الجمعة 31 ديسمبر 2021 - 13:29
انزعاج أممي من مقتل متظاهرين في السودان واتهام للأمن باقتحام


أعرب فولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان )يونيتامس( )UNITAMS( عن انزعاجه الشديد من تقارير تحدثت عن مقتل 4 متظاهرين في احتجاجات وقعت أمس الخميس في السودان، فيما اتهم الأطباء الأمن باقتحام مستشفيين وإطلاق غاز مدمع داخله واعتقال مصابين، في حين انتقدت السلطات المظاهرات واعتبرتها استنزافا لطاقات البلاد.
وشدد المبعوث الأممي في تغريدة على حسابه الشخصي بموقع تويتر على ضرورة إجراء تحقيق ذي مصداقية في هذه الانتهاكات، وعلى الحق في حرية التعبير.
وقد أعلنت لجنة أطباء السودان سقوط 4 قتلى في مظاهرات الخميس بمدينة أم درمان )غربي الخرطوم(.
كما أصيب عدد من المتظاهرين بحالات اختناق بالغاز المدمع خلال فض السلطات الأمنية المظاهرات المتوجهة للقصر الرئاسي في الخرطوم.
وأمس الخميس، شهدت الخرطوم وعدد من مدن البلاد مظاهرات دعا إليها "تجمع المهنيين" و"لجان المقاومة" تنديدا بالاتفاق السياسي الموقع بين رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وللمطالبة بعودة الحكم المدني الديمقراطي.
اقتحام مستشفيات
وفجر اليوم الجمعة أفادت لجنة الأطباء -في بيان- بأن قوات الأمن السودانية اقتحمت مستشفيي "شرق النيل" و"الخرطوم التعليمي" بقوة السلاح، للسؤال عن المصابين واعتقالهم على خلفية مشاركتهم في احتجاجات الخميس.
وأضافت أن قوات الأمن أطلقت الغاز المدمع داخل قسم الطوارئ، مما أدى إلى حالات اختناق وسط المرضى والطواقم الطبية.
ونشرت اللجنة على صفحتها الرسمية في فيسبوك مقطع فيديو لما قالت إنه إطلاق غاز داخل قسم الطوارئ.
وكانت السلطات استبقت المظاهرات بإغلاق معظم الجسور والشوارع الرئيسية المؤدية إلى القيادة العامة للجيش والقصر الرئاسي، كما قطعت الإنترنت وشبكة الاتصال الهاتفي.
وكان تحالف قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين السودانيين اتهما السلطات باعتقال عدد من الناشطين عشية المظاهرات.
موقف السلطات
في المقابل، قال الطاهر أبو هاجة مستشار القائد العام للقوات المسلحة السودانية إن استمرار المظاهرات بطريقتها الحالية يعتبر استنزافا ماديا ونفسيا وذهنيا للبلاد وإهدارا للطاقات والوقت ولا جدوى منه.
وأضاف أبو هاجة -في تصريح صحفي- أن هذه المظاهرات لن توصل البلاد إلى حل سياسي، وأن التوافق الوطني والالتفاف حول قضايا البلاد العليا والحوار هو الطريق الأوحد لاستقرار السودان.
وقال إن هناك أيادي خفية تحاول جر البلاد نحو الفوضى، وهي لا تريد الانتخابات والديمقراطية، بل تريد فترة انتقالية إلى ما لا نهاية.
وأشار إلى أن هذه الجهات مرصودة ومعروفة، ولن يُسمح لها بأن تجر البلاد إلى الهاوية وأن تطبق مخططات الخراب التي نفذت في دول أخرى بهدف تقسيم السودان وتفتيته، حسب تعبيره.
تحذير المخابرات
بدوره، حذر جهاز المخابرات السوداني من أن الوضع السياسي الراهن في السودان ينذر بكارثة بدأت تلوح في الأفق.
وقال الجهاز إن الخروج من المأزق الخطير الذي تواجهه البلاد يتطلب مبادرة وطنية شاملة لا تستثني أحدا وتحقق الإجماع الوطني لكل أهل السودان بأحزابه وكياناته وقبائله المختلفة.
وأضاف أن منح الأجهزة النظامية -بما فيها المخابرات- صلاحيات واسعة سيمكنها من العمل بقوة لضبط الوجود الأجنبي بكافة أشكاله.
وشدد جهاز المخابرات السوداني على أنه لا تهاون في فرض هيبة الدولة وتطبيق القانون.
استياء أميركي
من جهته، عبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن استيائه من التقارير التي تتحدث عن استخدام قوات الأمن السودانية القوة المميتة ضد المتظاهرين وحجبها الإنترنت ومحاولة إغلاق وسائل الإعلام.
وقال بلينكن في تغريدة على تويتر إن الولايات المتحدة تقف إلى جانب الشعب السوداني في مطالبته بالحرية والسلام والعدالة.
ومنذ 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي يشهد السودان احتجاجات رفضا لإجراءات اتخذها البرهان وتتضمن: إعلان حالة الطوارئ، وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وعزل حمدوك، واعتقال قيادات حزبية ومسؤولين، وهو ما اعتبرته قوى سياسية ومدنية انقلابا عسكريا مقابل نفي من الجيش.
ووقّع البرهان وحمدوك في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي اتفاقا سياسيا تضمن عودة الأخير لمنصبه، وتشكيل حكومة كفاءات )بلا انتماءات حزبية(، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وتعهد الطرفين بالعمل معا لاستكمال المسار الديمقراطي.
لكن قوى سياسية ومدنية سودانية تعتبر هذا الاتفاق "محاولة لشرعنة الانقلاب"، متعهدة بمواصلة الاحتجاجات حتى تحقيق الحكم المدني الكامل خلال الفترة الانتقالية.