الثلاثاء 21 ديسمبر 2021 - 11:31
حوار _ إبراهيم عبد الرازق
** طالب القيادي بالحرية والتغيير المتحدث باسم هيئة الاتهام في محاكمة مدبري انقلاب 30 يونيو المعز حضرة، طالب القائد العام للقوات المسلحة بالرجوع إلى الحكمة عن السلطة، تجنباً لحدوث شرخ بين الشعب السوداني وقواته المسلحة، لافتاً إلى أن المطالب والهتافات في الشارع وفق مليونية أمس الأول، تمحورت وتوحدت حول هذا المطلب، ونفى حضرة في هذا الحوار الذي أجرته معه )اليوم التالي( حدوث خلافات بين التحالف والشارع، معتبراً أن ماحدث ضد بعض قيادات التحالف في مليونية 19 ديسمبر سلوك غير ديمقراطي، حضرة الناشط في ملف العدالة والعدالة الانتقالية تناول أيضا الموقف منها وفق المستجدات الأخيرة، فإلى حصيلة الحوار:
*أولاً 19 ديسمبر أفق جديد للمشهد السوداني، ماذا حمل من متغيرات في تقديرك؟
المليونية قدمت رسالة واضحة لمن يحكمون الآن، أن هذا الشعب لم يعد يقبل بحكم ديكتاتوري يتسلط عليه, رغم العنف غير المشروع المستخدم، وقد ظل الشعب – في كل مناسبة – يرسل ذات الرسالة لذات الحاكمين، لكنهم لم يلجأوا للحكمة، ولم يلتقطوا الرسالة، بينما على الحاكم أن يكون لديه حساسية يلتقط بها، ماذا يريد الشعب، البرهان في وقت سابق من هذه الثورة وفي رئاسته للمجلس السيادي قال : لو خرج هذا الشعب وقال )ارحل يا برهان( سأرحل، الآن المطالب والحراك والهتاف كله يطالبه بذلك، فهو الذي قلب النظام في 25 أكتوبر وهو الذي اتخذ كل الإجراءات التي قادت وأدت إلى هذ الحراك وماسيليه.
*أنت ترى ليس أمام البرهان سوى التنحي؟
أنا و الشعب السوداني، رسالة المليونية واضحة، حمدوك قال إنه قَبِل الاتفاق لحقن الدماء، وعلى البرهان أن يفعل مثله لذات الأمر، لا يمكن أن يقف شخص واحد أمام إرادة الأمة.
*ما الملاحظ في هتافات ومطالب 19 ديسمبر ، وما يميزها عن غيرها؟
الملاحظة المهمة أن كل الهتافات الغاضبة كانت ضد البرهان شخصياً ، وشخص آخر، لا أريد ذكر اسمه، وهذا هو الفرق بين المطالبات في عهد البشير، حيث كان الشارع يرفض الإسلاميين يرفض تنظيم الجبهة الإسلامية المفضي إلى الإرهاب، وفصل الجنوب وسلوك التطرف، لكن هذه المرة الرفض لشخص واحد يرى الشعب أنه خالف ماوقع عليه من اتفاقات وقوض الشراكة مع المدنيين التي أتاحتها الثورة التي حققها ثوار الشارع دون سواهم، والشخص الآخر لأنه ساند الانقلاب الأخير. الشعب يحمل البرهان مسؤولية كل شهيد فقدته أمه، وكل جريح أصيب في هذا الحراك.
ماذا عن رئيس الوزراء؟
يتحمل أيضا المسؤولية، مهما كانت المبررات البرهان وحمدوك فمطالب المواطنين وسلامتهم هي الأولى.
ما الموقف من مايجري داخل الجيش في تقديرك؟
من الواضح أن مستشاري الجيش ليس لديهم سوى البمبان وخراطيم المياه والرصاص المطاطي والحي، لكن عليهم قراءة المشهد بعمق.
