الأربعاء 2 فبراير 2022 - 20:55
الخرطوم: أحمد طه صديق
كان من الطبيعي في ظل تلك التجربة الاسلامية المشوهة لنظام الانقاذ التي لم ترض المعتدلين أو المتشددين أيضاً، أن يجد تنظيم الدولة الاسلامية )داعش( او القاعدة تربة خصبة لاستقطاب العديد من الشباب السودانيين في صفوفه المتحمسين لنشأة دولة اسلامية تحقق الاسلام بقوة السلاح، في واقع متغير ومتحول أوجبه العديد من المستجدات الظرفية.
وعلى إثر ذلك تسلل العديد من الشباب اليافعين سراً من الخرطوم والتحقوا بصفوف تلك التنظيمات لاسيما في تنظيم )داعش( عبر عدد من المناطق أكثرها دولة ليبيا في ظل التشرذم الذي تعرضت له بعد اسقاط الدكتاتور القذافي.
وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على سرت في أوائل عام 2015م وحولها إلى أهم قاعدة له خارج معقله الرئيس في سوريا والعراق، واجتذب أعداداً كبيرة من المقاتلين الأجانب إلى المدينة ومن بينهم سودانيون، والتحق عشرات الطلاب من الخرطوم في صيف 2015م متوجهين إلى تركيا بصفوف )داعش( بالعراق وسوريا بينهم عشرة من حملة الجوازات العربية، حيث لاقى العديد من المقاتلين الشبان السودانيين مصرعهم نتيجة المعارك في ليبيا أو في العراق، وبعضهم بسبب الغارات الأمريكية الموجهة لاغتيال عناصر )داعش(
إعدام بالذبح
وكشف الكاتب الصحافي المتخصص في الحركات الإسلامية والجهادية في تقرير عبر موقع صحيفة )السوداني( أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية قد نفّذ حكماً بإعدام أحد أبرز قادتها السودانيين ذبحاً، وفصل رأسه عن جسده بحد السيف، بتهم تتعلّق بالخيانة والعمالة لدول معادية ونشر أسرار التنظيم والتورط في كشف مخبأ أمير القاعدة باليمن أبو بصير ناصر الوحيشي، مما أدى لاستهدافه عبر ضربة جوية بسلاح الطيران الأمريكي في عام 2015م.
وأكد شباب تنظيم القاعدة بالسودان أن القيادي الذي تم ذبحه يُدعى )أبو تراب السوداني(، رشاد قرشي عثمان، من أبناء الخرطوم الذين التحقوا بصفوف القاعدة منذ وقت مبكر في شبابه، وقاتل ضمن قواتها في أفغانستان واليمن والصومال، قبل استقراره باليمن، حيث ترقى في التنظيم القتالي حتى تولى موقع المسؤول اللوجستي بالقاعدة بشبه الجزيرة العربية.
وكان أبو تراب السوداني رشاد قرشي عثمان قد زار الخرطوم قبل مقتل ناصر الوحيشي بزمن وجيز، وأنه بعد عودته لليمن تم استهداف ناصر الوحيشي الذي قتل بضربة جوية داخل مخبئه الذي كان يتخفى بداخله في عام 2015م، وفيما بعد ألقت قوات القاعدة بعد عمليات التحقيق في مقتل الوحيشي، القبض على رشاد السوداني، وأودعته سجونها التي تقع تحت الأرض داخل الكهوف والجبال بالاشتباه في ضلوعه في حادثة اغتيال الوحيشي، وظل موقوفاً داخل محابس القاعدة إلى أن أصدر )شرعيو القاعدة وقضاتها( حكماً بإعدام أبو تراب السوداني رشاد قرشي عثمان ذبحاً بالسيف، عبر قطع رأسه وفصله عن جسده.(
صلب سوداني
وإذا كان تنظيم القاعدة قد اعدم عضواً سودانياً في صفوفه، فقد تداولت مواقع إلكترونية ليبية في نوفبر 2015م أن تنظيم )داعش( في ليبيا صلب سودانياً حاول الفرار وقبض عليه عند مدخل سرت الشرقي، ومعه رواتبه التي تقاضاها طيلة التحاقه بالتنظيم وتبلغ قيمتها عشرة آلاف دولار، وكان الهارب قد اصطدم بحاجز لـ )داعش( عند مدخل المدينة الشرقي، ليعتقله رجال التنظيم ويحيلوه إلى المحكمة الشرعية التي قضت بصلبه. وقالت مصادر محلية في مدينة سرت لـ )بوابة الوسط( الليبية، إن عملية الصلب تمت في إحدى ضواحي شرق سرت، مضيفة أن المحكمة الشرعية حكمت أيضاً بصلب اثنين من عناصره يحملان الجنسية السورية دون الإشارة إلى تاريخ الصلب أو التهمة الموجهة إليهما.
