الثلاثاء 8 مارس 2022 - 19:51

تحقيق: خديجة الرحيمة
توقف العمل بحقل بليلة النفطي بولاية غرب كردفان وخرج عن الخدمة لأكثر من اسبوع جراء الهجوم المسلح وعمليات التخريب الواسعة التي طالت الآبار وغرفة التحكم وبعض السيارات العاملة ولم تكن هي المرة الأولى حيث توقف الحقل عن العمل في العام 2019 بعد أن سيطر عليه بعض المحتجين وقاموا باحتجاز العاملين فيه لعدم توظيف أبناء المنطقة وبات حقل بليلة مهدداً بالتوقف بعد تزايد مطالب أهل المنطقة وقامت مجموعة شبابية مطلبية من ابناء المنطقة باحتلال المطار والتهديد باحتلال الحقل آنذاك وتزامن ذلك مع تزايد المطالب الأهلية بالمنطقة حيث طالب ابناء المنطقة بتوظيف ابنائهم وإنشاء خدمات بالولاية.
هجوم بـ) آر بي جي(
وكشف أحد العاملين بالحقل لـ)الإنتباهة( حقيقة تفاصيل الهجوم المسلح على الحقل حيث قال ان مجموعة من المطالبين قامت بالهجوم على سيارة”بوكس” وإصابة 3 أشخاص وتم الهجوم على )سيرفس نظافة( في صابرين وضربه بقذيفتين “آر بي جي” والهجوم على غرفة التحكم وحرق 2 من الآبار ، مشيراً الى توقف العمل بالحقل حتى الآن منذ تعرضه للهجوم.
من جانبه نفى مدير شرطة ولاية غرب كرفادن، اللواء إيهاب عبد الحميد، تعرض حقل بليلة “النفطي” لأي هجوم، وأشار في بيان لعدم خروجه من الإنتاج أو السيطرة الأمنية.
تخريب وخسائر
ويوالي حقل بليلة الخروج عن العمل بين حين والآخر وحملت مبادرة استعادة نقابة المهندسين السودانيين، السلطات مسؤولية حماية منسوبيها والعاملين في حقول النفط ومربعات الإنتاج وقالت في بيان لها ان على السلطات الاضطلاع بأدوارها بدلاً من العمل على الانتقام من الثوار وترسيخ دولة المليشيات على حساب دولة المؤسسات ولم تخرج جهة رسمية بتقدير لحجم الخسائر الناجمة عن عمليات التخريب في الحقل، أو تأثيرها على إمدادات النفط وخسر السودان ثُلثيِّ إنتاجه النفطي بانفصال جنوب السودان في العام 2011
ويقع حقل “بليلة” النفطي ضمن امتياز شركة “بترو إنرجي” المحدودة، وهي شراكة بين عدة شركات مؤسسة البترول الوطنية الصينية )CNPC(وينتج الحقل نحو )22( ألف برميل من النفط يومياً
)الإنتباهة( بحثت مع جميع الجهات ذات الصلة للوصول الى أساس المشكلة وطريقة الحل، البعض ابدى تعاونا منقطع النظير والبعض تمنع ورفض.
ضرب وتعطيل وتوقف
وبالحديث عن تفاصيل الهجوم المسلح الأخير على حقل بليلة يروي المواطن رحومة رحمة وهو احد العاملين بحقل بليلة تفاصيل الهجوم المسلح على الحقل الأسبوع الماضي لـ)الإنتباهة( ويقول إنه يعمل بالحقل منذ أربع سنوات ما حدث هو من بعض الأشخاص المطالبين بحقوقهم وهم يسكنون داخل الحقل في إدارية الفردوس رفضوا التفاوض الى حين تحقيق تلك المطالب حاولوا الجلوس معهم ولكنهم رفضوا وقاموا بأعمال التخريب وعندما بدأوا قاموا بضرب سيارة “بوكس” بها أربعة أشخاص تم إصابة 3 منهم ثم قاموا بعدها بالهجوم على )سيرفس نظافة( في صابرين وقاموا بضربه بقذيفتين “آر بي جي” ثم تم ضرب 2 )تانكر( في الطريق وتم عمل هجوم على غرفة التحكم وتم حرق 2 من الآبار وتكسير خطوطها والخسائر كبيرة ومنذ ان حدث ذلك توقف العمل تماماً بالحقل والى الآن لم تتم صيانة الآبار )والزيت جاري ومالي الأرض( وبعد يومين من ذلك تم ضرب مطار بليلة بحد قوله.