*بصورة عامة المشهد بين الجيش والشعب وفق 19 ديسمبر؟
المشهد الأهم بين الجيش السوداني العظيم والشعب السوداني العظيم في مليونية 19 ديسمبر، سجله كلاهما في صورة العناق والبكاء بين الجنود والثوار؟ ذلك الذي ضجت به الأسافير وأوصل وأمن على الالتحام بين الجيش وشعبه، مما يؤكد أن لا مشكلة ولا خلاف بين مكونات الجيش ومكونات الشعب، الشعب لم يهتف ضد الجيش ولم يتهمه بأي شيئ، لكنه هتف ضد قائد الجيش وقلبه الطاولة ضد الانتقال الديموقراطي، وهنا أكرر مطالبتي للبرهان بالتنحي عن السلطة، بخلاف مطالب الشعب حتى لا تحدث هوة أو فتنة مابين الشعب والجيش أكثر من حالة التقاطع وعدم الرضا المعاشة الآن.
بوصفك مهتماً بملف العدالة في ثورة ديسمبر، ما المشهد بعد 19 ديسمبر؟
المطالبة قوية وثابتة في ملف العدالة من أول شهيد سقط حتى مجزرة الاعتصام وكل الانتهاكات، رسالة أمس الأول كانت واضحة )الدم قصاد الدم ما بنقبل الدية( ، لكن بالمقابل والمؤسف أن الانتهاكات للمسيرات السلمية لم تتوقف، حتى أمس الأول، وهذه مسؤولية الشرطة السودانية التي ما انفكت تتحدث عن طرف ثالث لكنه مسؤوليتها أيضاً ، فعلى الشرطة أن تقدم الطرف، و بعد اقتحامهم للقصر الجمهوري بالحدث عن مطالبهم، ما رأيك.؟
بالعكس، لو أرادت سيول الجماهير التي أدهشت العالم أمس الأول أن تظل في القصر حتى هذه اللحظة لبقوا، ولن يستطيع أحد منعهم وأثبتوا ذلك على أرض الواقع، لكنهم أوصلوا رسالة حققت مكاسب شعبية للتحول الديمقراطي والحكم المدني لا تقدر بثمن، تقابلها هزيمة واضحة للجانب الآخر ومناصريه على قلة عددهم، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا القيادات في ساحة القصر غير مقبول ولا يشبه الثوار والسلمية التي تتحلى بها الثورة، التحالف مازال هو الحاضنة الرئيسية للشعب لأنه أكبر تجمع للقوى السياسية والمدنية ومفوض باسم الثوار وما زال يعمل لصالح التحول الديموقراطي.
ماذا ستكون ظلال ديسمبر على القوى السياسية وسط الشعارات الرافضة للأحزاب من قبل الشارع؟
السوداني، ولا ديموقراطية بلا أحزاب كما هو معلوم لكن، ليس أمامها بعد حراك القصر الأخير إلا أن ترتقي إلى علو الحس الوطني الذي تتحلى به الجماهير والذي كان شديد الوضوح في حراك القصر، عليهم إعلاء الوطن وتجاوز الصراعات السياسية.
ما الموقف خارجياً من المحاور أو مؤيدي السلطة الحالية بعد الهبة الأخيرة ؟
أيا كانت المحاور، لن تكون أقوى من هذا الشعب، الشارع يتسيد المشهد في السودان الآن وبامتياز، والمعادلة السياسية ستدار وفق مطالب هذا المارد الجبار وقياداته من الشباب الذين من حقهم التمتع بدولة مدنية تحقق أحلامهم، الشعب أكثر وعيا من أي محاور دولية تدعم الإنقلابيين، الشارع هتف ضد المحاور، وعلى الدول في الإقليم وخارجه الوقوف مع إرادة الجماهير في السودان لرعاية مصالحه، المستقبل للشعب لا للمحاور التي تساند لأجل مصالحها، بينما الشعب بثواره ولجانه وكنداكاته مشروع حياة وطن بأكمله. الذين من حقهم التمتع بدولة مدنية تحقق أحلامهم، الشعب أكثر وعياً من أي محاور دولية تدعم الانقلابيين، الشارع هتف ضد المحاور، وعلى الدول في الإقليم وخارجه الوقوف مع إرادة الجماهير في السودان لرعاية مصالحه، المستقبل للشعب لا للمحاور التي تساند لأجل مصالحها، بينما الشعب بثواره ولجانه وكنداكاته مشروع حياة وطن بأكمله.
