الثلاثاء 21 ديسمبر 2021 - 19:51
تقرير:خديجة الرحيمة
بعد أن وصل الثوار إلى بوابة القصر الرئاسي في الذكرى الثالثة للثورة التي تزامنت مع تظاهرات كثيرة رفضاً للإتفاق السياسي الذي حدث بين الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك مؤخراً والمطالبة بالحكم المدني تم إعلان اعتصام مفتوح أمام القصر وبعد ساعة من إعلانه ثمة شيء حدث أدى إلى فضه في خطوة غير مسبوقة، تفتح باب المشهد أمام العديد من )السيناريوهات( خلال الفترة القادمة. شهود عيان رووا لـ ) الإنتباهة( تفاصيل ما حدث، فحكى بعضهم أن دخول القصر كان نتيجة لكثافة الثوار وشجاعتهم الأمر الذي أرهق القوات النظامية، أما البعض الآخر فأعتبروه استدراجاً لهم بعد إزالة المتاريس أمامهم. تساؤلات كثيرة تدور حول هذا المحور كيف وصل الثوار إلى القصر على الرغم من الطوق الأمني الكثيف الذي كان يلتف حول كل الطرق التي تؤدي إليه ولماذا تم فض الاعتصام بعد ساعة من إعلانه؟
تطورات المشهد
وفي ظل تطورات المشهد السوداني يوماً بعد آخر الذي إزداد تعقيداً نتيجة للإتفاق السياسي الذي حدث مؤخراً خرجت كثير من المواكب في العاصمة والولايات مطالبة بفض الشراكة وتشكيل حكومة مدنية كاملة الأمر الذي أدى إلى إعلان اعتصام قبالة القصر الجمهوري بعد وصول الثوار هناك ووفقاً لشهود عيان حول تفاصيل ما حدث في فض الاعتصام الذي تم إعلانه بعد إقتحام الثوار للقصر الجمهوري فإن هذا الاعتصام كاد يكون مشابهاً لإعتصام القيادة العامة.
وتباينت الآراء حول هذا الأمر ورأى بعضهم أن عدد الثوار كان كثيفاً لذلك دخلوا القصر بعد عمليات كر وفر استمرت لأكثر من ساعتين الأمر الذي أرهق القوات النظامية وجعلها تزيل المتاريس ليصبح الطريق مفتوحاً أمام الثوار لوصولهم إلى القصر، فيما قال آخرون أن هذا استدراجاً للثوار بعد إزالة القوات الأمنية متاريسها أمامهم متوقعين ما حدث لفض الاعتصام مؤكدين استمرارهم في التصعيد إلى حين تسليم السلطة للمدنيين.
كر وفر
وفيما يتعلق بكيفية وصول الثوار إلى القصر الجمهوري وما حدث حول الاعتصام تروي شاهدة عيان لـ)الإنتباهة( التفاصيل وتقول منذ بداية المواكب تجمع كل ثوار جنوب الخرطوم في )شروني( وبعد ذلك توجهنا نحو القصر الى حين وصولنا لشارع الجمهورية الذي تجتمع فيه قوات أمنية كثيفة حاولوا تفريقنا بالبمبان بعد أن خاضوا معنا عملية كر وفر استمرت لساعات مما جعل هذا القوات تضربنا بالماء والبمبان في آن واحد، وبعد استمرار الثوار في هذا الخوض أرهقت القوات الأمنية وأزالت المتاريس أمامنا وأصبح الطريق سهلاً لوصلنا الى القصر وبعد وصولنا عند الساعة الرابعة عصراً وجدنا طوقا أمنياً كثيفاً أمام القصر وبعد آذان المغرب أعلنت تنسيقيات ولجان المقاومة الاعتصام من داخل القصر ورغم وصولنا هناك استمر الضرب بالبمبان من الجهة الشرقية لشارع الجامعة وبعد آذان العشاء جاءت قوات أمنية من كل الإتجاهات وقامت بضرب الثوار بالرصاص والعصي والبمبان وتم تفريقنا والقوات التي قامت بذلك هم )أبو طيرة( هذا ما رأيته وهناك حالات إغتصاب مؤكدة كما أن هناك حالات إصابة بالدهس لأن السيارات كان تسير بسرعة كبيرة ونحن دخلنا بشارع البلدية حيث استمرت عملية المطاردة بين القوات والثور حتى الشوارع الداخلية وهناك كثير من حالات الإختناق، أما القوات التي كانت أمام بوابة القصر فهي لحماية القصر وليس لحمايتنا وأؤكد أن دخولنا للقصر كان ليس سهلاً وفيه جزء من استدراجنا ولكننا أرهقنا القوات بشجاعتنا وكثافتنا ولدينا رسالة وأتمنى أن تكون وصلت ونحن مستمرون في تصعيدنا إلى حين التحول الديمقراطي الكامل.
