الخميس 12 أغسطس 2021 - 14:27
الطاهر ساتي يكتب: للحاكم مناوي ..!!
إليكم - الطاهر ساتي


:: بالتوفيق لمني أركو مناوي، وهو يؤدي القسم حاكماً لدارفور .. فالمهمة – لو أداها مناوي بصدق وإخلاص – شاقة للغاية، وما يجب تذكيره به هو أن الدكتور جون قرنق، بعد التوقيع على نيفاشا، لم يأتِ إلى الخرطوم بالخطب السياسية، ولا بروح الانتقام المسماة – كذباً وبهتاناً – بالروح الثورية.. ولكن سبقت قرنق إلى الخرطوم شعارات أفكار وبرامج وشعارات )سامية(، وهي التي لا تزال من غايات أهل السودان، ومنها الشعار الأشهر ) نقل المدينة إلى الريف(، أو هكذا اختصر برنامجه، بحيث يكون مفهوماً وواضحاً.
:: ونقل المدينة إلى الريف هو توفير مناخ الإنتاج بالولايات وأريافها بحيث لا تنزاح السواعد القابضة على المعاول والمحراث إلى الخرطوم – وغيرها من مدائن السودان – لتبيع ) الطواقي والمساويك( في الطرقات.. ونقل المدينة إلى الريف هو العدل والمساواة في توزيع الخدمات، بحيث لاتتوافد شهرياً إلى الخرطوم – الخرطوم وغيرها من المدائن الملايين الباحثة عن العلاج والتعليم والعمل.. ونقل المدينة إلى الريف هو إعلاء روح السلام والإنتاج في كل ربوع البلد بحيث تستوعب تلك الربوع الشاسعة كل عقول وسواعد أهلها، وبالمقابل هذا النقل يعني مكافحة روح التكدُّس والزحام بلا عطاء في المدائن.
:: هكذا معالم شعار نقل المدينة إلى الريف، أي توفير مناخ السلام والإنتاج بكل ربوع الإقليم، ثم توفير العدل والمساواة بين الناس.. ومناوي يعلم بأن السلام المرتجى في دارفور ليس هو سلام المناصب والمحاصصات وقسمة السلطة ومزاياها بين زيد وعبيد، بل هو السلام الذي يُعيد النازحين واللاجئين إلى ديارهم، بحيث تحمل السواعد معاول الإنتاج وأقلام المعرفة بدلاً عن القنابل والمدافع.. ومناوي يعلم بأن حُلم المكتوين بنار الحرب في إقليم دارفور ليس )السُلطة والثروة(، بل كان ولا يزال الحلم هناك مصانعَ تستوعب طاقات الشباب ومشاريعَ تنتج وتصدر، أو هكذا الحلم في تلك المناطق المنكوبة منذ تاريخ الاستقلال وحتى يوم هذا التنصيب.
:: ويا لها من مناطق، ومناوي أدرى بشعاب دارفور .. زائرها يتحسر بلسان حال قائل: ليت برنامج رصف الطرق وبناء السدود ومد الجسور ومتاريس حصاد المياه انطلق )من هنا(، وليت خدمات المياه والكهرباء وشبكات الاتصالات توفرت هنا قبل أي مكان آخر( أو هكذا يتمنى أي زائر لتخوم جبل مرة وأرياف زالنجي وقرى كأس ونيالا والفاشر والضعين والجنينة وغيرها من أرض الخيرات الممدودة على مد البصر.. فالمواطن في ربوع دارفور منتج، وكذلك المواطنة.. نعم، عكس الكثير من مجتمعات السودان، فالرجل والمرأة يتقاسمان في دارفور المسؤولية زرعاً في الحقل وبيعاً في السوق ورعياً في البادية، أي سواسية في العمل والإنتاج.
:: ومن ثمار اجتهادهم تمتلئ أسواق دارفور بخيرات الرُّعاة والمزارعين لحد الكساد.. وأسعار اللحوم والألبان والأجبان والخضر والفاكهة في مواسم الإنتاج لا تلبي طموح المنتج لسوء التسويق، وسوء التسويق مرده )العزلة( و)الحروب(، فهل يفلح الحاكم مناوي – وأركان حربه من الولاة وغيرهم – في إخراج دارفور من مطرقة العزلة وسندان الحروب ؟.. نأمل ذلك .