الأحد 6 فبراير 2022 - 22:49
الخرطوم : عبد الرحمن صالح
كل يوم يمر على البلاد ومع استمرار الأزمة الراهنة يتضاعف المأزق الذي تعيشة المؤسسة العسكرية ، وكلما أحكمت الأزمات خناقها بالبلاد ، يتم التلويح بـ)كارت( الإنتخابات المبكرة ، بوصفها الحل للأزمات التي استعصت ، خيار الإنتخابات بالرغم من أهميته للخروج من النفق المظلم الذي دخلت فيه البلاد ، إلا أنه لا يحتل أولوية عند قوى إعلان الحرية والتغيير ، التي أعلنت رفضها، لقرارات مجلس الأمن والسلم الإفريقي التي من ضمنها إجراء إنتخابات خلال عام، وقالت إنه يمنح الشرعية للإنقلاب العسكري.
وعقد مجلس الأمن والسلم الإفريقي في 25 يناير الماضي، إجتماعاً، عن تطورات الأوضاع في السودان، دعا فيه لإتخاذ إجراءات تُنهي الأزمة في البلاد. وقالت )الحرية والتغيير( في بيان إنها )ترفض البيان الصادر عن مجلس الأمن والسلم الإفريقي، ولا ترحب بأية إجراءات مترتبة عليه وستكون الكلمة الأخيرة للشعب السوداني(. وأدان البيان ما وصفها بمحاولات مجلس الأمن والسلم الإفريقي )لمنح الشرعية لإنقلاب عسكري وفرض رؤاه على شعب حر(. وقالت إن مطالبة مجلس الأمن والسلم إجراء إنتخابات في ظرف عام )يُشكل تدخلاً غير مسبوق وغير حميد في الشأن السوداني بصورة مباشرة(.وأشارت إلى أن مجلس الأمن والسلم رحب بحكومة تصريف الأعمال فاقدة الشرعية متسائلاً )كيف يتحدث عن إجراء الإنتخابات قبل استعادة شرعية فترة الإنتقال وإنهاء الإنقلاب(، ليبقى السؤال كيف يتم تنظيم إنتخابات حرة ونزيه مع تصاعد وتيرة رفضها من قبل قوى الثورة ، وعدم توفير مطلوباتها؟
إنتخابات مثار شك
ويرى المحلل السياسي محي الدين محمد أن إطلاق مجلس السلم والأمن الإفريقي الدعوة لإجراء إنتخابات خلال عام ، تدلل على إدراك المجلس لمشكلة الشرعية وعدم القبول بالتوافق مع المكون العسكري ، ويضيف في حديثه لـ)الانتباهة( أن الخروج من الأزمة برأي مجلس السلم والأمن الإفريقي ربما تكمن في إجراء إنتخابات مبكرة ، وغض النظر عن مدى نجاعة هذا الخيار فأنه يبقى خياراً مطروحاً ، في وقت يؤكد فيه محي الدين أن عقد إنتخابات دون توافق حولها سيجعلها مثار شك من القوى التي ترفض القبول بها ، ويشير إلى أنه من الأفضل أن توافق جميع المكونات على قيام الإنتخابات ، الأمر الذي سيجعل الجميع ينهمكون في عملية صناعة الآليات وتهيئة المناخ الملائم لعقد إنتخابات تحظى بالموثوقية والتمثيل المقبول لإرادة الشعب السوداني ، الأمر الذي يؤدي إلى الاستقرار في البلاد .
خيارات صفرية
وحول قبول الشارع بإجراء إنتخابات في ظل رفضه لهيمنة المكون العسكري على السلطة ، يقول محي الدين أن الحديث عن الشارع يعني في ما يعني المجموعات الشبابية التي تقود الإحتجاجات ، ويضيف قائلاً هذه المجموعة عليها أن تدرك أن الخيارات المتاحة في ظل الإحتقان الحالي والتشرزم الذي يسم المشهد السياسي، هي التوافق السياسي الشامل أو الإنتخابات المبكرة ، وبالتالي عليهم أن يدركوا أن الخيارات محدودة وعليهم أن لا يجنحوا إلى تبني خيارات صفرية يصعب تحقيقها ، ويقول محي الدين أنا أؤيد أن تتم الإنتخابات بعد استكمال مطلوباتها ، التي من أهمها التوافق والمشاركة الواسعة في صناعة الدستور ، بالإضافة إلى وضع قانون مفوضية الإنتخابات ، وكذلك قانون إنتخابات يحوز على الرضى التام بين مكونات المشهد السياسي ، ويجزم أن توفر هذه المطلوبات هو الضامن لتحقيق قبول لنتائج الإنتخابات ، ويوفر منصة لتأسيس تجربة ديمقراطية مستدامة .