استدارج
بالمقابل يؤكد شاهد عيان لـ)الإنتباهة( الذي يعمل بإحدى المحلات التجارية بالقرب من القصر الرئاسي أن دخول الثوار للقصر كان باستدراج من القوات النظامية وقليل من شجاعة الثوار وقال في الساعة التاسعة صباحاً بدأت القوات الأمنية بالزي الملكي التجول في محيط القصر الجمهوري والشوارع التي حوله وعند الساعة الحادية عشرة بدأ الثوار يتجمعون في نقطة الإلتقاء الرئيسيه في تقاطع )شروني( وعند الساعة الواحدة تحركت السيول البشرية نحو القصر الجمهوري بهتافات تطالب بالمدنية وعند وصول المواكب عند تقاطع )المريديان( تم فتح كوبري الفتيحاب من قبل الثوار وإنضمامهم لنا مما أدى إلى رفع معنويات الثوار.
وفي الأثناء بدأت القوات الأمنية بإطلاق الغاز المسيل للدموع في الساعة الواحدة والنصف كما بدأت حالة الكر والفر من قبل المتظاهرين مما أدى إلى إختناق عدد كبير من الثوار واستمر إطلاق البمبان والقنابل الصوتية إلى أن قاربت الساعة الرابعة التي بدأت فيها قوات الشرطة بالتراجع قليلاً ثم العودة لإطلاق الغاز المسيل للدموع وكنا على بعد أمتار من القصر وصمدنا إلى أن إقتحمناه وعم الفرح الثوار بإجتيازهم الترسانة الأمنية المشددة ولم يستمر الفرح طويلاً إلى أن بدأت القوات الأمنية تتمركز في الشوارع المؤدية إلى القصر وعاودت الهجوم بالقنابل الصوتية والأعيرة النارية لتفريقنا الأمر الذي أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من الثوار وإعتقال البعض إلى أن تم إخلاء القصر.
مصاب
ويروي شاهد عيان وهو أحد المصابين تفاصيل ما حدث حيث قال لـ)الإنتباهة( أن بداية تجمعنا كانت في )شروني( وبدأنا بالهتافات وحرق الإطارات إلى أن تجمعت أعداد كبيرة من الثوار ووصلنا إلى بداية شارع قصر ثم وقفنا قليلاً للتنظيم وبعد وصولنا بالقرب من بنك الخرطوم أطلقت قوات الشرطة البمبان علينا بكثافة وتراجع عدد من الثوار إلا أن صفوف الإشتباك كانوا في الأمام ولم يتراجعوا وأصبت في رجلي الشمال بعبوة بمبان كما أصيب ثائر في الثالثة عشرة من عمره بعبوة في الرأس وتم إسعافه وبعد ذلك قاموا برشنا بماء )الصرف الصحي( وإطلاق قنابل صوتية ورغم ذلك صمدنا حتى الساعة الخامسة التي كانت فيها لحظة إقتحام القصر وفي الأثناء تراجعت قوات الشرطة الأمر الذي جعلنا نشعر بمزيد من الحماس وفتح الطريق أمامنا من قبل قوات الجيش الذين كانوا يرتكزون أمام بوابة القصر وفي هذا الوقت جاءت قوات الشرطة من الناحية الغربية وأطلقت علينا بمبان الأمر الذي جعل عدداً من الثوار يترسون الطريق أمامهم وفي الأثناء وصل ثوار بحري وعقب آذان المغرب بعد إعلان الإعتصام بدأت قوات الإحتياط المركزي تتجمع بأعداد كبيرة من الناحية الشرقية وأطلقوا علينا وعلى قوات الجيش الذين أمام بوابة القصر بمبان كثيف ورغم ذلك صمدنا وإحتفلنا بعد أن سمعنا بعض الأخبار التي تشير إلى أن الجيش سوف يتلو بياناً بعد قليل وشعرنا بالنصر وعند الساعة السادسة توافد كثير من الناس حول القصر حاملين معهم الماء وبعض المستلزمات للإعتصام وبعد ذلك هجمت علينا قوات )أبو طيرة( وقاموا بقفلنا في شكل صندوق من الناحية الشرقية والغربية أما الجنوبية فكانت هناك كثير من سيارات هذه القوات التي دهست عدداً من الثوار وخرجنا نحن من الناحية الجنوبية التي حدث فيها كثير من عمليات النهب لـ)موبايلات( الثوار وضربهم وإعتقالهم من قبل هده القوات وهناك بعض القوات التي ترتدي زياً ملكياً قبالة السوق العربي واستمرت مطاردتنا حتى الشوارع الداخلية.
