الثلاثاء 14 ديسمبر 2021 - 19:59

تحقيق: خديجة الرحيمة
عادت جائحة كورونا للبلاد مجدداً بقوة مخيفة وأعراض مختلفة لتحصد كثيرا من الأرواح وارتفع عدد الإصابات في مختلف الولايات خاصة الخرطوم والقضارف وسنار على الرغم من صدور قرار في العام الماضي بالإغلاق الجزئي للبلاد أعقبه آخر بالإغلاق الكلي حيث تم تناسى الاول والثاني بالعودة الى الحياة الطبيعية والتجمعات الأمر الذي أدى الى عودة الموجة الثالثة أقوى من التي قبلها خاصة في ولاية البحر الأحمر وجاءت الموجة الرابعة بأعراض تدل على انها من المتحورات التي ظهرت مؤخراً لسرعة انتشار الإصابة والوفاة بين المواطنين، وناشدت الجهات المختصة المواطنين بضرورة التطعيم واتباع الاشتراطات الصحية إلا ان ذلك بدون جدوى ولم تتخذ هذه الجهات اي إجراءات صارمة لتفادي الانتشار مما أدى الى ارتفاع معدل الإصابات وظهرت كثير من السلالات في العالم آخرها متحور )أوميكرون( الذي هدد العالم بسرعة انتشاره إلا ان البلاد في نوم عميق من ذلك وهناك دول أغلقت حدودها ووضعت اشتراطات صارمة وربطت جميع المعاملات بتلقي اللقاح مع ذلك تفشى الوباء فيها.
وما بين رغبة المواطنين في ممارسة حياتهم الطبيعية ومخاطر الفايروس التي تهدد أرواحهم ضاع الكثير منهم وانتقلوا للدار الآخرة , معدلات اصابة ووفيات مختلفة شهدتها البلاد خلال الفترة الأخيرة وكانت المحصلة خسائر فادحة في الأرواح )الإنتباهة( تقصت عن أصل المشكلة وبحثت عن الأسباب والمعالجات مع الجهات ذات الصلة.
إصابات ووفيات
وكشف تقرير وزارة الصحة الصادر يوم الجمعة للحالات المشتبهة والمؤكدة عن تسجيل )33( إصابة ان ضمنها )10( مسافرين وأشار التقرير الى ان من بين الإصابات الجديدة 13 إصابة بولاية الخرطوم و7 بنهر النيل و5 بالقضارف و5 بالشمالية كما كشف عن تسجيل 7 وفيات 2 بنهر النيل و3 بالشمالية و3 بالجزيرة بجانب تعافي 18 حالة وناشدت الوزارة بضرورة ارتداء الكمامة وغسل اليدين واستخدام المعقمات والتبليغ الفوري في حالة ظهور الأعراض.
وكشف مدير الإدارة العليا لمراكز العزل الطاهر عبدالرحمن عن الموقف الوبائي ليوم السبت حيث بلغ عدد الحالات الإيجابية 31 حالة من جملة حالات الاشتباه التي تمثلت في 45 حالة فيما بلغ عدد الوفيات 18 حالة و6 حالة تعافي .
وعن حالة الموقف الوبائي للجائحة منذ أكتوبر الماضي فإن عدد الإصابات بالولاية بلغ 149 من جملة 240 حالة اشتباه تم إدخال 118 منهم لمراكز العزل فيما بلغ عدد الوفيات 121 حالة.
وكشف أطباء اختلاف أعراض هذه الموجة من التي قبلها مؤكدين ظهور أعراض غريبة تمثلت في إصابات بين الشباب والحوامل بجانب إصابتهم بجلطات في مناطق متفرقة من الجسم متوقعين على انها تكون من متحور )أوميكرون(.