مطالب وتخريب
وبشأن ما حدث في حقل بليلة للبترول يروي أحد المهندسين العاملين بحقل بليلة للبترول مفضلا حجب اسمه لـ)الإنتباهة( تفاصيل الحادث الذي وقع على حقل بليلة في منطقة الفردوس وتسبب في عدد من الخسائر حيث قال هناك مجموعة متفلتة قامت بضرب سيارات خرجت للعمل وفي طريق عودتها في فترة المساء وتم إطلاق النار عليها مما خلف 3 إصابات فقام الجيش بالرد عليهم وتم ضبط )موتر( كان يستغله المتفلتون وبعض الأوراق التي قاموا برميها وبها مطالبهم وسبب الضرب والتخريب لتوصيل رسالتهم ومطالبتهم بحقوق يريدون استردادها من شركات البترول وبعد ضرب السيارات تم حرق غرفة التحكم وفك عدد من الآبار والى الآن الآبار متوقفة عن العمل وتيم الصيانة يعمل على إعادتها للعمل.
تهميش واضح
وبحسب حديث عضو جبهة أبناء غرب كردفان عبدالوهاب أحمد لـ)الإنتباهة( فإن قضية الشباب الذين يعيشون حول مناطق البترول في غرب كردفان هي قضية متجذرة منذ بدأ التنقيب عن النفط في تلك المناطق مشيراً الى توارث هذه القضية الى ان وصلت لهذا الجيل ، الذي أصبح يدافع عن حقوقه بكل الطرق المتاحة -بحسب قوله- واضاف قام الشباب بتكوين أجسام مختلفة تمكنهم من طرح قضاياهم وتوصيل أصواتهم للأجهزة المختصة فيما يتعلق بالتنقيب عن النفط في غرب كردفان وكان جوهر هذه القضايا هو التهميش الواضح من قبل الدولة وعدم إشراك ابناء الولاية وتوظيفهم في تلك الشركات النفطية التي تعمل في ولايتهم ، رغم وجود عدد كبير من ابناء المنطقة الخريجين الذين يحملو شهادات جامعية في ذات مجال النفط ، ولكن الشركات تأتي بموظفين من الولايات الاخرى واكتفت تلك الشركات بتوظيف عمالة في وظائف يعتبرونها هامشية ) خفراء ، عمال نظافة ، طباخين …وغيرها( وتابع قضية التعويضات التي جاءت في اتفاقية التنقيب وهي حصول سكان تلك المناطق على امتيازات كثيرة عبارة عن جبر ضرر لما يحدث من أضرار صحية سالبة جراء التنقيب عن النفط ، والتي تمثلت في ) مجانية العلاج ، حوافز شهرية لكل اسرة تقطن حول الحقول ، دعم غذائي( ، وقال قد توقفت تلك الامتيازات ولم يتوقف التنقيب هذا الأمر أخذ طابع العجز لدينا وبدأنا باللجوء الى وسائل أخرى غير الحوار الذي لم يجد نفعاً منذ فترة طويلة ، واردف انقسمت تلك الأجسام فقام بعض الشباب بالهجوم المسلح على الحقل وقالوا )لا نريد اي بترول في بلدنا خلونا مع بقرنا وأهلنا( .
من جانبه رفض رئيس الجبهة وبعض الأعضاء الحديث للصحيفة وبرروا ذلك بخوفهم من الإعلام وملاحقة السلطات.
مطالب متكررة
بالمقابل قالت جبهة ابناء غرب كردفان بمناطق البترول :” نحن خرجنا كمثلنا من ابناء شعبنا المصادم بحثآ عن حياة أفضل لنا ومستقبل واضح المعالم لأجيالنا القادمة فقد )عانت مناطقنا من جراء دخول صناعة النفط شر المعاناة والألم فلم نحظ لا بمدرسة تعُلمنا ولا مستشفيات تًشفي أوجاعنا ، والادهى اننا في هذا التوقيت الواسع في فضاءات الحرية نُحرم من التعبير السلمي عن مطالبنا ولكننا ماضون ولسوف نصل يوما ما( وأشارت في بيان لها الى مطالبهم المتكررة منذ فترة طويلة مؤكدة عدم الجلوس لأي حوار موضحة الى ان المطالب تمثلت في:
المطالبة بنسبة 5% من عائدات حقول بترونرجي من انتاجها لصالح تنمية القطاع الصحي وقطاع المياه بمناطق انتاجها خاصة ادارية الفردوس.
والمطالبة بعدد 300 فرصة عاملة وتوظيف ببترو انرجي وبالشركات المٌشغلة بواسطتها.
كما طالبت بإبعاد )مدير شركة بتروانرجي ، ومدير أمن الشركة( وذلك لانهما يمثلان رأسي التواطؤ في هضم حقوقنا.