لا هذا ولا ذاك
وفي هذا الإطار يقول المحلل السياسي أحمد عابدين لـ )الإنتباهة( إن ما حدث بالقصر ليس نتيجة للاستدراج أو لكثافة الثوار مشيراً إلى أن عدم وحدة الهدف والأجسام سيعيق حركة المتظاهرين وتساءل قائلاً: ) كيف ناس تصل حتى القصر بدون قيادة او قرار(.
ولفت إلى أن ما حدث هو غضب عاطفي وشحن سياسي لن يؤدي لنتيجة حميدة ما لم يقتنع الكل بمنع التدخل الخارجي. وخطاب الكراهية وتفضيل المصالحة الوطنية على المصالح والأجندات الحزبية ،وتوقع استمرار الحراك بتحالف الشباب الثائر مع أحزاب الحرية والتغيير الذين يحتاجون لدليل يخطط لهم مبيناً أن المشهد بصورة كاملة بدون توافق سياسي وقبول بالحوار فأنه سيعيد ذات المشهد وقال بالنسبة لفض التجمع فأن العسكر لن يقعوا في نفس خطأ القيادة العامة.
رصد ومتابعة
وبشأن التظاهرات التي حدثت في الذكرى الثالثة للثورة قال رئيس المفوضية القومية لحقوق الإنسان رفعت الأمين لـ)الإنتباهة( نحن قمنا برصد جميع التظاهرات في العاصمة والولايات، و تأسفنا للعنف الذي حدث في بعض أحياء الخرطوم بما في ذلك محيط القصر الجمهوري، كما تأسفنا على المضايقات التي تعرضت لها إحدى الصحفيات من قبل بعض المتظاهرين، وندعو دائماً لحماية الإعلاميين وحرية الإعلام، كما ندعو السلطات للتحقيق حول العنف الذي تعرض له بعض المتظاهرين، مما أدى لوفاة أحد الشباب وإصابة البعض.
تقرير:خديجة الرحيمة
بعد أن وصل الثوار إلى بوابة القصر الرئاسي في الذكرى الثالثة للثورة التي تزامنت مع تظاهرات كثيرة رفضاً للإتفاق السياسي الذي حدث بين الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك مؤخراً والمطالبة بالحكم المدني تم إعلان اعتصام مفتوح أمام القصر وبعد ساعة من إعلانه ثمة شيء حدث أدى إلى فضه في خطوة غير مسبوقة، تفتح باب المشهد أمام العديد من )السيناريوهات( خلال الفترة القادمة. شهود عيان رووا لـ ) الإنتباهة( تفاصيل ما حدث، فحكى بعضهم أن دخول القصر كان نتيجة لكثافة الثوار وشجاعتهم الأمر الذي أرهق القوات النظامية، أما البعض الآخر فأعتبروه استدراجاً لهم بعد إزالة المتاريس أمامهم. تساؤلات كثيرة تدور حول هذا المحور كيف وصل الثوار إلى القصر على الرغم من الطوق الأمني الكثيف الذي كان يلتف حول كل الطرق التي تؤدي إليه ولماذا تم فض الاعتصام بعد ساعة من إعلانه؟
تطورات المشهد
وفي ظل تطورات المشهد السوداني يوماً بعد آخر الذي إزداد تعقيداً نتيجة للإتفاق السياسي الذي حدث مؤخراً خرجت كثير من المواكب في العاصمة والولايات مطالبة بفض الشراكة وتشكيل حكومة مدنية كاملة الأمر الذي أدى إلى إعلان اعتصام قبالة القصر الجمهوري بعد وصول الثوار هناك ووفقاً لشهود عيان حول تفاصيل ما حدث في فض الاعتصام الذي تم إعلانه بعد إقتحام الثوار للقصر الجمهوري فإن هذا الاعتصام كاد يكون مشابهاً لإعتصام القيادة العامة.