صدامات دامية
ويبدو أن فشل جميع المحاولات في العودة للقواعد التي وضعتها الوثيقة الدستورية كمحدد رئيسي في إدارة الفترة الإنتقالية ، وإخفاق الحلول المقترحة في وضع حل للإحتجاجات التي إنتظمت الشارع منذ قرارات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في ٢٥ أكتوبر الماضي ، لم يعد أمام بعض القوى المحلية والإقليمية ، سوى طرح خيار التعجيل بالإنتخابات ، التي بحسب إعلان قائد الجيش في ٢٥ أكتوبر أنها ستجرى في منتصف العام القادم ٢٠٢٣م ، ويرى مراقبون أنه في ظل الوضع الحالي ، فمن الصعب قيام إنتخابات في ظل الصدامات الدامية ، ورفض الشارع لإنقلاب البرهان ، الذي أكد خلال زيارته قبل يومين لدارفور أن الجيش لن يسلم السلطة إلا عبر الإنتخابات أو التوافق السياسي ، الأمر الذي أعتبره البعض تعبيراً عن رغبة العسكر في الاستمرار في الحكم ، وقال البرهان أنه يريد تسليم السلطة لمواطنين سودانيين منتخبين من قبل الشعب لحكم السودان .
إنتخابات صورية
المحلل السياسي سليمان أنور يؤكد أن أية إنتخابات تجرى في ظل الظروف المعقدة التي تمر بها البلاد حالياً ، ودون معالجة طلبات الشارع والثوار سوف تكون نتائجها محسومة سلفاً ، ويضيف في حديثه لـ) الانتباهة( أن قوى سياسية ثورية تشارك في الإنتخابات حال قيامها في هذا التوقيت سيسقطها في نظر الشارع ، ويقول سليمان في ظل رفض الشارع للإجراءات التي إتخذها قائد الجيش ، وخروج المظاهرات باستمرار ضدها ، وقتل العشرات من الثوار منذ إنقلاب البرهان ، ستجعل الإنتخابات المبكرة ) إنتخابات صورية( ، ويؤكد سليمان أن أية قوة سياسية تلوح بالإنتخابات وتشدد على قيامها ، في هذا التوقيت الحرج ، تريد ضمان مصالحها ، لجهة أن نتائج الإنتخابات سوف تكون مضمونه لهم أصلاً ، حتى يتم تتم هيمنتهم على السلطة بأي ثمن ، ويشير إلى أنه في ظل الوضع الحالي فمن الصعب جداً قيام إنتخابات في ظل الصدامات الدامية ، ورفض الشارع لإنقلاب ٢٥ أكتوبر ، ويرهن سليمان إجراء تغيير في البلاد بقيام الدولة المدنية ، بالإضافة إلى وجود إرادة وطنية حرة قادرة على معالجة الأزمات التي تعاني منها البلاد .
الخرطوم : عبد الرحمن صالح
كل يوم يمر على البلاد ومع استمرار الأزمة الراهنة يتضاعف المأزق الذي تعيشة المؤسسة العسكرية ، وكلما أحكمت الأزمات خناقها بالبلاد ، يتم التلويح بـ)كارت( الإنتخابات المبكرة ، بوصفها الحل للأزمات التي استعصت ، خيار الإنتخابات بالرغم من أهميته للخروج من النفق المظلم الذي دخلت فيه البلاد ، إلا أنه لا يحتل أولوية عند قوى إعلان الحرية والتغيير ، التي أعلنت رفضها، لقرارات مجلس الأمن والسلم الإفريقي التي من ضمنها إجراء إنتخابات خلال عام، وقالت إنه يمنح الشرعية للإنقلاب العسكري.
وعقد مجلس الأمن والسلم الإفريقي في 25 يناير الماضي، إجتماعاً، عن تطورات الأوضاع في السودان، دعا فيه لإتخاذ إجراءات تُنهي الأزمة في البلاد. وقالت )الحرية والتغيير( في بيان إنها )ترفض البيان الصادر عن مجلس الأمن والسلم الإفريقي، ولا ترحب بأية إجراءات مترتبة عليه وستكون الكلمة الأخيرة للشعب السوداني(. وأدان البيان ما وصفها بمحاولات مجلس الأمن والسلم الإفريقي )لمنح الشرعية لإنقلاب عسكري وفرض رؤاه على شعب حر(. وقالت إن مطالبة مجلس الأمن والسلم إجراء إنتخابات في ظرف عام )يُشكل تدخلاً غير مسبوق وغير حميد في الشأن السوداني بصورة مباشرة(.وأشارت إلى أن مجلس الأمن والسلم رحب بحكومة تصريف الأعمال فاقدة الشرعية متسائلاً )كيف يتحدث عن إجراء الإنتخابات قبل استعادة شرعية فترة الإنتقال وإنهاء الإنقلاب(، ليبقى السؤال كيف يتم تنظيم إنتخابات حرة ونزيه مع تصاعد وتيرة رفضها من قبل قوى الثورة ، وعدم توفير مطلوباتها؟
إنتخابات مثار شك
ويرى المحلل السياسي محي الدين محمد أن إطلاق مجلس السلم والأمن الإفريقي الدعوة لإجراء إنتخابات خلال عام ، تدلل على إدراك المجلس لمشكلة الشرعية وعدم القبول بالتوافق مع المكون العسكري ، ويضيف في حديثه لـ)الانتباهة( أن الخروج من الأزمة برأي مجلس السلم والأمن الإفريقي ربما تكمن في إجراء إنتخابات مبكرة ، وغض النظر عن مدى نجاعة هذا الخيار فأنه يبقى خياراً مطروحاً ، في وقت يؤكد فيه محي الدين أن عقد إنتخابات دون توافق حولها سيجعلها مثار شك من القوى التي ترفض القبول بها ، ويشير إلى أنه من الأفضل أن توافق جميع المكونات على قيام الإنتخابات ، الأمر الذي سيجعل الجميع ينهمكون في عملية صناعة الآليات وتهيئة المناخ الملائم لعقد إنتخابات تحظى بالموثوقية والتمثيل المقبول لإرادة الشعب السوداني ، الأمر الذي يؤدي إلى الاستقرار في البلاد .