اعتقال سوداني
واعلن الجيش الوطني الليبي في الثاني عشر من اغسطس 2012م اعتقال سوداني قال إنه عضو قيادي في تنظيم )داعش(، وقال ان التحقيقات قادت إلى معلومات وصفها بالخطيرة، غير أنه حتى الآن لم يتم تداول اعلامي حول تلك التهمة رغم مرور خمسة أشهر على الحدث.
أين المخرج؟
الملاحظ أن عدداً من هؤلاء الشباب المنضمين إلى تنظيم )داعش( أو القاعدة كانت أسرهم ميسورة الحال ويدرسون في جماعات خاصة مرتفعة التكاليف، مما يشير إلى ضرورة اعادة المفاهيم السابقة التي اعتبرت أن المنتمين إلى تنظيم )داعش( وغيره من التنظيمات المتشددة جلهم من أسر فقيرة، أي أن الدوافع طبقية في الأساس، الا أن المراقبين يرون ان الدوافع متعددة وتتباين بحسب البيئة الظرفية، ومنها منطلقات تتعلق بضعف الوعي الديني وعدم استلهام الواقع بشكل صحيح، مما يعرضهم لاستلاب الخطاب الديني المتشدد الذي يثير العواطف قبل العقول. وتظل العديد من الدول ومراكز الوعي الديني المستنير مستمرة في سعيها لنشر سياسة الوسطية والاعتدال، لكن ستظل دعوتها مهددة في ظل واقع حابل بالبيئة الجاذبة للتطرف.
ــــــــــــــــــ
الحديبة نيوز
.....
للاعلان بهذه المساحة واتساب
0919496619
الخرطوم: أحمد طه صديق
كان من الطبيعي في ظل تلك التجربة الاسلامية المشوهة لنظام الانقاذ التي لم ترض المعتدلين أو المتشددين أيضاً، أن يجد تنظيم الدولة الاسلامية )داعش( او القاعدة تربة خصبة لاستقطاب العديد من الشباب السودانيين في صفوفه المتحمسين لنشأة دولة اسلامية تحقق الاسلام بقوة السلاح، في واقع متغير ومتحول أوجبه العديد من المستجدات الظرفية.
وعلى إثر ذلك تسلل العديد من الشباب اليافعين سراً من الخرطوم والتحقوا بصفوف تلك التنظيمات لاسيما في تنظيم )داعش( عبر عدد من المناطق أكثرها دولة ليبيا في ظل التشرذم الذي تعرضت له بعد اسقاط الدكتاتور القذافي.
وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على سرت في أوائل عام 2015م وحولها إلى أهم قاعدة له خارج معقله الرئيس في سوريا والعراق، واجتذب أعداداً كبيرة من المقاتلين الأجانب إلى المدينة ومن بينهم سودانيون، والتحق عشرات الطلاب من الخرطوم في صيف 2015م متوجهين إلى تركيا بصفوف )داعش( بالعراق وسوريا بينهم عشرة من حملة الجوازات العربية، حيث لاقى العديد من المقاتلين الشبان السودانيين مصرعهم نتيجة المعارك في ليبيا أو في العراق، وبعضهم بسبب الغارات الأمريكية الموجهة لاغتيال عناصر )داعش(
إعدام بالذبح
وكشف الكاتب الصحافي المتخصص في الحركات الإسلامية والجهادية في تقرير عبر موقع صحيفة )السوداني( أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية قد نفّذ حكماً بإعدام أحد أبرز قادتها السودانيين ذبحاً، وفصل رأسه عن جسده بحد السيف، بتهم تتعلّق بالخيانة والعمالة لدول معادية ونشر أسرار التنظيم والتورط في كشف مخبأ أمير القاعدة باليمن أبو بصير ناصر الوحيشي، مما أدى لاستهدافه عبر ضربة جوية بسلاح الطيران الأمريكي في عام 2015م.