حوار _ إبراهيم عبد الرازق
** طالب القيادي بالحرية والتغيير المتحدث باسم هيئة الاتهام في محاكمة مدبري انقلاب 30 يونيو المعز حضرة، طالب القائد العام للقوات المسلحة بالرجوع إلى الحكمة عن السلطة، تجنباً لحدوث شرخ بين الشعب السوداني وقواته المسلحة، لافتاً إلى أن المطالب والهتافات في الشارع وفق مليونية أمس الأول، تمحورت وتوحدت حول هذا المطلب، ونفى حضرة في هذا الحوار الذي أجرته معه )اليوم التالي( حدوث خلافات بين التحالف والشارع، معتبراً أن ماحدث ضد بعض قيادات التحالف في مليونية 19 ديسمبر سلوك غير ديمقراطي، حضرة الناشط في ملف العدالة والعدالة الانتقالية تناول أيضا الموقف منها وفق المستجدات الأخيرة، فإلى حصيلة الحوار:
*أولاً 19 ديسمبر أفق جديد للمشهد السوداني، ماذا حمل من متغيرات في تقديرك؟
المليونية قدمت رسالة واضحة لمن يحكمون الآن، أن هذا الشعب لم يعد يقبل بحكم ديكتاتوري يتسلط عليه, رغم العنف غير المشروع المستخدم، وقد ظل الشعب – في كل مناسبة – يرسل ذات الرسالة لذات الحاكمين، لكنهم لم يلجأوا للحكمة، ولم يلتقطوا الرسالة، بينما على الحاكم أن يكون لديه حساسية يلتقط بها، ماذا يريد الشعب، البرهان في وقت سابق من هذه الثورة وفي رئاسته للمجلس السيادي قال : لو خرج هذا الشعب وقال )ارحل يا برهان( سأرحل، الآن المطالب والحراك والهتاف كله يطالبه بذلك، فهو الذي قلب النظام في 25 أكتوبر وهو الذي اتخذ كل الإجراءات التي قادت وأدت إلى هذ الحراك وماسيليه.
*أنت ترى ليس أمام البرهان سوى التنحي؟
أنا و الشعب السوداني، رسالة المليونية واضحة، حمدوك قال إنه قَبِل الاتفاق لحقن الدماء، وعلى البرهان أن يفعل مثله لذات الأمر، لا يمكن أن يقف شخص واحد أمام إرادة الأمة.
*ما الملاحظ في هتافات ومطالب 19 ديسمبر ، وما يميزها عن غيرها؟
الملاحظة المهمة أن كل الهتافات الغاضبة كانت ضد البرهان شخصياً ، وشخص آخر، لا أريد ذكر اسمه، وهذا هو الفرق بين المطالبات في عهد البشير، حيث كان الشارع يرفض الإسلاميين يرفض تنظيم الجبهة الإسلامية المفضي إلى الإرهاب، وفصل الجنوب وسلوك التطرف، لكن هذه المرة الرفض لشخص واحد يرى الشعب أنه خالف ماوقع عليه من اتفاقات وقوض الشراكة مع المدنيين التي أتاحتها الثورة التي حققها ثوار الشارع دون سواهم، والشخص الآخر لأنه ساند الانقلاب الأخير. الشعب يحمل البرهان مسؤولية كل شهيد فقدته أمه، وكل جريح أصيب في هذا الحراك.
ماذا عن رئيس الوزراء؟
يتحمل أيضا المسؤولية، مهما كانت المبررات البرهان وحمدوك فمطالب المواطنين وسلامتهم هي الأولى.
ما الموقف من مايجري داخل الجيش في تقديرك؟
من الواضح أن مستشاري الجيش ليس لديهم سوى البمبان وخراطيم المياه والرصاص المطاطي والحي، لكن عليهم قراءة المشهد بعمق.