موجة أقوى
وفيما يتعلق بالموجة الرابعة لكورونا أكدت مديرة مركز عزل امدرمان نهى علي عبدالرحمن اكتظاظ المركز خاصة العناية المكثفة والوسيطة بجانب عدم حصول كثير من المرضى على أسرة مشيرة الى ان عدد المرضى في المركز الاولي بلغ 10 مرضى بينما بلغ عددهم في المركز الثانوي54 منوهة الى ان في الفترة الماضية لم يتم فحص نوع السلالة الموجودة بالبلاد متوقعة ان تكون السلالة الحالية من المتحور )أوميكرون( نسبة لظهوره في كثير من الدول وتابعت قائلة الموجة الحالية مقارنة بالتي قبلها هي الأقوى لان معظم المرضى أصيبوا بمشاكل في الكلى مؤكدة ارتفاع نسبة الوفيات بالمراكز ،وقالت ان الوفيات في المركز تتفاوت من 1 الى 3 حالة يومياً كاشفة عن إصابات كبيرة وسط الأطفال بمركز جبرة ، واضافت في هذه الموجة أكثر الإصابات من الشباب وأوضحت ان الإشكالية تعود لعدم التطعيم مبينة ان الذين تم تطعيمهم لم يتجاوزوا 3% متوقعة انتشار المرض بصورة أكبر معبرة عن خوفها من الآثار الجانبية التي يمكن ان يحدثها هذا الفايروس.
لا يوجد فرق
بالمقابل يرى مدير مراكز العزل بولاية الجزيرة وضاح الجيلي عدم وجود فرق بين هذه الموجة والتي قبلها وقال الجيلي لـ)الإنتباهة( ان كورونا التهاب فيروسي يمكن ان يصيب أي عضو في جسم الإنسان مؤكداً استقرار الوضع في الجزيرة كاشفاً عن استقبالهم من 5 الى 9 حالات يومياً وأبان انهم وصلوا لحالة استقرار نسبة لذهاب المرضى الى المراكز منذ بداية الأعراض وأضاف )الناس في الموجات الاولى ما كان بمشوا المستشفى لكن الآن الوضع اختلف وبقوا يجوا من بداية الحمى( ،موضحاً الدور الكبير لحملات التطعيم التي ساهمت في انخفاض حدة المرض وقال التطعيم نجح بنسبة 100% وليس لدينا مرضى منومين داخل المراكز تم تطعيمهم من قبل وتابع قائلاً التطعيم لا يقي من الإصابة ولكنه قلل من نسبة وحدة الإصابة وكشف عن ان نسبة الوفيات بلغت 15% مقراً بأنها ليست النسبة الحقيقية باعتبار ان هناك مرضى يموتون في منازلهم منوهاً الى ان عدد المصابين في مراكز عزل الولاية التي تقدر بثلاثة مراكز بلغ 60 -50 في مدني بجانب وجود 5 مرضى في المناقل و5 في الحصاحيصا متوقعاً دخول متحور )أوميكرون( نسبة لعدم منع دخول المسافرين من الدول التي انتشر فيها وأردف قائلاً حتى أمريكا التي أغلقت حدودها انتشر المرض في 7 ولايات لها وقال هذا المتحور لا يصيب الجهاز التنفسي لذلك لا خوف منه.
)أوميكرون( أو دلتا
وبالحديث عن نوع السلالة الموجودة بالبلاد أكد مدير مراكز العزل بولاية القضارف استشاري الباطنية والصدر محمد محجوب وجود فرق كبير بين هذه الموجة والتي قبلها كاشفاً عن ظهور أعراض غريبة في شكل المرضى والفحص السريري والمعملي لم تظهر من قبل متمثلة في إصابات كبيرة بين الشباب والحوامل إضافة للنقص في الصفائح الدموية بجانب الإصابة بالجلطات في مناطق متفرقة من الجسم والتأثير على الكلى وسرعة الانتشار في معدل الإصابات والوفيات واوضح ان هذه ليست كورونا عادية متوقعاً ان تكون )دلتا( أو )أوميكرون( وقال عندما بحثنا عن هذه الأعراض مع العالم وجدناها تشير الى انها من سلالة )أوميكرون( منوهاً الى ان السودان يفتقر لأجهزة فحص وتحديد نوع السلالة الطاغية مناشداً وزارة الصحة الإتحادية وإدارة المعامل المركزية بالإسراع في فحص نوع هذه السلالة لإجبار الجميع على اتخاذ الجرعة التعزيزية في يناير المقبل واكد انخفاض نسبة الوفيات خلال اليومين الماضيين بالولاية وقال الحمد لله قبل 3 أيام كان لدينا 8 حالات وفاة يومياً وقلت الى 5 و 3 واضاف قائلاُ لدينا 19 مريضا بمراكز العزل وهناك تماثل وانحسار في الثلاثة أيام الأخيرة متخوفاً من انتشار السلالة الجديدة .
