السبت 28 مايو 2022 - 15:30
الخرطوم:هبة علي
)مفسدون لا يريدون الانتقال إلى الديمقراطية أو يرفضون الحل من خلال الحوار( ورد هذا النص في حديث رئيس البعثة الأممية بالبلاد فولكر بيرتس في جلسة الإحاطة لمجلس الأمن الدولي، عن الأوضاع والمأزق الحالي الذي يمر به السودان ومحاولات البعثة الحثيثية لإيجاد مخرج عبر الحوار الذي يدور الجدل بشأن من يرفضه ولايريد الانتقال إلى الديمقراطية..
رئيس البعثة الأممية بالبلاد فولكر بيرتس قال إن الوضع في البلاد غير مستقر وليس هناك كثير من الوقت للسودانيين للتوصل إلى حل سياسي لإيجاد مخرج من الأزمة.
وأضاف بيرتس في جلسة إحاطة لمجلس الأمن الدولي -أمس الأول- أن المحادثات لن تنجح إلا في بيئة مؤاتية والأمر متروك للسودانيين، خاصة السلطات.
وأشار إلى أن هناك من سماهم “مفسدين” لا يريدون الانتقال إلى الديمقراطية أو يرفضون الحل من خلال الحوار، وطالب الأطراف السودانية بعدم السماح لهؤلاء بتقويض فرصة إيجاد مخرج تفاوضي للأزمة.
وقال المبعوث الأممي إن الجمود السياسي في السودان يفرض ثمنًا اجتماعيًا واقتصاديًا باهظًا، مضيفًا أنه إذا لم يُعثر على حل للمأزق الحالي فسيترك ذلك عواقب خارج حدود السودان وعلى امتداد جيل كامل.
وأكد أن توقف الدعم المالي الخارجي من قبل دول مانحة ومؤسسات مالية بسبب عدم وجود اتفاق سياسي لاستعادة الشرعية الدستورية قد يؤثر سلبًا على السودان وجيرانه على المدى البعيد.
وأشار المسؤول الأممي إلى أن بعض الأحزاب والائتلافات السياسية السودانية تقدمت بمبادرات لحل الأزمة، كما أن هناك اعترافًا متزايدًا بالحاجة إلى حوار عسكري مدني حول مخرج من الأزمة، وهناك المزيد من النقاش العام حول هذه القضية.
العسكريون لايرفضون
رئيس حزب الأمة المكلف فضل الله برمة ناصر يرى أن حوار المدنيين والعسكريين يتطلب تهيئة للمناخ برفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وإيقاف العنف ضد المتظاهرين، قاطعًا برفضهم لأي تنازل عن هذه المطالب.
وأكد برمة فى حديثه لـ)السوداني( أن العسكريين لايرفضون تهيئة المناخ ولكن يجب أن تتوحد جميع القوى المقاومة للانقلاب وتتوافق ليتم بعد ذلك تهيئة المناخ.
وأضاف: لكي ينجح الحوار ويتم تسليم السلطة للمدنيين واستعادة المسار الديمقراطي لابد من وحدة المدنيين، لافتًا إلى أن التنازلات تأتي من الطرفين أثناء الحوار.
وجزم برمة بعدم استطاعة الحرية والتغيير الجلوس منفردة مع العسكريين للحوار لأن هذا لن يرضي بقية القوى كالحزب الشيوعي ولجان المقاومة ومنظمات المجتمع المدني وغيرهم.
وتابع: حاليًا مازلنا ندعو للوحدة وقدمنا مبادرة خارطة الطريق من قبل، والآن السودان وصل إلى مرحلة لايتحمل فيها مزيدًا من الصراعات ولابد من اتفاق المدنيين فيما بينهم ثم مع العسكريين وإدارة حوار سوداني سوداني.
مجموعتان سياسيتان
أما المحلل السياسي د. ناصر سلم فيرىأن هنالك مجموعتين سياسيتين ترفضان الانتقال الديمقراطي، مشيرًا إلى تمترس جميع الأطراف بصورة عامة في مواقفهم.
وبين سلم من خلال حديثه لـ)السوداني( أن فولكر لم يوضح من يقصد لكن من الواضح أن هنالك تيارات سياسية كانت مشاركة قبل 25 أكتوبر ترى أن قيام الانتخابات لن يدع لها وجودًا في الساحة السياسية لذلك تحاول بكل ما أوتيت من قوة منع تكون ركائز الفترة الانتقالية وبعد الانتقالية ترفض الجلوس للحوار وكان فولكر قد أشار لها من قبل، إضافة لوجود تيارات إسلامية لاترغب بدورها في قيام الانتخابات.
وأطلق الممثل الخاص للأمين العام، رئيس بعثة يونيتامس، فولكر بيرتس،رسميًا المشاورات الأولية لعملية سياسية بين الأطراف السودانية في مطلع هذا العام بالتشاور مع الشركاء السودانيين والدوليين.
وقالت البعثة وقتها إنها تتولى تيسير )المشاورات( بهدف دعم أصحاب المصلحة السودانيين للتوصل إلى اتفاق للخروج من الأزمة السياسية الحالية، والاتفاق على مسار مستدام للتقدم نحو الديمقراطية والسلام”، مُعربةً عن قلقها الشديد من أن يؤدي الانسداد السياسي الراهن في السودان إلى انزلاق البلاد نحو المزيد من عدم الاستقرار، وإهدار المكاسب السياسية والاجتماعية والاقتصادية، التي تحققت منذ قيام الثورة في السودان.
وبعد تعثر المبادرة تم إدماج الأممية مع الإفريقية وسمّيت بالآلية المشتركة في مارس، لتصبح الآلية ثلاثية بانضمام منظمة الإيقاد، وتعتبر مبادرة الآلية الثلاثية لإيجاد حل للازمة السودانية الأكثر قبولًا بين الأطراف المختلفة بالبلاد وبدأت في إدارة حوار غير مباشر بالجلوس مع بعض الأطراف.