الإثنين 28 مارس 2022 - 19:03
احمد يوسف التاي يكتب: أميرة الجمال دبي )2(


)1(
تحدثنا أمس عن دبي الجميلة، المبهرة بأناقتها ، ونظافتها ، وتأدب أهلها وتواضعهم واحترامهم للآخر.. وكيف أن الحياة تسير في نسق واحد بألوان مختلفة وبنظام متناهي الدقة والحسابات البشرية، وكلٌ في فلكٍ يسبحون… حركة دءوبة تتدفق كالدماء في الشرايين تمنح الحياة والأمل وترسم خطوط المستقبل العريضة ليقرأها بوضوح حتى الزائر لأول مرة ، ونشاط تجاري ضخم ينساب يعزز مناعة الاقتصاد ويصنع المنعة والقوة، كل شيء هناك بمقدار وحسابات دقيقة فلا مجال للصدفة لتمد رجليها إلا ما شاء الله…
)2(
في جناح السودان بـ )إكسبو 2020 دبي( وجد علماء من السودانيين والاقتصاديين والباحثين وخبراء عركتهم التجارب مع لفيف من الإعلاميين وجدوا فرصة ذهبية هناك لتناول قضية مهمة تتعلق بالشأن السوداني من خلال ورشة نظمتها )شموس ميديا( بقيادة الزميلة سمية سيد والزميل النشط عادل عوض وبرعاية مجموعة الفاخر وبنك الخرطوم وبدر للطيران، فلهم جميعاً الشكر والتقدير على إتاحة تلك الفرصة ..
لقد صوبت الورشة وبدقة شديدة من خلال أوراقها العلمية والعملية على مواضع الألم ومواجع الاقتصاد السوداني، فشخصت الداء ولم تستبقِ شيئاً ، ولعلنا نعود إلى ذلك بالتفصيل في غير هذا الموضع.. لكني أقول وبكل إعزاز إن الزملاء في شموس ميديا كانوا مثالاً للإعلام الإيجابي الذي يضطلع بدور رائد في البناء الوطني فهنيئاً لهم بالنجاح في هذا الدور الكبير، والتهنئة أيضاً لمجموعة الفاخر التي جعلت رعايتها للورشة يوماً وطنياً عنوانه العريض )الحصة وطن( بعيداً عن الدعاية والترويج للذات، والانفعال بقضايا الوطن الملحة.
)3(
الورشة تناولت مشكلات الصادرات السودانية ، والبيروقراطية المعيقة والمنفرة للاستثمار والمتاريس والأغلال التي يضعها بعض الموظفين لشيء في كلِّ نفسٍ أمارة بالسوء … ولم يتجاوز المناقشون فوضى الاستيراد وتهريب الذهب والمنتجات السودانية أو شرائها بالعملة المزورة ، وكيف أن المنتج السوداني يُذبح بنصل حاد بينما الاقتصاد الكلي يُطعن في خاصرته سراً وعلانيةً تحت سمع وبصر الحكومة… وكيف أن الدولة من خلال بنك السودان هي من تضع العراقيل والمعوقات أمام حركة الإنتاج والتصدير والاستثمار..
أوصت الورشة بضرورة خروج الدولة من سوق المنافسة لتكتفي بسن القوانين والتشريعات والإشراف وتهيئة البيئة المحفزة للاستثمار مع أهمية وضع ضوابط محكمة للاستيراد والتصدير وتشجيع المنتج الوطني ومنع العراقيل والبيروقراطية المفتعلة كي ينهض الجميع بالاقتصاد السوداني وإخراجه من دائرة الوحل ….اللهم هذا قسمي فيما أملك…
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله ،وثق أنه يراك في كل حين.