حالة واحدة
بالمقابل أكد مدير الطوارئ ومكافحة الوبائيات بولاية البحر الاحمر هشام عثمان استقرار الأوضاع الصحية بالولاية وقال عثمان لـ)الإنتباهة( ان البحر الأحمر من أكثر الولاية استقراراً فيما يتعلق بانتشار الإصابات والوفيات بكورونا كاشفاً عن وجود حالة واحدة بمركز العزل وأربع حالات محجورين بمنازلهم وأضاف يمكن أن يمر علينا أسبوع بدون تسجيل إصابات جديدة واردف قائلاً الولاية وضعها مطمئن لأن مناعة المواطنين فيها أصبحت بشكل جيد لافتاً الى ان جميع الحالات الموجودة بالولاية تعود الى المسافرين عبر نقاط الدخول والخروج بالولاية وقال هذا لا يجعلنا نبطء في جهدنا للسيطرة على الوباء وكل الاقسام تعمل للسيطرة عليه ونوه الى ان التطعيم لا يحمي من الإصابة ولكنه يقلل احتمالية دخول المطعمين الى العناية مؤكداً عدم وجود فرق بين هذه الموجة والموجات التي قبلها واستبعد الإصابات التي بالبلاد بأن تكون من متحور )أوميكرون( وتابع لم نرفض دخول المتحور الجديد ولكن الذي لدينا يدل على أنه كورونا فقط وتوقع انفجار الوضع الوبائي في بقية محليات الولاية.
ربط المعاملات
في غضون ذلك قررت اللجنة العليا للطوارئ الصحية بالخرطوم ربط إجراء المعاملات وتلقي الخدمات بشهادة تطعيم كورونا وقال والي الخرطوم المكلف خلال اجتماعه بلجنة طوارئ كورونا ان الإقبال على التطعيم ما زال ضعيفاً رغم توفر مراكز التطعيم في كل محليات الولاية مطالباً بتكثيف التوعية وحث المواطنين على التطعيم وبحسب تقرير وزارة الصحة لم تصب أعداد مخيفة بالوباء وأكد الرئيس المناوب للجنة طوارئ كورونا بشرى حامد أنهم في حالة متابعة مستمرة للموقف الوبائي بالولاية وناشد المواطنين بالابتعاد عن مناطق التجمعات والالتزام بالكمامات .
انخفاض ملحوظ
وشهدت الأيام الماضية ارتفاعا كبيرا في معدل حالات الإصابة خاصة خارج المراكز نسبة للنقص الحاد في الأسرة وضعف القوة الاستيعابية لمراكز العزل ، ،بيد أن مدير الادارة العليا لمراكز العزل الطاهر عبدالرحمن أكد انخفاض معدل الإصابات والوفيات بنسبة 26% مقارنة بالأيام الماضية وقال الطاهر في حديثه لـ)الإنتباهة( ان هناك نخفاضا ملحوظا في الحالات بجانب قلة الاكتظاظ في مراكز العزل كاشفاً عن عملهم لتوسعة عدد الأسرة بمراكز العزل من 230 الى 310 بعد ارتفاع عدد المرضى في الايام الماضية واستجابة للموجة الرابعة التي بدأت مطلع أكتوبر.