الأحد 27 مارس 2022 - 19:16

تقرير: رندا عبدالله
على خطى المعزول البشير يسير نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، وفق كثيرين، يخاطب الحشود القبلية بالولايات، ويستعرضها أمام قوى الحرية والتغيير، مخاطبا إياها ومتحديا لها بإمكانية إخراجه الملايين للشوارع إن أراد ذلك، ما عده متابعيون تحديا صريحا للجان المقاومة وتجمع المهنيين، وفيما يرى كثيرون أن حميدتي يوظف كافة الأموال والإغراءات المختلفة لنظار وشيوخ وعمد القبائل من اجل الالتفاف حوله، يرى بالمقابل البعض الآخر سيما هذه القبائل فيه الفارس والقائد الملهم للجماهير.
ومما لا شك فيه أن حميدتي، كثف من تحركاته الجماهيرية ومخاطبة الحشود القبلية، مؤخرا، وقد عقد في اقل من اسبوعين لقاءين جماهيريين أحدهما مع تجمع شباب البني عامر والحباب بدار البني عامر بشرق السودان، و الثاني أمس الأول بولاية الجزيرة محلية المناقل.
ورغم انه خاطب في تلك اللقاءات قضايا الاقتصاد وارتفاع سعر الدولار و التعايش السلمي بين ابناء الشرق وإعلاء الروح الوطنية وطالب في الوقت ذاته قبائل البجا الى وحدة الصف وإعلاء الروح الوطنية من اجل النهوض بالبلاد إلا ان زيارته لم تخل من توجيه رسائل سياسية معينة في بريد القوى السياسية خاصة قوى إعلان الحرية والتغيير، حين قال إنهم سيعودون للثكنات بعد مجيء حكومة منتخبة عبر صناديق الانتخابات وأنهم لن يسلموا البلاد لمن يصرفون رواتبهم من السفارات، كما هدد أمس الأول بالمناقل على إخراجه الملايين للشوارع ما اعتبره خبراء في الشأن السياسي تصعيدا والسير على نهج البشير.
)١(
ونجد انه وبالتزامن مع تكثيف المقاومة وتنويعها بتكتيكات جديدة تتمثل في عودة المتاريس التي نجحت في إعاقة الحركة بولاية الخرطوم خلال اليومين الماضيين، تستمر لقاءات حميدتي الجماهيرية والتي يستعرض فيها حشودا على مد البصر مثلما حدث خلال مخاطبته لقبيلة الكواهلة أمس الأول، والتي تصب جلها في إرسال رسالة في بريد لجان المقاومة، حين هدد بإمكانية إخراج الملايين، وهو وفق مراقبين مخاوف جعلت قائد الدعم السريع يتحرك في اتجاه آخر خارج صندوق التهدئة والمبادرات خوفا من تكرار سيناريو البشير الذي لم يكترث للحراك حتى سقط بأمر الشعب، وبحسب المحلل السياسي الرشيد محمد ابراهيم فإن الحالة الصراعية في النهاية تجعل حالة الاستقطاب باقية بل وتعمل على ازديادها، وذكر في حديثه لـ “الإنتباهة” أن لا يستبعد تزايد السباق حول الشارع مستشهدا بما يردده العسكر عن امتلاكهم الشارع ولا تملكه الأحزاب لوحدها بجانب توظيف المكونات الأهلية لإحداث توازن في الشارع في مقابل قوى لجان المقاومة او العمل الحزبي مؤكدا وجود فاعلية حزبية في لجان المقاومة حتى وان كانت ضعيفة .
وفي المقابل يقلل متابعون سياسيون من تأثير الإدارات الأهلية في دعم تيار حميدتي لإحداث توازن في الشارع الذي يبدو ظاهريا مسيطر عليه الشباب المقاوم ودون صحافي على صفحته في وسائل التواصل الاجتماعي” ان الإدارات الأهلية ليست عمما وجلاليب كما تعتقد العقلية القديمة وان الإدارة الاهلية التي تفتقد السند من شبابها مصيرها إلى زوال ويبقى المستقبل لمن يقدمون أرواحهم حالياً في الشارع”
وفي هذا الاتجاه يقول المحلل السياسي الرشيد ان الإدارات الأهلية يمكن ان تدفع في اتجاه الانتخابات بطبيعة الحال ولا تهتم بالنظام السياسي وإنما بالمصلحة الاجتماعية، وتحقيق وفاق وطني او رخاء اقتصادي بجانب تجنب العنف وإحلال السلام الاجتماعي ومنع انفراط الأمن والحرب الأهلية
)٢(
ومنذ أن تصدر حميدتي المشهد السياسي كنائب لرئيس المجلس السيادي تنبأ له المتابعون انه يمضي على نهج البشير في الاعتماد على الإدارات وتوظيفها لخدمة خطه السياسي خاصة بعد ان فارق طريق الثورة والشباب والمقاومة واختار أن يكون مع المكون العسكري ورثة طريقته وأسلوبه، فهل تفلح حشود حميدتي في دعمه لمواجهة ثورة الشباب؟
ويقرأ المحلل السياسي الرشيد هذه التحركات في انها تفهم في سياق الحوار الذي يطرحه مجلس السيادة في ان تكون الانتخابات المخرج الآمن للأزمة السودانية باعتبارها الشرط الوحيد لتسليم السلطة موضحا ان حميدتي اتجه لمخاطبة الشباب في مبادرة الشباب الخاصة بمحاربة المخدرات بقاعة الصداقة.
وقال الرشيد ان السودان خال من وجود كيانات شبابية منظمة عبر هياكل ومؤسسات وأجهزة بجانب مقاطعة الأحزاب للعملية السياسية ورفعها شعار لا تفاوض ولا حوار وبالتالي تعتبر الادارة الأهلية بانها كيانات أكثر قابلية وحريصة على مصالحها بعيدا عن النظام السياسي الحاكم.
وقال الرشيد ان القضايا السياسية بطبيعة الحال تحتاج للطبيعة الحزبية ولكن الكيانات الاجتماعية مثل الإدارات الأهلية يمكن ان تساعد في البناء الوطني وفي القضايا الكبيرة ولكن العملية السياسية طبعا لا يمكن تجاوز الأحزاب فيها.
)٣(
في مقابل ذلك أوضح استاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية مصعب محمد علي ان لقاء حميدتي مع الإدارات الأهلية يأتي في سياق محاولة كسب وتأييد الإدارات الأهلية لنظام 25 أكتوبر من خلال اللقاءات المتكررة معها من جانب ودعمها من الجانب الآخر وان النتائج المتوقعة من خلال هذه اللقاءات تكمن في حشد السلطة لمزيد من الفئات الاجتماعية ومحاولة عمل توازن ما بينها وبين المظاهرات التي تقام في الشوارع.
وتوقع مصعب في حديث لـ “الإنتباهة” خروج الإدارات الأهلية في الشارع قريبا في محاولة لإيجاد توازن في الساحة السياسية. الأمر الذي يجعل الجميع خاسرdن لانه يؤدي إلى استقطاب ، الحل في أن يكون هناك توافق سياسي تجري بعده انتخابات، غير ان حميدتي سينجح في كسب تأييد الإدارات الأهلية لما يقدمه من دعم لها واهتمام بها” وقال ان الأدوار متبادلة بين البرهان وحميدتي وجميعهم يعملون لهدف مشترك. يتمثل في استقرار نظام )25( أكتوبر .