*بصورة عامة المشهد بين الجيش والشعب وفق 19 ديسمبر؟
المشهد الأهم بين الجيش السوداني العظيم والشعب السوداني العظيم في مليونية 19 ديسمبر، سجله كلاهما في صورة العناق والبكاء بين الجنود والثوار؟ ذلك الذي ضجت به الأسافير وأوصل وأمن على الالتحام بين الجيش وشعبه، مما يؤكد أن لا مشكلة ولا خلاف بين مكونات الجيش ومكونات الشعب، الشعب لم يهتف ضد الجيش ولم يتهمه بأي شيئ، لكنه هتف ضد قائد الجيش وقلبه الطاولة ضد الانتقال الديموقراطي، وهنا أكرر مطالبتي للبرهان بالتنحي عن السلطة، بخلاف مطالب الشعب حتى لا تحدث هوة أو فتنة مابين الشعب والجيش أكثر من حالة التقاطع وعدم الرضا المعاشة الآن.
بوصفك مهتماً بملف العدالة في ثورة ديسمبر، ما المشهد بعد 19 ديسمبر؟
المطالبة قوية وثابتة في ملف العدالة من أول شهيد سقط حتى مجزرة الاعتصام وكل الانتهاكات، رسالة أمس الأول كانت واضحة )الدم قصاد الدم ما بنقبل الدية( ، لكن بالمقابل والمؤسف أن الانتهاكات للمسيرات السلمية لم تتوقف، حتى أمس الأول، وهذه مسؤولية الشرطة السودانية التي ما انفكت تتحدث عن طرف ثالث لكنه مسؤوليتها أيضاً ، فعلى الشرطة أن تقدم الطرف، و بعد اقتحامهم للقصر الجمهوري بالحدث عن مطالبهم، ما رأيك.؟
بالعكس، لو أرادت سيول الجماهير التي أدهشت العالم أمس الأول أن تظل في القصر حتى هذه اللحظة لبقوا، ولن يستطيع أحد منعهم وأثبتوا ذلك على أرض الواقع، لكنهم أوصلوا رسالة حققت مكاسب شعبية للتحول الديمقراطي والحكم المدني لا تقدر بثمن، تقابلها هزيمة واضحة للجانب الآخر ومناصريه على قلة عددهم، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا القيادات في ساحة القصر غير مقبول ولا يشبه الثوار والسلمية التي تتحلى بها الثورة، التحالف مازال هو الحاضنة الرئيسية للشعب لأنه أكبر تجمع للقوى السياسية والمدنية ومفوض باسم الثوار وما زال يعمل لصالح التحول الديموقراطي.
ماذا ستكون ظلال ديسمبر على القوى السياسية وسط الشعارات الرافضة للأحزاب من قبل الشارع؟
السوداني، ولا ديموقراطية بلا أحزاب كما هو معلوم لكن، ليس أمامها بعد حراك القصر الأخير إلا أن ترتقي إلى علو الحس الوطني الذي تتحلى به الجماهير والذي كان شديد الوضوح في حراك القصر، عليهم إعلاء الوطن وتجاوز الصراعات السياسية.
ما الموقف خارجياً من المحاور أو مؤيدي السلطة الحالية بعد الهبة الأخيرة ؟
أيا كانت المحاور، لن تكون أقوى من هذا الشعب، الشارع يتسيد المشهد في السودان الآن وبامتياز، والمعادلة السياسية ستدار وفق مطالب هذا المارد الجبار وقياداته من الشباب الذين من حقهم التمتع بدولة مدنية تحقق أحلامهم، الشعب أكثر وعيا من أي محاور دولية تدعم الإنقلابيين، الشارع هتف ضد المحاور، وعلى الدول في الإقليم وخارجه الوقوف مع إرادة الجماهير في السودان لرعاية مصالحه، المستقبل للشعب لا للمحاور التي تساند لأجل مصالحها، بينما الشعب بثواره ولجانه وكنداكاته مشروع حياة وطن بأكمله. الذين من حقهم التمتع بدولة مدنية تحقق أحلامهم، الشعب أكثر وعياً من أي محاور دولية تدعم الانقلابيين، الشارع هتف ضد المحاور، وعلى الدول في الإقليم وخارجه الوقوف مع إرادة الجماهير في السودان لرعاية مصالحه، المستقبل للشعب لا للمحاور التي تساند لأجل مصالحها، بينما الشعب بثواره ولجانه وكنداكاته مشروع حياة وطن بأكمله.