وأكد شباب تنظيم القاعدة بالسودان أن القيادي الذي تم ذبحه يُدعى )أبو تراب السوداني(، رشاد قرشي عثمان، من أبناء الخرطوم الذين التحقوا بصفوف القاعدة منذ وقت مبكر في شبابه، وقاتل ضمن قواتها في أفغانستان واليمن والصومال، قبل استقراره باليمن، حيث ترقى في التنظيم القتالي حتى تولى موقع المسؤول اللوجستي بالقاعدة بشبه الجزيرة العربية.
وكان أبو تراب السوداني رشاد قرشي عثمان قد زار الخرطوم قبل مقتل ناصر الوحيشي بزمن وجيز، وأنه بعد عودته لليمن تم استهداف ناصر الوحيشي الذي قتل بضربة جوية داخل مخبئه الذي كان يتخفى بداخله في عام 2015م، وفيما بعد ألقت قوات القاعدة بعد عمليات التحقيق في مقتل الوحيشي، القبض على رشاد السوداني، وأودعته سجونها التي تقع تحت الأرض داخل الكهوف والجبال بالاشتباه في ضلوعه في حادثة اغتيال الوحيشي، وظل موقوفاً داخل محابس القاعدة إلى أن أصدر )شرعيو القاعدة وقضاتها( حكماً بإعدام أبو تراب السوداني رشاد قرشي عثمان ذبحاً بالسيف، عبر قطع رأسه وفصله عن جسده.(
صلب سوداني
وإذا كان تنظيم القاعدة قد اعدم عضواً سودانياً في صفوفه، فقد تداولت مواقع إلكترونية ليبية في نوفبر 2015م أن تنظيم )داعش( في ليبيا صلب سودانياً حاول الفرار وقبض عليه عند مدخل سرت الشرقي، ومعه رواتبه التي تقاضاها طيلة التحاقه بالتنظيم وتبلغ قيمتها عشرة آلاف دولار، وكان الهارب قد اصطدم بحاجز لـ )داعش( عند مدخل المدينة الشرقي، ليعتقله رجال التنظيم ويحيلوه إلى المحكمة الشرعية التي قضت بصلبه. وقالت مصادر محلية في مدينة سرت لـ )بوابة الوسط( الليبية، إن عملية الصلب تمت في إحدى ضواحي شرق سرت، مضيفة أن المحكمة الشرعية حكمت أيضاً بصلب اثنين من عناصره يحملان الجنسية السورية دون الإشارة إلى تاريخ الصلب أو التهمة الموجهة إليهما.
اعتقال سوداني
واعلن الجيش الوطني الليبي في الثاني عشر من اغسطس 2012م اعتقال سوداني قال إنه عضو قيادي في تنظيم )داعش(، وقال ان التحقيقات قادت إلى معلومات وصفها بالخطيرة، غير أنه حتى الآن لم يتم تداول اعلامي حول تلك التهمة رغم مرور خمسة أشهر على الحدث.
أين المخرج؟
الملاحظ أن عدداً من هؤلاء الشباب المنضمين إلى تنظيم )داعش( أو القاعدة كانت أسرهم ميسورة الحال ويدرسون في جماعات خاصة مرتفعة التكاليف، مما يشير إلى ضرورة اعادة المفاهيم السابقة التي اعتبرت أن المنتمين إلى تنظيم )داعش( وغيره من التنظيمات المتشددة جلهم من أسر فقيرة، أي أن الدوافع طبقية في الأساس، الا أن المراقبين يرون ان الدوافع متعددة وتتباين بحسب البيئة الظرفية، ومنها منطلقات تتعلق بضعف الوعي الديني وعدم استلهام الواقع بشكل صحيح، مما يعرضهم لاستلاب الخطاب الديني المتشدد الذي يثير العواطف قبل العقول. وتظل العديد من الدول ومراكز الوعي الديني المستنير مستمرة في سعيها لنشر سياسة الوسطية والاعتدال، لكن ستظل دعوتها مهددة في ظل واقع حابل بالبيئة الجاذبة للتطرف.
ــــــــــــــــــ
الحديبة نيوز
.....
للاعلان بهذه المساحة واتساب
0919496619