وتباينت الآراء حول هذا الأمر ورأى بعضهم أن عدد الثوار كان كثيفاً لذلك دخلوا القصر بعد عمليات كر وفر استمرت لأكثر من ساعتين الأمر الذي أرهق القوات النظامية وجعلها تزيل المتاريس ليصبح الطريق مفتوحاً أمام الثوار لوصولهم إلى القصر، فيما قال آخرون أن هذا استدراجاً للثوار بعد إزالة القوات الأمنية متاريسها أمامهم متوقعين ما حدث لفض الاعتصام مؤكدين استمرارهم في التصعيد إلى حين تسليم السلطة للمدنيين.
كر وفر
وفيما يتعلق بكيفية وصول الثوار إلى القصر الجمهوري وما حدث حول الاعتصام تروي شاهدة عيان لـ)الإنتباهة( التفاصيل وتقول منذ بداية المواكب تجمع كل ثوار جنوب الخرطوم في )شروني( وبعد ذلك توجهنا نحو القصر الى حين وصولنا لشارع الجمهورية الذي تجتمع فيه قوات أمنية كثيفة حاولوا تفريقنا بالبمبان بعد أن خاضوا معنا عملية كر وفر استمرت لساعات مما جعل هذا القوات تضربنا بالماء والبمبان في آن واحد، وبعد استمرار الثوار في هذا الخوض أرهقت القوات الأمنية وأزالت المتاريس أمامنا وأصبح الطريق سهلاً لوصلنا الى القصر وبعد وصولنا عند الساعة الرابعة عصراً وجدنا طوقا أمنياً كثيفاً أمام القصر وبعد آذان المغرب أعلنت تنسيقيات ولجان المقاومة الاعتصام من داخل القصر ورغم وصولنا هناك استمر الضرب بالبمبان من الجهة الشرقية لشارع الجامعة وبعد آذان العشاء جاءت قوات أمنية من كل الإتجاهات وقامت بضرب الثوار بالرصاص والعصي والبمبان وتم تفريقنا والقوات التي قامت بذلك هم )أبو طيرة( هذا ما رأيته وهناك حالات إغتصاب مؤكدة كما أن هناك حالات إصابة بالدهس لأن السيارات كان تسير بسرعة كبيرة ونحن دخلنا بشارع البلدية حيث استمرت عملية المطاردة بين القوات والثور حتى الشوارع الداخلية وهناك كثير من حالات الإختناق، أما القوات التي كانت أمام بوابة القصر فهي لحماية القصر وليس لحمايتنا وأؤكد أن دخولنا للقصر كان ليس سهلاً وفيه جزء من استدراجنا ولكننا أرهقنا القوات بشجاعتنا وكثافتنا ولدينا رسالة وأتمنى أن تكون وصلت ونحن مستمرون في تصعيدنا إلى حين التحول الديمقراطي الكامل.
استدارج
بالمقابل يؤكد شاهد عيان لـ)الإنتباهة( الذي يعمل بإحدى المحلات التجارية بالقرب من القصر الرئاسي أن دخول الثوار للقصر كان باستدراج من القوات النظامية وقليل من شجاعة الثوار وقال في الساعة التاسعة صباحاً بدأت القوات الأمنية بالزي الملكي التجول في محيط القصر الجمهوري والشوارع التي حوله وعند الساعة الحادية عشرة بدأ الثوار يتجمعون في نقطة الإلتقاء الرئيسيه في تقاطع )شروني( وعند الساعة الواحدة تحركت السيول البشرية نحو القصر الجمهوري بهتافات تطالب بالمدنية وعند وصول المواكب عند تقاطع )المريديان( تم فتح كوبري الفتيحاب من قبل الثوار وإنضمامهم لنا مما أدى إلى رفع معنويات الثوار.
وفي الأثناء بدأت القوات الأمنية بإطلاق الغاز المسيل للدموع في الساعة الواحدة والنصف كما بدأت حالة الكر والفر من قبل المتظاهرين مما أدى إلى إختناق عدد كبير من الثوار واستمر إطلاق البمبان والقنابل الصوتية إلى أن قاربت الساعة الرابعة التي بدأت فيها قوات الشرطة بالتراجع قليلاً ثم العودة لإطلاق الغاز المسيل للدموع وكنا على بعد أمتار من القصر وصمدنا إلى أن إقتحمناه وعم الفرح الثوار بإجتيازهم الترسانة الأمنية المشددة ولم يستمر الفرح طويلاً إلى أن بدأت القوات الأمنية تتمركز في الشوارع المؤدية إلى القصر وعاودت الهجوم بالقنابل الصوتية والأعيرة النارية لتفريقنا الأمر الذي أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من الثوار وإعتقال البعض إلى أن تم إخلاء القصر.