والمطالبة بإنشاء 80 دكان بالإدارية وختمت بيانها بـ)يصبح خيار التهدئة وإزاحة الخطر منطقيآ في حالة قبول هذه الشروط كاملة(.
جبهة متمردة
وعن الجهة التي قامت بتنفيذ الهجوم على حقل بليلة قال الناطق الرسمي بإسم تجمع شباب حقول البترول المهندس عدي لـ)الإنتباهة( انه توجد جبهة متمردة تحمل السلاح بالمنطقة ولها مجموعة من المطالب قامت برفعها من خلال بيان تأسيسي نافياً وجود علاقة بين التجمع والهجوم الذي حدث وأوضح قائلاً التجمع جسم مطلبي سلمي والتي قامت بالهجوم هي حركة تحمل السلاح ولها أجندة تقوم بتنفيذها وأضاف لنا أيضاً في التجمع عدد من المطالب ونريد تلبيتها.
نفي وتأكيد
نفى مدير شرطة ولاية غرب كردفان، اللواء إيهاب عبد الحميد، تعرض حقل بليلة “النفطي” لأي هجوم، مشيراً إلى عدم خروجه من الإنتاج أو السيطرة الأمنية وقال في تصريحات صحفية، إنه لا توجد معلومات حول هجوم مسلح على المطار، وإن عملية الإنتاج النفطي لم تتوقف، لكنه عاد وأوضح خروج حقل “البرصاية”، وكذلك إصابة موظفين اثنين الأسبوع الماضي برصاص أثناء تغيير وردية العاملين، مبيناً أن الأجهزة الأمنية تبحث عن الأشخاص وراء الهجوم، لافتاً إلى أنهم قد يكونون متفلتين أو من العمالة المحلية ، ونوّه مدير الشرطة بالولاية، أن العمال المحليين لديهم مطالب متعلقة بالتوظيف
وقد أعلن تجمع العاملين بقطاع النفظ، )الجمعة(، أن مجموعة مسلحة استهدفت مطار بليلة بقذائف )آر، بي، جي(، ودعا العاملين إلى اتخاذ التحوطات اللازمة التي تضمن أمنهم وإن أدت للإغلاق الكلي لحقول النفط وقال التجمع، إن مجموعة مسلحة هاجمت، )الإثنين( الماضي، طوف تغيير وردية العاملين بحقل “بليلة” وحدة المعالجة المركزية، ما أدى إلى إصابة ثلاثة من العمال بالرصاص الحي. وأضاف: “تبعت الهجوم مجموعة من الأحداث التخريبية من حرق وتخريب للآبار وتعدٍّ على حقل شركة شارف وإغلاقه لساعات.
أساليب غير مقبولة
بالمقابل كشف والي غرب كردفان خالد محمد أحمد جيلي عن حقيقة عمليات التخريب التي تعرض لها حقل “بليلة” للبترول بالولاية وقال لـ)الإنتباهة( بدأت حركة احتجاجات مطلبية من ابناء مناطق البترول للمطالبة بأموال المسؤولية الاجتماعية للشركات المتمثلة في الخدمات ،لكن بعضا من المحتجين حاول تعطيل أنابيب البترول وكابلات الكهرباء من خلال حرق الإطارات المستعملة والحطب مما تسبب في أعطال جزئية “خفيفة” وأضاف قامت القوات النظامية بإجراء التحوطات اللازمة وتأمين آبار البترول وسيطرت على الوضع وأعلن عن فتح بلاغات جنائية في )8( أفراد هاربين مازالت القوات تلاحقهم حتى يتم القبض عليهم ،تسببوا في إصابة عدد من حراس أمن البترول ،تم نقل 2 منهم للأبيض وكشف عن وصول تعزيزات عسكرية من الفرقة 22 بابنوسة بجانب وجود “كتيبة “من القوات المسلحة وقوات الاحتياطي المركزي، ووصف الوالي أساليب التخريب بغير المقبول ،لكنه عاد وأكد اتفاق الحكومة مع المحتجين على وقف التصعيد والعمل على تحقيق مطالب أهالي المناطق، ودعا المحتجين مراعاة المصلحة العليا للبلاد والابتعاد عن التخريب ،لأن البترول مورد قومي وزاد ) نحن معاهم في مطالبهم المشروعة والشركات تلتزم بأموال المسؤولية الاجتماعية ونحن ندعوهم للتعبير بالطرق السلمية( وأوضح أن اجتماع لجنة أمن الولاية الذي انعقد ببليلة أمن على زيادة القوات لتأمين آبار البترول، وأكد مشروعية المطالب.