية الليتوانية تعتقد أن إعادة المهاجرين قسرا تنتهك حقوق الإنسان.
وقالت أكفيل كريسيونايت الباحثة في منظمة غير حكومية "هذا الامر يقيد حق الإنسان الأساسي في طلب لجوء في دولة آمنة".
وأضافت لوكالة فرانس برس هذا الاسبوع "بيلاروس ليست بلدا آمنا ونعلم ان حقوق الانسان تنتهك بشكل خطير هناك".
ولفت بيريز وهو كاميروني يبلغ 30 عاما فيما يجلس على درج قرب مدرسة فيدينياي، إلى أنه يتفهم الليتوانيين.
وأوضح أن "الأمور ليست سهلة بالنسبة إلينا، لكنها ليست كذلك بالنسبة إليهم أيضا. ما نسمعه من الاخبار هو ان الناس يتوافدون يوميا. ونحن هنا ننتظر".
عندما يزداد شعوره بالقلق، يلجأ الفتى الاريتري أمان ميهاري إلى ملعب لكرة السلة في منزله الموقت الجديد، مدرسة القرية التي تحوّلت إلى منشأة لاستقبال المهاجرين في ليتوانيا.
وهذا المراهق البالغ من العمر 16 عاما هو واحد من آلاف الأشخاص، معظمهم من الشرق الأوسط وإفريقيا، الذين عبروا من بيلاروس في الأشهر الأخيرة إلى الدولة الواقعة في البلطيق والعضو في الاتحاد الأوروبي.
قال ميهاري لوكالة فرانس برس "عندما أستيقظ في الصباح أتناول الفطور، وبعد ذلك لا يمكن فعل أي شيء، لذلك آتي إلى هنا للعب كرة السلة".
وما زال هذا الفتى ينتظر لتقديم طلب لجوء لأن السلطات في ليتوانيا، البلد الذي يبلغ عدد سكانه 2,8 مليون نسمة وحيث الهجرة كانت شبه معدومة، تواجه وضعا يفوق طاقتها.
وقال ميهاري إن العيش في هذه الحالة من عدم اليقين "مرهق جدا"، متمسكا بأمل وحيد يتمثل في أن تتمكن عائلته من الانضمام إليه في ليتوانيا و"العيش حياة سعيدة".
- أعمال انتقامية -
وتسجل الهجرة غير الشرعية إلى ليتوانيا زيادة حادة. ووصل عدد الوافدين الجدد المكتشفين إلى أربعة آلاف حتى الآن هذا العام، معظمهم من العراق، مقارنة بـ81 فقط للعام 2020 بكامله.
وتشتبه السلطات الليتوانية بأن بيلاروس ورئيسها القوي ألكسندر لوكاشنكو، يقوم بتشجيع المهاجرين على عبور الحدود بشكل غير قانوني كرد انتقامي على عقوبات الاتحاد الأوروبي.
ونفى لوكاشنكو هذه الاتهامات وأصر بدلا من ذلك على أن ليتوانيا هي التي تسببت في تدفق المهاجرين بعدما أعلنت في تموز/يوليو أنها ستعجّل في عملية مراجعة طلبات اللجوء 10 أيام.
وتصاعد التوتر بين مينسك وفيلنيوس العام الماضي بعدما أصبحت ليتوانيا بلدا مضيفا للمعارضة البيلاروسية وزعيمتها سفيتلانا تيخانوفسكايا، المرشحة المنافسة للوكاشنكو في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في آب/أغسطس 2020.
ودفع قمع التظاهرات المناهضة للانتخابات المتنازع عليها الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على النظام.
وتحض المفوضية الاوروبية التي أرسلت العشرات من حراس الحدود، العراق على كبح تدفق المهاجرين من خلال التحكم في الروابط الجوية مع بيلاروس.
- "لاجئون وليس مجرمين" -
في ليتوانيا، أثار تدفق المهاجرين قلقا واحتجاجات.
من جانبهم، يحتج المهاجرون على ظروف العيش في المخيمات، بما فيها تلك التي أقيمت في مركز التدريب التابع لوزارة الداخلية في رودنينكاي. ويجري إيواء المهاجرين هناك موقتا في خيام للجيش.
وقال أمير طاهر محمد وهو عراقي يبلغ 29 عاما "كيف ننام في خيام مبللة، كيف نأكل مرة واحدة فقط كل 24 ساعة؟ إنهم يعاملوننا هنا كأننا حيوانات".
وأضاف مواطنه حسين علي )22 عاما( "نريد الحرية، نريد ظروفا جيدة. نريد أن ندعى لاجئين لا مجرمين".
ويأخذ السكان المحليون حذرهم من هؤلاء الوافدين الجدد.
وقالت زوفيا )88 عاما( التي تسكن في بدلة مجاورة "إن عددهم كبير. لم أرهم ولا أعرف شيئا عنهم، لكنني لا أعتقد أنه أمر جيد".
- "ليس بالامر السهل" -
عززت الحكومة الليتوانية تشريعاتها للسماح باحتجاز المهاجرين وتعقيد عملية استئناف رفض طلبات اللجوء.
وبدأ حراس الحدود هذا الأسبوع دفع المهاجرين للعودة إلى بيلاروس وتوجيههم إلى المراكز الحدودية أو البعثات الدبلوماسية لتقديم طلبات لجوء.
ويبدو أن هذه الاستراتيجية المثيرة للجدل تعمل. فقد سمح لـ56 مهاجرا من بين حوالى 700 اعترضهم حراس الحدود الليتوانيون بين الثلاثاء والجمعة، بدخول دولة البلطيق.
والثلاثاء، أكد حراس الحدود البيلاروسيون أن قرابة 40 مهاجرا من بينهم نساء وأطفال عادوا إلى بيلاروس مصابين "بجروح جسدية" بعدما أعادتهم ليتوانيا.
والأربعاء، أمر لوكاشنكو بفتح تحقيق في مقتل عراقي على الحدود مع ليتوانيا.
ونفت السلطات الليتوانية استخدام القوة. لكن المنظمات غير الحكومية الليتوانية تعتقد أن إعادة المهاجرين قسرا تنتهك حقوق الإنسان.
وقالت أكفيل كريسيونايت الباحثة في منظمة غير حكومية "هذا الامر يقيد حق الإنسان الأساسي في طلب لجوء في دولة آمنة".
وأضافت لوكالة فرانس برس هذا الاسبوع "بيلاروس ليست بلدا آمنا ونعلم ان حقوق الانسان تنتهك بشكل خطير هناك".
ولفت بيريز وهو كاميروني يبلغ 30 عاما فيما يجلس على درج قرب مدرسة فيدينياي، إلى أنه يتفهم الليتوانيين.
وأوضح أن "الأمور ليست سهلة بالنسبة إلينا، لكنها ليست كذلك بالنسبة إليهم أيضا. ما نسمعه من الاخبار هو ان الناس يتوافدون يوميا. ونحن هنا ننتظر".