مصاب
ويروي شاهد عيان وهو أحد المصابين تفاصيل ما حدث حيث قال لـ)الإنتباهة( أن بداية تجمعنا كانت في )شروني( وبدأنا بالهتافات وحرق الإطارات إلى أن تجمعت أعداد كبيرة من الثوار ووصلنا إلى بداية شارع قصر ثم وقفنا قليلاً للتنظيم وبعد وصولنا بالقرب من بنك الخرطوم أطلقت قوات الشرطة البمبان علينا بكثافة وتراجع عدد من الثوار إلا أن صفوف الإشتباك كانوا في الأمام ولم يتراجعوا وأصبت في رجلي الشمال بعبوة بمبان كما أصيب ثائر في الثالثة عشرة من عمره بعبوة في الرأس وتم إسعافه وبعد ذلك قاموا برشنا بماء )الصرف الصحي( وإطلاق قنابل صوتية ورغم ذلك صمدنا حتى الساعة الخامسة التي كانت فيها لحظة إقتحام القصر وفي الأثناء تراجعت قوات الشرطة الأمر الذي جعلنا نشعر بمزيد من الحماس وفتح الطريق أمامنا من قبل قوات الجيش الذين كانوا يرتكزون أمام بوابة القصر وفي هذا الوقت جاءت قوات الشرطة من الناحية الغربية وأطلقت علينا بمبان الأمر الذي جعل عدداً من الثوار يترسون الطريق أمامهم وفي الأثناء وصل ثوار بحري وعقب آذان المغرب بعد إعلان الإعتصام بدأت قوات الإحتياط المركزي تتجمع بأعداد كبيرة من الناحية الشرقية وأطلقوا علينا وعلى قوات الجيش الذين أمام بوابة القصر بمبان كثيف ورغم ذلك صمدنا وإحتفلنا بعد أن سمعنا بعض الأخبار التي تشير إلى أن الجيش سوف يتلو بياناً بعد قليل وشعرنا بالنصر وعند الساعة السادسة توافد كثير من الناس حول القصر حاملين معهم الماء وبعض المستلزمات للإعتصام وبعد ذلك هجمت علينا قوات )أبو طيرة( وقاموا بقفلنا في شكل صندوق من الناحية الشرقية والغربية أما الجنوبية فكانت هناك كثير من سيارات هذه القوات التي دهست عدداً من الثوار وخرجنا نحن من الناحية الجنوبية التي حدث فيها كثير من عمليات النهب لـ)موبايلات( الثوار وضربهم وإعتقالهم من قبل هده القوات وهناك بعض القوات التي ترتدي زياً ملكياً قبالة السوق العربي واستمرت مطاردتنا حتى الشوارع الداخلية.
لا هذا ولا ذاك
وفي هذا الإطار يقول المحلل السياسي أحمد عابدين لـ )الإنتباهة( إن ما حدث بالقصر ليس نتيجة للاستدراج أو لكثافة الثوار مشيراً إلى أن عدم وحدة الهدف والأجسام سيعيق حركة المتظاهرين وتساءل قائلاً: ) كيف ناس تصل حتى القصر بدون قيادة او قرار(.
ولفت إلى أن ما حدث هو غضب عاطفي وشحن سياسي لن يؤدي لنتيجة حميدة ما لم يقتنع الكل بمنع التدخل الخارجي. وخطاب الكراهية وتفضيل المصالحة الوطنية على المصالح والأجندات الحزبية ،وتوقع استمرار الحراك بتحالف الشباب الثائر مع أحزاب الحرية والتغيير الذين يحتاجون لدليل يخطط لهم مبيناً أن المشهد بصورة كاملة بدون توافق سياسي وقبول بالحوار فأنه سيعيد ذات المشهد وقال بالنسبة لفض التجمع فأن العسكر لن يقعوا في نفس خطأ القيادة العامة.
رصد ومتابعة
وبشأن التظاهرات التي حدثت في الذكرى الثالثة للثورة قال رئيس المفوضية القومية لحقوق الإنسان رفعت الأمين لـ)الإنتباهة( نحن قمنا برصد جميع التظاهرات في العاصمة والولايات، و تأسفنا للعنف الذي حدث في بعض أحياء الخرطوم بما في ذلك محيط القصر الجمهوري، كما تأسفنا على المضايقات التي تعرضت لها إحدى الصحفيات من قبل بعض المتظاهرين، وندعو دائماً لحماية الإعلاميين وحرية الإعلام، كما ندعو السلطات للتحقيق حول العنف الذي تعرض له بعض المتظاهرين، مما أدى لوفاة أحد الشباب وإصابة البعض.