خيارات صفرية
وحول قبول الشارع بإجراء إنتخابات في ظل رفضه لهيمنة المكون العسكري على السلطة ، يقول محي الدين أن الحديث عن الشارع يعني في ما يعني المجموعات الشبابية التي تقود الإحتجاجات ، ويضيف قائلاً هذه المجموعة عليها أن تدرك أن الخيارات المتاحة في ظل الإحتقان الحالي والتشرزم الذي يسم المشهد السياسي، هي التوافق السياسي الشامل أو الإنتخابات المبكرة ، وبالتالي عليهم أن يدركوا أن الخيارات محدودة وعليهم أن لا يجنحوا إلى تبني خيارات صفرية يصعب تحقيقها ، ويقول محي الدين أنا أؤيد أن تتم الإنتخابات بعد استكمال مطلوباتها ، التي من أهمها التوافق والمشاركة الواسعة في صناعة الدستور ، بالإضافة إلى وضع قانون مفوضية الإنتخابات ، وكذلك قانون إنتخابات يحوز على الرضى التام بين مكونات المشهد السياسي ، ويجزم أن توفر هذه المطلوبات هو الضامن لتحقيق قبول لنتائج الإنتخابات ، ويوفر منصة لتأسيس تجربة ديمقراطية مستدامة .
صدامات دامية
ويبدو أن فشل جميع المحاولات في العودة للقواعد التي وضعتها الوثيقة الدستورية كمحدد رئيسي في إدارة الفترة الإنتقالية ، وإخفاق الحلول المقترحة في وضع حل للإحتجاجات التي إنتظمت الشارع منذ قرارات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في ٢٥ أكتوبر الماضي ، لم يعد أمام بعض القوى المحلية والإقليمية ، سوى طرح خيار التعجيل بالإنتخابات ، التي بحسب إعلان قائد الجيش في ٢٥ أكتوبر أنها ستجرى في منتصف العام القادم ٢٠٢٣م ، ويرى مراقبون أنه في ظل الوضع الحالي ، فمن الصعب قيام إنتخابات في ظل الصدامات الدامية ، ورفض الشارع لإنقلاب البرهان ، الذي أكد خلال زيارته قبل يومين لدارفور أن الجيش لن يسلم السلطة إلا عبر الإنتخابات أو التوافق السياسي ، الأمر الذي أعتبره البعض تعبيراً عن رغبة العسكر في الاستمرار في الحكم ، وقال البرهان أنه يريد تسليم السلطة لمواطنين سودانيين منتخبين من قبل الشعب لحكم السودان .
إنتخابات صورية
المحلل السياسي سليمان أنور يؤكد أن أية إنتخابات تجرى في ظل الظروف المعقدة التي تمر بها البلاد حالياً ، ودون معالجة طلبات الشارع والثوار سوف تكون نتائجها محسومة سلفاً ، ويضيف في حديثه لـ) الانتباهة( أن قوى سياسية ثورية تشارك في الإنتخابات حال قيامها في هذا التوقيت سيسقطها في نظر الشارع ، ويقول سليمان في ظل رفض الشارع للإجراءات التي إتخذها قائد الجيش ، وخروج المظاهرات باستمرار ضدها ، وقتل العشرات من الثوار منذ إنقلاب البرهان ، ستجعل الإنتخابات المبكرة ) إنتخابات صورية( ، ويؤكد سليمان أن أية قوة سياسية تلوح بالإنتخابات وتشدد على قيامها ، في هذا التوقيت الحرج ، تريد ضمان مصالحها ، لجهة أن نتائج الإنتخابات سوف تكون مضمونه لهم أصلاً ، حتى يتم تتم هيمنتهم على السلطة بأي ثمن ، ويشير إلى أنه في ظل الوضع الحالي فمن الصعب جداً قيام إنتخابات في ظل الصدامات الدامية ، ورفض الشارع لإنقلاب ٢٥ أكتوبر ، ويرهن سليمان إجراء تغيير في البلاد بقيام الدولة المدنية ، بالإضافة إلى وجود إرادة وطنية حرة قادرة على معالجة الأزمات التي تعاني منها البلاد .