الخميس 12 أغسطس 2021 - 15:18

الخرطوم : وجدان طلحة
لا يختلف اثنان حول الدور الكبير الذي يقوم به الإعلام في مكافحة الإرهاب وخطاب الكراهية ،وتوعية المواطنين حتى لا يقعوا ضحية لهذه الظاهرة خاصة فئة الشباب ، أمس الأول نظم مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الارهاب ،بالتعاون مع الهيئة الوطنية لمكافحة الإرهاب بالسودان، والاتحاد الاوربي، ويونيتامس ورشة عمل حول “دور الاعلام ووسائل الاتصال في مكافحة الإرهاب” ، قدمت خلالها عدد من الارواق العلمية ، وحظيت الورشة بنقاش مستفيض من الإعلاميين والخبراء المشاركين .
خطاب الكراهية
المستشار الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء فيصل محمد صالح قدم ورقة حول )دور الاتصال والإعلام في مكافحة خطاب الكراهية( اوضح فيها ، ان العمليات الإرهابية تقوم اساسا على خطاب الكراهية الذي يتم تدريب الإرهابيين عليه، مؤكدا صعوبة فرض هيبة الدولة في المراحل الانتقالية وضبط خطاب الكراهية ، مشيرا إلى ان اخطر انواع هذا الخطاب هو الخطاب الديني لانه يكون خطابا تحريضيا .
فيصل اكد ان خطاب الكراهية منتشر بمستويات مختلفة ،مشيرا إلى أن اغلب اغاني الحماس هي خطاب كراهية لانها واحيانا تُحرض علي صراع قبيلة ضد اخري ، وان كثيرا من )النكات( والامثال الشعبية هي خطاب كراهية .
معتبرا ان السوشيال ميديا ساهمت في نشر هذا الخطاب لعدم رقابة عليها ، مشيرا إلى وجود قوانين تجرم هذا الخطاب ، الا انها غير مفعلة ، مؤكدا أن التزام الإعلاميين بالمعايير المهنية يجنبهم الوقوع في خطاب الكراهية.
تمارس الإرهاب
المدير العام لقوات الشرطة الأسبق د.عادل العاجب قدم خلال الورشة ورقة حول )الاطار القانوني لخطاب الكراهية( اكد فيها صعوبة مكافحة ظاهرة الإرهاب بالرغم من وجود تدابير امنية وشرطية ، مشيرا إلى صعوبة استخدام التقنية في محاربة الظاهرة لأسباب من بينها تذبذب التيار الكهربائي ، كما أن بعض الأحياء غير مخططة ،مشيرا إلى خطورة الارهاب مقارنة بالمخدرات وتجارة البشر والسلاح ، لافتا إلى أن الدول الديكتاتورية تمارس الار5هاب ، وقال توجد دول تدعم وتمارس الإرهاب خاصة الدول الديكتاتورية ، داعيا إلى تحجيم الأموال التي يتم استخدامها في الإرهاب ، مستدركا: التحجيم تضرر منه الفقراء لان الدعم الذي كان يأتيهم من بعض المنظمات توقف.
العاجب اكد انه لا بد من مدخل صحيح لمحاربة الإرهاب ، واضاف “الاهم هو الوقاية من الإرهاب” ، مشيرا الي انه يحتاج الي نفس الحملة التي حدثت نتيجة لتفجير مبني البنتاغون ، مؤكدا ضروة استصحاب المجتمع في محاربة الارهاب ، ووجود قانون واحد مثل الاتفاقيات العالمية التي تجرم من يخالف نصونها، وارجع وجود 12 اتفاقية لمكافحة الإرهاب لعدم تعريف واحد له ، بالتالي مكافحتة ليست بالصورة المطلوبة، وتخوف من انتشار الإرهاب بصورة اوسع بافريقيا والمنطقة العربية، مشيرا إلى أن بعض السياسيين يستخدمون خطاب الكراهية ، ويجب الضغط عليهم ، رغم انه لا يتحملونه لان جلودهم مثل الأبقار.
شباب اولاين
العاجب لفت الي ان الإرهابيين استقطبوا الشباب )اولاين ( خاصة الشباب والمتعلمين ،والذين دخلوا للإسلام حديثا ، وقال ان الإرهابيين يتم تدريبهم تدريبا عاليا يفوق تدريب القوات النظامية ، وشدد على ضرورة ضغط الإعلام على الشبكات لافراغها من دروس للإرهاب والعنف، مؤكدا عدم صحة الآراء التي تشير إلى أن بعض المناهج الدينية تعلم الإرهاب.
الكراهية والعنف
مدير مكتب اليونسكو بالسودان أيمن بدري قدم ورقة حول )خارطة الطريق الوطنية لإصلاح وسائل الإعلام لمكافحة التطرف والعنف وخطاب الكراهية( ، اكد فيها ان اي صراع ناتج عن خطاب الكراهية يؤثر على عمل المنظمات بالسودان ، مشيرا الى أن اليونسكو تعمل علي مساندة مكافحة خطاب الكراهية والعنف والتطرف ، مشيرا إلى الجهود التي قامت بها لبناء القدرات المحلية لمكافحة الظاهرة وتدريب المواطنين .
بدري اوضح ان اليونسكو عملت مع شركاء سلام جوبا وبناء قدراتهم في مكافحة خطاب الكراهية والعنف ، وجزم بأن خطاب الكراهية في السودان أخطر من وباء كورونا ، وقال عمل الدولة في منع خطاب الكراهية لا يساوي 1% من عملها في مكافحة كورونا ، ونبه الى عدم وجود قوانين حالية تشير الى خطاب العنف والكراهية في السودان ، وقال ما زال هناك فراغ ويجب على الجميع العمل عليه.