السبت 1 يناير 2022 - 17:58

الخرطوم _ فرح امبدة
إتهم ممثل الامين العام للأمم المتحدة الخاص للسودان ورئيس بعثة المساعدة الانتقالية المتكاملة في السودان فولكربيرتس، الجماعات المسلحة التي وقعت على اتفاق جوبا للسلام، وبعض القوات الحكومية، بالضلوع في اعمال العنف الأخير في دارفور، قائلا ” شهدت بعض الجماعات المسلحة التي وقعت على اتفاق جوبا للسلام منذ أكثر من عام درجة معينة من التمرد والانشقاق داخل صفوفها نتيجة لهذا الوضع المضطرب، كما يلقي المراقبون باللوم على القوات الحكومية في وقوفها إلى جانب أحد الأطراف أو دعمها بشكل نشط وعدم مساءلتها بشكل عام عن الجرائم المرتكبة”.
وكشف عن ما اسماه “نمط مثير للقلق من العنف الجنسي” طال حوالي 200 حالة هذا العام وحده.
ونبه بيرتس، في مقال نشرته مجلة فورن بولسي الامريكية صباح اليوم، تحت عنوان ” كيف نوقف هبوط دارفور إلى الظلام” إلى عدم ايلاء الحكومة الاهتمام اللازم لارتفاع اعمال العنف في اطراف السودان المختلفة، خاصة دارفور.
وقال في الخصوص “على مدى الشهرين الماضيين، شاهد العالم مئات الآلاف من السودانيين يسيرون في شوارع الخرطوم للمطالبة بالديمقراطية والحكم المدني الكامل، ولكن كان هناك عدد أقل بكثير من التقارير عن الوضع في أطراف السودان خارج العاصمة ما يوضح هشاشة المرحلة الانتقالية”.
واشار المسؤول الاممي، إلى ان في دارفور وحدها، نزح أكثر من 400 ألف شخص هذا العام ، فيما ظهر “نمط مثير للقلق من العنف الجنسي طال حوالي 200 حالة هذا العام وحده”.
وفسر تصاعد العنف القبلي في دارفور بقوله يبدو انه يهدف إلى “تهجير المزارعين من قراهم لاحتلال المجتمعات البدوية، كما أن اللوم يقع على عاتق اللصوصية المسلحة والإجرام”، بجانب عودة أكثر من 9000 مقاتل سوداني من المشاركين في ساحات القتال في ليبيا “ينخرط العديد من العائدين من ليبيا وربما أيضًا العائدين من تشاد في أنشطة غير مشروعة، مثل قطع الطرق المسلحة والتهريب”.
وانتهي بيرتس إلى نتيجة مفادها ان العنف المحلي في دارفور ، غالبًا ما يتخذ بعدًا سياسيًا، وتابع”لقد استغل العديد من الفاعلين السياسيين التوترات بين القبائل، مستقلة الفراغ الذي احدثه انقلاب 25 أكتوبر، بتركيز جميع الأطراف السودانية والحكومة والجماعات المسلحة تقريبًا على النضال السياسي في الخرطوم، فضلا عن سحبهم لأفضل قواتهم تدريباً من دارفور إلى العاصمة بالتالي حدثت زعزعة للاستقرار وانعدام للأمن في المنطقة”.
وحمل المسؤول الاممي، قوات حكومية، واخري تتبع للجماعات المسلحة، مسؤولية اجتياح مواقع يوناميد ومخازن برنامج الغذاء العالمي في الفاشر، قائلا “بينما كان الفريق المتبقي من يوناميد لا يزال يحزم المخيم المتبقي الأخير وتسلم المنشآت والمعدات إلى سلطات ولاية شمال دارفور، اجتاح الموقع آلاف الأشخاص، بما في ذلك الجماعات المسلحة وقوات الأمن، وقاموا بتجريدهم من ملابسهم، ونهبت المحتويات، وبالمثل، تم نهب مستودع تابع لبرنامج الغذاء العالمي هذا الأسبوع ، مما أدى إلى إفراغ محتوياته من المواد الغذائية المخصصة للفئات الأكثر ضعفا”.
وختم بيرتيس، مقاله بالقول “منذ انتهاء تفويض اليوناميد، لم تعد الدولة السودانية قادرة على “الاستعانة بمصادر خارجية” لأمن مواطنيها واللاجئين” مشيرا إلى ان البعثة التي يتراسها يتركز تفويضها على المهام السياسية وهي بذلك ليس لديها أي وظيفة تنفيذية” .